سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالأهلي وأشياء أخرى.. 3 جرائم في خسارة الكأس

كابتن سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالنادي الأهلي، ليس هو نفسه اللاعب الممتع في الملعب والذي كان يشاهده كل من يحب كرة القدم، وليس الاهلوية فقط، طبيعي أن يكون بينه كشخص، وكممثل للنادي الأهلي وبين المسؤولين في نادي الزمالك خصومة، وما يتبعها من تصرفات وإجراءات وصلت في معظم الأحيان إلى المحاكم، لكن تظل الروح الرياضية هي العامل الأهم في ممارسة كرة القدم عموما، بعيدا قدر الإمكان عن الصراعات الخاصة هنا وهناك.

سيد عبد الحفيظ يقوم بأدوار لا تتفق مع مبادئ الأهلي

واضح تماما خلال السنوات الأخيرة، أن الحرب بين ناديي الأهلي والزمالك، ليست مجرد منافسة شريفة أو حتى غير شريفة، في سبيل الفوز بالبطولات المختلفة في الداخل والخارج، وما يتطلبه ذلك من حرص كل منهم على ضم لاعبين مميزين قبل الآخر، بل إذا تمكن من خطف نجوم المنافس يكون أفضل، وهكذا في إطار الصراعات المعتادة في عالم كرة القدم، حتى لو تجاوزت الروح الرياضية أحيانا، بسبب الضغط الجماهيري الذي يخشاه أي مسؤول.

منذ فترة كنت أتابع عن قرب عدد من المسؤولين واللاعبين في الناديين، كانوا أصدقاء بمعنى الكلمة حتى على المستوى الأسري، زيارات ودية، ورحلات سفر جماعي، وأحيانا مشاريع مشتركة، لكن أمام الإعلام حاجة تانية، حيث الظهور كمتنافسين لدرجة العداوة، خوفا من الجماهير وإرضاء لشعور عام زرعه من قبلهم ويساهمون في استمراره في العلن، بدلا من المساهمة في القضاء عليه، وكان تبريرهم الدائم، أن التعصب جزء من الصناعة وضروري لاستمرار الشغف باللعبة.

كابتن سيد عبد الحفيظ، هو خط الدفاع والهجوم الأول لدى إدارة النادي الأهلي في مواجهة إدارة الزمالك وخاصة مرتضى منصور وأمير مرتضى، لان كابتن محمود الخطيب من قبله من رؤساء النادي الأهلي، لم يتعودوا على الدخول في حروب إعلامية، وهو سلوك رياضي ممتاز، لكن كابتن الخطيب، فوض سيد عبد الحفيظ بملف الرد الإعلامي على إدارة الزمالك، رغم وجود إدارة كبيرة مخصصة للإعلام، ولا اعتقد أنه حققا نجاحا كبيرا لدرجة حسم الملف لصالحه.

بل إن الدور الجديد لمدير الكرة قد أخذ من تركيزه في مهمته الأصلية، لان سيد عبد الحفيظ تفرغ له تماما واعتبر أنه التكليف الأهم في منصبه الوظيفي، وفي النهاية لا هو حقق نصرا كاسحا ضد مرتضى منصور، ولا هو ظل متمسكا بما كان عليه رؤساء أندية الأهلي فيما سبق، ومع ذلك فإن الإدارة حرة في طريقة تعاملها مع منافسيها وهي وحدها تتحمل نتيجة اختيارها.

لكن سيد عبد الحفيظ، أمس في مباراة نهائي الكأس بين الأهلي والزمالك، وبعد فوز الزمالك وأثناء مراسم التسليم كان بطلا لثلاث مشاهد لا اعتقد أنها تتصل بأي صلة بالروح الرياضية، أو مبادئ الأهلي، أو بالعمل العام عموما، بدأت بمشهد الممر الشرفي الذي صنعه لاعبو الزمالك لزملائهم في النادي الأهلي، وهي المرة الأولى التي أرى أن المشهد ينتهي بصورة فيها من الروح الرياضية الكثير، وخاصة عند مرور لاعبو الأهلي وتبادل التحية بين لاعبي الفريقين.

لكن سيد عبد الحفيظ تذكر أن دوره الأول والاهم بث مشاعر الكره ولفت نظر الإعلام إلى خصومة لن تنتهي، حتى لو كان ذلك على حساب الصورة العامة، وأهداف الرياضة عموما، فلم يدخل من الممر وسار خارج السرب في مشهد هو يقصد أن يكون كذلك، ثم تلاه بالمشهد الآخر عندما تجاهل وجود مرتضى منصور على المنصة ولم يسلم عليه، مع أن واجب المسؤول مراعاة البروتوكول في مثل هذه المناسبات.

لكن مع افتراض أن الخصومة مع شخص مرتضى منصور والصورة العامة لا تهمك، فهل لاعبو الزمالك هم أيضا لك معهم خصومة تمنعك من المرور من بينهم؟ أما المشهد الأسوأ في الثلاثة، عندما هتفت جماهير الزمالك باسم محمد الشناوي حارس الأهلي، وطلبت أن يأتي لتحيته، وكان الشناوي يسير في طريقه للخروج من الملعب بصحبة سيد عبدالحفيظ، فسأله الشناوي إذا كان يسمح له بالذهاب إلى الجماهير إلا أنه رفض السماح، فاكتفى الشناوي بتحية الجماهير بيده.

سيد عبد الحفيظ: بعد التوتر الذي كان في مباراة الأهلي تم الاتفاق مع الكاف كتابياً على عدة شروط

هناك تصرفات وتصريحات من المسؤولين في الزمالك يرفضها جمهور الزمالك قبل جمهور الأهلي، لكن هناك حدود للخصومة أمام الكاميرات، ولابد من تقبل الخسارة، لأنها طبيعة الرياضة وجوهرها، إضافة إلى أن سيد عبد الحفيظ ومن في مركزه لا بد أن يكون قدوة لملايين الشباب من جماهير ناديه، وجماهير الكرة المصرية عموما، وليس سببا في زيادة الكٌره في الملاعب والشارع أيضا.