المعجزة في الإسلام هي أمر خارق للعادة يظهره الله على يد نبي تكون من نفس النوع الذي برع به قوم هذا النبي، ويَعجز الآخرين عن الإتيان بمثلها، وأرسل الله نبيه محمد وأيده بالمعجزات التي تعددت واختلفت وكان من بينها معجزة الإسراء والمعراج ودروسها العظيمة.
رحلة الإسراء والمعراج: الأسباب والدروس المستفادة
الإسراء
الإسراء هو الرحلة الأرضية الليلية التي قام بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس في سرعة تفوق الخيال بواسطة البراق ثم رجوعه من رحلته في ليلته، قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) وتُعتبر هذه الرحلة إحدى أهم الأحداث العظيمة في تاريخ الإسلام.
المعراج
المعراج هو الرحلة السماوية التي صعد فيها رسول الله وارتقى من عالم الأرض في بيت المقدس إلى عالم السماء وإلى سدرة المنتهى وإلى قاب قوسين أو أدنى ثم الرجوع في ليلته إلى المسجد الحرام بمكة.
أسبابها
رحلة الإسراء والمعراج وقعت لعدة أسباب منها ما يلي:
- التخفيف من معاناة وألم النبي محمد صلى الله عليه وسلم خاصة بعد تكذيب قومه له واشتداد الإيذاء له، وموت زوجته خديجة رضي الله عنها وعمه أبي طالب.
- كما كانت هذه الرحلة بمثابة تعويض للنبي عن جفوة أهل الأرض له بعد رحلته إلى الطائف.
- أيضاً كانت هذه المعجزة منحةً ربانيةً خالدةً تمسح أحزان النّبي ومتاعبه -عليه الصلاة والسلام- وتنقله إلى عالم أطهر وأرحب حيث الملائكة وجبريل والجنة وسدرة المنتهى، وأجلّ من ذلك القرب من عرش الله عز وجل.
الدروس المستفادة
هناك العديد من الدروس المستفادة من رحلة الإسراء والمعراج منها التالي:
- أن الفرج يأتي بعد الكرب وأن الحزن لا يطول وفرج الله سبحانه وتعالى قريب.
- الاستمرار في العبادة والتقرب إلى الله عز وجل، حتى في الظروف الصعبة.
- التحلي بالصبر والثبات في مواجهة الصعاب والتحديات.
- التأكيد على أن الإسلام دين التسامح والرحمة والعدالة والسماحة.
- إثبات نبوة الرسول وصدقها، وأنه هو خاتم الأنبياء بعدما صلى بالأنبياء إماما في بيت المقدس.
- الحرص على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل الأمور.
- تكريم لسيدنا محمد باطلاعه على الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله.
- الإيمان بالقضاء والقدر والتفويض لله تعالى في كل شيء.
- الالتفات إلى أهمية الصلاة والصوم والصدقة والإحسان في حياة المسلم.
- الاهتمام بتطهير النفس والتزود بالأخلاق الحميدة.
- الاعتناء بالوصايا الإلهية والالتزام بها في الحياة اليومية..
