الله سبحانه وتعإلى غفور رحيم يقبل التوبة عن عباده حتى تبلغ الروح الحلقوم أو حتى تطلع الشمس من مغربها بل إن الله عز وجل من رحمته بنا ولطفه وعلمه بضعفنا يتنزل كل يوم بالثلث الأخير من الليل فيقول هل من تائب فأغفر له، تخيل الله سبحانه وتعإلى بنفسه ينادينا نحن العصاة المذنبون لنتوب إليه فيقبل التوبة ويمحو الخطايا ويغفر الذنوب فجل في علاه.
ومن منا لم يقترف السيئات ويجترح الأعمال الخبيثة وخصوصا في أيام انتشرت فيه الموبقات بين الناس فلا نجد صغيرا ولا كبيرا إلا يسب ويلعن وينظر إلا الحرام ويبطش ويأخذ حق غيره ويغتاب فكثرت الفتن بين الناس ورفع الله عنا نصره وتغشتنا البلايا ولن يرفعها سوى الله سبحانه وتعإلى برحمته فهلا نتوب إليه ونرجع حتى يلطف بنا ويعفو عنا !
ولقد حدد العلماء ثلاثة شروط للتوبة لا تقبل إلا بهم إذا تعلق الذنب بحق الله تعإلى وأضافوا شرطا رابعا إذا تعلق الذنب بحق عبد من العباد
أولا: الإقلاع عن الذنب تماما فلا يصح أن تتوب عن النظر الحرام وأنت تنظر إلى ما حرم الله فهذا إستهزاء بمقام الله والعياذ بالله.
ثانيا: الندم على ما اقترفه العبد
ثالثا: العزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى (وإن عاد رغما عنه فإنه يتوب مرة أخرى بهذه الشروط الثلاثة فلا يزال العبد يذنب ويستغفر وهو ينوي حقا الإقلاع ويندم ويعزم ألا يعود إلا وغفر الله له ما كان من الذنب ولا يبالي)
وإذا تعلق الذنب بأحد الخلق كسرقة أو غيبة ونحوها فأضافوا: أن يرد الحق إلى صاحبه حتى يقبل الله توبته.
هذا والله أعلم
نسأل الله القبول والمغفرة فلولا رحمته ما حيينا ولا حسنت عيشتنا إنه غفور رحيم.
