فرص تاريخية للمنتخبات العربية في التأهل لكأس العالم 2026

بعد قرار زيادة عدد المشاركين في كأس العالم من 32 إلى 48 منتخبًا، تنتظر المنتخبات العربية في قارة أفريقيا فرصة تاريخية، حيث تم رفع عدد المقاعد المخصصة لهذه القارة إلى تسعة ونصف مقعد.، منافسة في ملحق تصفيات، قد تشهد النسخة القادمة من كأس العالم التي ستُقام في أمريكا وكندا والمكسيك، إنجازاً تاريخيًا وحضوراً عربيًا غير مسبوق.

 

تم تقسيم قارة أفريقيا إلى تسع مجموعات، وكل مجموعة تتألف من ستة منتخبات، ويتأهل المتصدر من كل مجموعة مباشرة إلى نهائيات كأس العالم 2026، بالإضافة إلى أفضل أربعة منتخبات في المركز الثاني للمشاركة في الملحق لحسم التأهل إلى المونديال.

 

تقام الملحقات الأفريقية بنظام خروج المغلوب، حيث تتكون من مباراتين نصف نهائي ومباراة نهائية، يتأهل الفائز من هذه المرحلة إلى الملحق العالمي الذي سيشمل منتخباً من كل اتحاد قاري عدا الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى منتخب إضافي من اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف)، ليصل عدد المشاركين في الملحق إلى ستة منتخبات، وستُستثنى المنتخبات الأفضل تصنيفاً من الدور الأول من هذه المرحلة لتحديد فريقين يتأهلان مباشرة إلى نهائيات كأس العالم.

 

تقدمت القرعة وفقًا لتصنيف المنتخبات لشهر يونيو (حزيران) 2023، وأوجدت فرصًا ذهبية للمنتخبات العربية في القارة السمراء، وتتمثل هذه الفرص في التأهل للبطولة للمرة الأولى في التاريخ بسبعة مقاعد، مما يعكس أهمية الحضور العربي الأفريقي المتميز في المونديال.

 

تجهيزات الفراعنة

 

يُعد المنتخب المصري بقيادة المدرب البرتغالي روي فيتوريا من بين المرشحين الأبرز للتأهل لمونديال 2026، بعد أن حقق أداءًا ملحوظًا ووصل لنهائيات كأس الأمم الأفريقية 2023 المقرر إقامتها في كوت ديفوار بين 13 يناير (كانون الثاني) و11 فبراير (شباط) 2024.

 

يمتلك المنتخب المصري قائمة لاعبين من بين الأعلى قيمة في القارة الأفريقية، بما يزيد على 119 مليون يورو (134 مليون دولار)، ويتصدرها نجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح.

 

يتولى فيتوريا تدريب المنتخب المصري منذ يوليو (تموز) 2022 بعقد يمتد حتى 31 يوليو 2026، ونجح في قيادة الفراعنة لتحقيق الفوز في جميع المباريات السبع التي خاضوها، مؤكداً تألق الفريق في الهجوم والدفاع بتسجيل 19 هدفًا واستقبال هدفين فقط.

 

صرح المدرب المساعد بالجهاز الفني لمنتخب مصر أيمن عبدالعزيز قائلاً: “رؤيتنا كجهاز فني هي أنه ليس هناك شيء سهل في كرة القدم كما يرى الجميع، من يريد التأهل عليه أن يُحضِّر لأي منافس ويلعب بجدية في كل مباراة من أجل ضمان الفوز، إذا لم نفعل ذلك، فلن نصل إلى كأس العالم، لدينا منافس قوي وهو منتخب بوركينا فاسو، يقدم مستويات قوية خلال الفترة

الماضية، وأيضًا منتخب سيراليون القوي، بالإضافة إلى إثيوبيا التي تقوم بإعداد نفسها بشكل جيد خلال السنوات الأخيرة.”

 

وأضاف عبدالعزيز: “يجب علينا أن نكون جاهزين لمواجهة أي مفاجآت قد تظهر في التصفيات، لا يجب أن نترك أي تفصيلة صغيرة أو كبيرة، يتمتع فيتوريا بفكر كبير ومميز، ويُحضِّر بجدية للوصول إلى كأس العالم.”

 

وشدد المدرب المصري على أهمية تحضير المنتخبات العربية بشكل جيد لهذه الفرصة التاريخية، وأوضح أن من لا يمتلك الإصرار والجدية لن يتمكن من التأهل، وأبدى تفاؤله بقدرة المنتخبات العربية في أفريقيا على تحقيق نجاح كبير خلال التصفيات، مستغلين النظام الجديد للتصفيات الذي يعزز فرصهم.

 

في النهاية، أكد المدرب عبدالعزيز على أهمية الحذر من جميع المنافسين، فمنتخبات العرب في أفريقيا ستواجه تحديات كبيرة ومنافسة قوية، لكنه أكد أن التحضير الجيد والاجتهاد سيكونان العنصرين الأساسيين لتحقيق الإنجازات المرجوة والتأهل إلى مونديال 2026، مما يعزز مكانة العرب في البطولة العالمية ويضعهم على خريطة النجاح والتألق الكروي العالمي.

 

تفاؤل جزائري

 

أصبحت الفرصة أكثر تاريخية للمنتخبات العربية داخل قارة أفريقيا بعد قرار زيادة عدد المشاركين في كأس العالم من 32 إلى 48 منتخبًا، وبهذا الارتفاع في عدد المقاعد المتاحة لكل قارة، تتاح فرص أكبر للمنتخبات العربية للتألق في المونديال والوصول إلى المراحل النهائية، وقد أظهر منتخب المغرب تألقًا مميزًا في نسخة كأس العالم 2022 التي أُقيمت في قطر، وربما يتوجوا باللقب في المونديال القادم.

 

وتعلق الآمال بالمنتخب الجزائري أيضًا، حيث أكد المنسق الإعلامي للمنتخب الجزائري صالح باي عبود على أهمية الزيادة في عدد المنتخبات، وقال: “ارتفاع عدد المنتخبات شيء إيجابي للقارة وللمنتخبات العربية، وسيكون لهم حظوظ أكبر في الظهور بالمونديال بشكل مؤثر والوصول إلى الأدوار النهائية، كما وصل المغرب في 2022 بقطر، ولمَ لا التتويج باللقب”.

 

وفيما يخص المجموعة التي ينتمي إليها المنتخب الجزائري، صرح باي عبود: “الحظوظ قائمة لمنتخبنا في مجموعته مع احترامنا لجميع المنتخبات ويجب علينا الحذر من دروس الماضي القريب، نحن أهدرنا التأهل إلى كأس العالم 2022 أمام الكاميرون في الدقيقة الأخيرة، ولكن نظام التصفيات في النسخة المقبلة، سيجعلها بطولة مصغرة سيلعب بها 10 مباريات بـ30 نقطة، وهذا يعطي فرصًا أكبر للمنتخبات أن تعوض ما تهدره من نقاط من أجل تعديل المسار في مشوار التصفيات والتأهل للمونديال”.

 

أزمة في ليبيا

 

مع تزايد عدد المنتخبات المشاركة والارتفاع في حالة التنافس بين منتخبات أفريقيا، يعتبر النظام الجديد للتصفيات إيجابيًا للمنتخبات العربية في القارة السمراء، هذا ما أكده الأمين العام للاتحاد الليبي لكرة القدم عبدالناصر الصويعي الذي قال: “زيادة المقاعد محفز للغاية وعدد المباريات التي سنخوضها في النظام الجديد للتصفيات سيكون له دور في تطور الكرة في أفريقيا بشكل عام وسيعود بالفضل بالتبعية على المنتخبات العربية والتحضير الجيد قبل الذهاب لكأس العالم”.

 

وأضاف الصويعي: “زيادة عدد مقاعد القارة الأفريقية ومباريات التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، له عامل سلبي وهو الوضع المادي لبعض الاتحادات لتحمل مصاريف السفر والتنقلات فهناك 10 جولات”.

 

وبالنسبة لمنتخب ليبيا، قال الصويعي: “مجموعة ليبيا متوازنة وجيدة للغاية حقيقةً وسنجهز أمورنا في التصفيات بشكل جيد وجميع المنتخبات في المجموعة يمكن منافستهم ويعد أصعبهم المنتخب الكاميروني”.

 

صعوبة موريتانية

 

أكد المدير الفني لمنتخب موريتانيا أمير عبدو على صعوبة المنافسة في التصفيات، وقال: “القرعة في جميع الأحوال صعبة، ولكن علينا الحفاظ على أمل المنافسة، و

علينا التركيز على أنفسنا والتحضير بشكل جيد لتحقيق الصعب، مجموعتنا تضم منتخبات صعبة مثل السنغال وجمهورية الكونغو، ولكن نحن عازمون على تقديم أفضل أداء والسعي للتأهل للمونديال”.

 

ومع تزايد الفرص والتحسن في فرص المنتخبات العربية، يشعر المنتخبات العربية بالتفاؤل بتحقيق التأهل لكأس العالم 2026، ويرى معظم المنتخبات أن زيادة عدد المنتخبات المتأهلة من قارة أفريقيا ستساعد في تعزيز فرصهم للوصول إلى المشابقة العالمية، وتوصّلت المنتخبات العربية إلى اتفاق عام بشأن أن زيادة عدد المنتخبات المتأهلة من قارة أفريقيا ستكون لها أثر إيجابي في مسارها داخل القارة السمراء.

 

وفيما يلي مجموعات التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026:

 

المجموعة الأولى: تضم مصر وبوركينا فاسو وغينيا بيساو وسيراليون وإثيوبيا وجيبوتي.

المجموعة الثانية: تضم السنغال والكونغو الديمقراطية وموريتانيا وتوجو والسودان وجنوب السودان.

المجموعة الثالثة: تضم نيجيريا وجنوب أفريقيا وبينين وزيمبابوي ورواندا وليسوتو.

المجموعة الرابعة: تضم الكاميرون والرأس الأخضر وأنغولا وليبيا وأي سواتيني وموريشيوس.

المجموعة الخامسة: تضم المغرب وزامبيا والكونغو وتنزانيا والنيجر وإريتريا.

المجموعة السادسة: تضم كوت ديفوار والغابون وكينيا وغامبيا وبروندي وسيشيل.

المجموعة السابعة: تضم الجزائر وغينيا وأوغندا وموزمبيق وبوتسوانا والصومال.

المجموعة الثامنة: تضم تونس وغينيا الاستوائية وناميبيا ومالاوي وليبيريا وساوتومي.

المجموعة التاسعة: تضم مالي وغانا ومدغشقر وجمهورية أفريقيا الوسطى وجزر القمر وتشاد.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد