أين نجد السعادة؟

ما هي السعادة

نجد السعادة على ابواب الفقراء

السعادة في متعة العطاء

السعادة هي شيء معنوي غير ملموس لا تقاس بالكم ولا بالكيف؛ وهي تجربة ذاتية ليست لها قواعد؛ ومن أهم روافدئها الرضا، والإنجاز، وتحقيق الأهداف، والنجاح، فهل من الممكن أن نشترى السعادة بالدينار أو الدرهم؛ وهل من الممكن أن نهب السعادة لاصحاب الهموم والغموم؛ وهل من الممكن أن ننتزع السعادة من السعداء؛ أن السعادة هي الطمئانينة، والسكينة، والرضا؛ والتوفيق لفعل الخيرات؛ وتيسير الله لك طاعته وعبادته؛ وعن ذلك قال أبو علي الجوزجاني– رحمه الله- تعالى “من علامات السعادة على العبد: تيسير الطاعة عليه، وموافقة السنة في أفعاله، وصحبته لأهل الصلاح، وحسن أخلاقه مع الإخوان، وبذل معروفه للخلق، واهتمامه للمسلمين، ومراعاته لأوقاته”.

أين نجد السعادة

الكل يبحث عن السعادة؛ فمنهم من يبحث عنها في وفرة، وكثرة المال، ومنهم من يبحث عنها في الولد، والكثير يبحث عنها في منصب مرموق، أو جاه؛ لكن أين نجد السعادة؟

ابحثوا عن السعادة في تفريج كرب؛ وإغاثة ملهوف؛ وفي إعانة على نواب الدهر؛ أبحث عن السعادة في التعرض لدعاء الصالحين والمساكين؛ أبحث عن السعادة عند أبواب الفقراء والمساكين، أبحث عن السعادة في خلق حسن، وكلمة طيبة، ولين جانب، وابحثوا عن السعادة في متعة العطاء، ابحثوا عن السعادة في وهب السعادة لمن لا سعادة لهم.

 

هل السعادة في العافية

أن من تمام السعادة أن يخرج المرء من بيته معافى في بدنه، سليما في نفسه، وعقله، متمتعا بكامل ووافر صحته، يتمتع، ويسعد باستنشاق نسيم الصباح العليل، ويشم عبير الزهور، والروائح الزكية، والطيبة؟ ويسعد ويطمئن بالنظر إلى السماء، ويفرح بشروق الشمس، ويتأمل أشعتها الذهبية؛ متسلسلة من بين الأشجار، يعشق شروقها، ويهيم بغروبها؛ يطمئن ويسعد بانطلاق لسانه بالتسبيح، والحمد، والتكبير، والتهليل؛ يشكر ربه على قدرته على الكلام، وتحدثه، وتواصله مع الآخرين؛ أن في إفصاحه العبد عن حاجته، وإبانته عما في مكنونة، وتعبيره عما يجيش في صدره؛ نعمة من الله العلى العظيم؛ غيرنا حرم منها.

إن السعادة الحقيقية في الإيمان والعمل الصالح

من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون

 

هل السعادة في وفرة المال

لنا في رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الأسوة والقدوة الحسن؛ فقد استعاذ بالله- عز وجل- من الفقر وقرنت بالكفر؛ لأن الفقر زلة وهوان؛ لأن الفقير إذا قال لا يسمع له؛ وإذا أمر لا يطاع؛ فالفقير يعيش حياة الذلة والقلة والمسكنة مهموما مغموما؛ ضاق أمامة سبل الحياة؛ وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يدعو “اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى” أن الغنى هو السعادة؛ إذا استخدم المال في طاعة الله؛ وأنفق في مرضاته؛ لأننا أمة مسئولة؛ ستسال عن المال من أين اكتسبته وفيما أنفقته؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد