الصحابيان اللذان صلى الرسول عليه الصلاة والسلام خلفهما مأموما!

الحمد لله الذي بعث النبي محمدا شاهدا ومبشرا ونذيرا وجعل أصحابه رضوان الله عليهم نجوما يهتدى بها في الطريق إلى الجنه فآمنوا بالرسول وعزروه ووقره وكانوا له رجالا وصحبة فنعم الرجال ونعم الصحبة.
ولكن من سنة الله في خلقه أن يتفاضل بعضهم على بعض فليس كلنا سواسية وليس كل الآنبياء عند الله في الفضل سواء وكذلك ليس كل الصحابة في المكانة والأجر سواء.

ومن المواقف الجميلة في السيرة النبوية والتي تبرز معاني التفضيل بين صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام هي القصة التي أوردها لنا الإمام النووي في كتابه رياض الصالحين من حديث سهيل بن سعد الساعدي ومعناها: أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان في صلح بين جماعة من المسلمين فتأخر عندهم حتى دخل وقت الصلاة فأقام سيدنا بلال للصلاة وتقدم أبو بكر رضي الله عنه للصلاة بالناس إماما فلما بدأت الصلاة قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم حتى وقف في الصف الأول فلما رآه الناس أخذوا يصفقون حتى يجعلوا أبو بكر يلتفت ويقدم الرسول عليه الصلاة والسلام للإمامة وكان سيدنا أبو بكر لا يلتفت في صلاته أبدا.

فلما كثر تصفيق الناس إلتفت فوجد الرسول يصلي خلفه فقام فورا بتقديم الرسول ورجع إلى الصف ليصلي مأموما خلف الرسول عليه الصلاة والسلام وبعد أن سلم الرسول من صلاته نهى الناس عن التصفيق وسأل أبا بكر فقال له لما لم تكمل الصلاة؟ فأجاب بكل تواضع: لم يكن لإبن أبي قحافة أن يصلي يرسول الله.
كما صلى الرسول عليه الصلاة والسلام خلف أبي بكر رضي الله عنه في مرض موته عليه من الله الصلوات والتسليم.

وروي أيضاً أن الرسول عليه الصلاة والسلام صلى مأموما خلف سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه في صلاة الفجر في أحد الأسفار وفاتته ركعه فقضاها.
ونث

أما أبو بكر فروى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد – – أن رسول الله – – ذهب إلى بنى عمرو بن عوف ليصلح بينهم؛ فحانت الصلاة؛ فجاء المؤذن إلى أبى بكر فقال: أتصلى بالناس فأقيم؟ قال: نعم، قال: فصلى أبو بكر، فجاء رسول الله – – والناس في الصلاة، فتخلص حتى وقف في الصف، فصفق الناس، وكان أبو بكر لا يلتفت في الصلاة، فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله – -، فأشار إليه رسول الله أن امكث مكانك، فرفع أبو بكر يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله – – من ذلك، ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف، وتقدم النبى – – فصلى، ثم انصرف فقال: (يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك) فقال أبو بكر: “ما كان لابن أبى قحافة أن يصلَّى بين يدى رسول الله – -! فقال رسول الله – -: (ما لي رأيتكم أكثرتم التصفيق؟ من نابه شىء في صلاته فليسبح، فإنه إذا سبح التفت إليه، وإنما التصفيق للنساء ).

وأما عبدالرحمن بن عوف فروى ابن خزيمة بسنده إلى المغيرة بن شعبة قال: “خصلتان لا أسأل عنهما أحد بعدما قد شهدت من رسول الله – – إنا كنا معه في سفر، فبرز لحاجته ثم جاء فتوضأ، ومسح بناصيته، وجانبي عمامته، ومسح على خفيه قال: وصلاة الإمام خلف الرجل مع رعيته، وشهدت من رسول الله – – أنه كان في سفر فحضرت الصلاة، فاحتبس عليهم النبي – – فأقاموا الصلاة، وقدموا ابن عوف فصلى بهم بعض الصلاة، وجاء النبي – صلى الله عليه وسلم – فصلى خلف ابن عوف ما بفي من الصلاة، فلما سلم ابن عوف قام النبي – – فقضى ما سبق به “.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد