إعلان أول ميثاق إفتائي لمواجهة تغير المناخ

تضامنا مع المصلحة الوطنية والإنسانية والعالمية، وتعميقا للوعي بمخاطر التغيرات المناخية وما ينتج عنها من مشكلات على كافة الأصعدة أعلن الشيخ محمد حسين مفتي القدس، في ختام المؤتمر العالمي السابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، الذي عقد بالقاهرة 17-18أكتوبر الجاري عن أول ميثاق إفتائي لمواجهة تغيرات المناخ.

وأكد مفتي القدس أن الميثاق من شأنه تفعيل ما أسنه المفتون عبر العصور من استشراف الأحداث الحالية والمستقبلية، وذلك انطلاقا من الأصول الإسلامية الأخلاقية والشرعية، لكي يكون الإفتاء واحدا من المحالات التي تسهم في حل مشكلة تغير المناخ والتوعية بها.

وأضاف الشيخ حسين أنه يعتمد للإفتاء والخطاب الديني الرشيد ما يلي:

  •  وجوب الالتزام بالقوانين والمعاهدات التي تهدف إلى الحد من مخاطر التغيرات المناخية والوقاية من تفاقمها.
  • وجوب اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة للحد من الآثار السلبية للتغير المناخي والوقاية منها.
  • بعد ثبوت الضرر والخطر، وتجريم ذلك قانونيا، فإنه يعد من المحظورات على المكلف أن يقوم بشيء من الأمور التالية:

– إساءة تداول النفايات الخطرة، والإعانة على ذلك.

– إساءة تداول المواد أو المخلفات الخطرة، والإعانة على ذلك.

– الإسراف في استهلاك الطاقة على مستوى الفرد والمؤسسات.

-إغراق النفايات الخطرة في مياه البحار والمحيطات.

-التعدي على الرقعة الزراعية بالبناء المخالف.

و يحرم على المكلف، ويعد آثما فعل ما يلي:

– صيد أو قتل أو إمساك الطيور والحيوانات البرية أو الكائنات البحرية المجرم صيدها.

– قطع أو إتلاف النباتات المجرم قطعها أو التعدي عليها.

-جمع الحفائر أو حيازتها أو نقلها أو الاتجار فيها من غير إذن الجهات المختصة.

– الاتجار في الكائنات الحية المهددة بالانقراض من غير ترخيص من الجهات المختصة.

– إقامة أي نشاط أو منشأة للتعامل مع النفايات الخطرة من غير ترخيص من الجهات المختصة.

-تجاوز الحد المسموح به لانبعاث أو تسرب ملوثات الهواء من المنشآت والأبنية.

-استخدام سيارة أو محرك أو آلة ينتج عنها عادم يتجاوز الحدود المقررة قانونا.

-الحرق المكشوف للقمامة أو المخلفات.

-فرز القمامة أو معالجتها في غير الأماكن المخصصة لذلك.

-إلقاء مخلفات البناء أو الهدم أو الحفر في الطريق العام أو الأراضي الفضاء غير المخصصة لإلقاء المخلفات.

-رش المبيدات والمركبات الكيماوية واستخدامها دون مراعاة للشروط المقررة.

– تصريف السفن والمركبات الزيت في مياه البحر.

-تصريف المواد الملوثة الناتجة عن استغلال حقول البِترول أو مياه الصرف الصحي، في البحار أو الأنهار أو المحيطات.

-إلقاء القمامة أو الفضلات من المراكب والسفن في مياه الأنهار والبحار، كذلك المواد الضارة والحيوانات النافقة.

-مخالفة أوامر الجهة الإدارية المختصة بالحماية البيئية.

-التعدي بإحداث الضوضاء في المناسبات العامة والخاصة.

-التعدي على المحميات الطبيعية بألوان التعدي المنصوص عليها في القانون.

وأكد الميثاق أيضا على ضرورة التدخل لمنع الضرر اللاحق بالبيئة، والمساهمة في رفع الأضرار التي حدثت وفقا للشروط والإجراءات التي تحددها القوانين، وأيضا اتخاذ الاحتياطات اللازمة لإنتاج أو تداول المواد الخطرة بإذن الجهات المختصة.

و يتضامن الميثاق مع الجهود الساعية لتحسين جودة الهواء، والحماية من الضوضاء، وتحسين نوعية المياه، ونشر اللون الأخضر وزراعة الأشجار على الوجه الذي يحسن جودة البيئة، مع التوجه إلى استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة للأفراد والهيئات بما يساعد على تقليل استخدام الوقود الأحفوري.

ومن جانبه أوصى الشيخ محمد حسين مفتي القدس في كلمته حول الميثاق الإفتائي في الجِلسة الختامية لفاعليات المؤتمر بضرورة أن يتحمل المجتمع الدُّوَليّ وكل أفراده مسئولياتهم ويأخذ كل دوره حيال التهديد الذي يهدد الجميع، وأن يكون تحمل المسئولية متحليا بالعدالة التي تقتضي توزيع المسئولية على قدر الضرر أو التسبب فيه، مشددا على ضرورة التربية البيئية للأطفال والشباب عبر مقررات الدراسة التي تعرفهم أن الكون يسبح لله تعالى ويسجد له، وما يترتب على ذلك من احترامه، فضلا عن المساهمة الإعلامية الناضجة في تفعيل الخطاب الديني لمواجهة أخطار تغير المناخ، ورفع الوعي البيئي العام وضرورة التكيف مع تغيرات المناخ.

يأتي هذا الميثاق في الوقت الذي تستعد مصر لاستقبال الحدث العالمي الأكبر متمثلا في قمة المناخ العالمية في دورتها السابعة والعشرين المقرر عقدها نوفمبر  القادم بشرم الشيخ.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد