الرحلة إلى مكة المكرمة

الرحلة إلى مكة المكرمة

 مكة المكرمة تعشقها الأفئدة

﴿ فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ﴾

الرحلة إلى مكة المكرمة؛ هي رحلة من المعاصي والذنوب إلى طاعة الله عز وجل؛ الرحلة إلى مكة المكرمة هي هجرة إلى الله؛ فطريق إلى مكة لا يمر ببحار ولا أنهار وسهول وجبال لأن مكة المكرمة مكانها في القلب؛ وقبل أن تدخل مكة المكرمة؛ لا بد أن  تدخلها بقلبك، ولا بد ان تصل اليها بروحك؛ الى مكة المكرمة التى سورها الله بالامن والتحريم؛ فهى أمنة حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة؛ فمكة المكرمة هى البلدة التى يطمئن فيها المضطرب القلق، ويأمن في جنباتها الفزع الفرق.

مكة المكرمة عندما يصدح الاذان

الطريق الى مكة المكرمة؛ يمر بافئدة تهوى اليها، يمر بنفوس تعشق صباح مكة، وهواء مكة، وسكينة مكة، وطمآنينة مكة، وحرم مكة، وشوارع مكة عندما يصدح الاذان في بيتها العتيق حى على الصلاح، حى على الفلاح؛ فترى مكة المكرمة وقد تنزينت طراقتها بمن القى الله في قلوبهم شوقا ومحبة لمكة وبيتها؛ الذين من الله عليهم وآثرهم الله بدعوته ووفقهم لزيارتة فلبوا النداء؛ قادمين لرب البيت لا البيت؛ فهم ضيوف الله وزوار بيتة وحق على المزور ان يكرم زارة.

مكة المكرمة قبلة القلوب

الطريق الى مكة المكرمة؛ يمر بنفوس تعشق مكة وتحب عمارها وحجيجها وزوار بيتة الحرام؛ العربى، والاعجمى، والغنى، والفقير، والاسود، والابيض، والاصفر، والاحمر؛ وان تنوعت اللغات، وتعددت اللهجات؛ الا انهم يتكلمون لغة واحدة؛ وهى لغة الحب والشوق الذى اعتصر افئدتهم؛ فلبوا دعوة الله التى نادى بها خليل الرحمن ابراهيم عليهم السلام؛ فهى مكة المكرمة قبلة اهل الاسلام وقبلة قلوبهم

تباركت يا رب العباد جعلتها

مرادا لعباد مهادا لسجد

وطهرتها بالوحى والوعى والنهى

وبالكعبة الغراء أطهر مسجد

الطريق الى مكة المكرمة؛ يمر بمحطات رئيسة

محطة الأستغفار

محطة قيام الليل

محطة الذكر

محطة الدعاء

محطة الاستغفار

الطريق الى مكة المكرمة؛ لابد ان يمر بالاستغفار؛ وليحذر السائر في هذا الطريق من التسويف، والتفريط، ومن طول الامل، وتاجيل التوبة؛ فان الأجال مغيبة والموت يأتى بغتة؛ وليتقرب السائر في الطريق الى الله بالاعمال الصالحة وكثرة التوبة والاستغفار…

ان امتنا في أمان من العذاب ما كان فيهم مسغفرون؛ لأن المستغفر محل رعاية الله وأهلا لحفظة.

الاستغفار اساس لاستجلاب الرحمات

الطريق الى مكة المكرمة؛ يمر بالاستغفار لمنزلة الا ستغفار ومكانتة العظيمة في دين الله؛ فالاستغفار أساس لاستجلاب الرحمات، والخير، والبركات؛ ودفع الكربات وزوال العقوبات؛ وبالاستغفار يرفع الله به مقام العبد وبه تقال العثرات وتغفر الخطايا والزلأت؛ وبكثرة الاستغفار تفرج الكروب، وتزول الهموم؛ وبالاستغفار تستجلب الارزاق: قال رسول الله صلى الله ىعليه وسلم “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقة من حيث لا يحتسب”

الاستغفار سبب لنزول الغيث

الطريق الى مكة المكرمة يمر بالاستغفار لانه سبب لنزول الغيث والامداد بالاموال والبنين ونبات الاشجار وتوفر المياه قال الله تعالى:) فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا (10) يرسل السماء عليكم مدرارا (11) ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا)

الاستغفار سببا في زيادة القوة

والاستغفار سبب في زيادة القوة قال الله تعالى على لسان هود عليه السلام: (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين)

فطوبى لمن عرف أن له ربا غفورا رحيما يقبل عباده إذا أقبلوا إليه نادمين، وطرقوا بابه باكين مستغفرين؛ يرجون رحمته ويخافون عذابة ويسالون الله عز وجل من فضلة العظيم.

محطة قيام الليل

الطريق الى مكة المكرمة؛ لابد وان يمر بقيام الليل؛ لان قيام الليل هو دأب الصالحين وعمل الفائزين وتجارة المؤمنين “فالمؤمن الذى ذاق حلاوة القيام؛ تراه قائما، وعاكفا بين يدى خالقة وبارئه عز وجل يتنسم من النفحات الربانية، ويقتبس من الانوار الالهية.

علموا اهل الفضل من الذين وفقهم الله للوقوف بين يدية؛ أن لهم ربا كريما، وسميعا مجيبا، وغنيا حميدا، يحب من عبادة ان يسالوة وان يلجوا اليه؛ فيسمع الدعاء، ويجيب النداء، ويغفر الزلات، وينزل البركات؛ فهجروا لذيذ فراشهم؛ ووقوفوا بين يدية، يطرقون بابة ويرجون من فضلة يسألون المغفرة؛ ويطلبون الجنة.

) إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون(

محطة ذكر الله

الطريق الى مكة المكرمة؛ لابد وان يمر بذكر الله؛ لان الذكر تزكية للنفس، فالذكر قوت للقلوب، وتزكية للنفوس، وقرة للعيون؛ وبالذكر تستجلب النعم، وتدفع النقم،

وهل هناك نعمة افضل من زيارة بيت الله الحرام والطواف والسعى والصلاة، والذكر، وفعل الخيرات في مكان خصة الله بمضاعفة الاجور واجابة الدعاء وبالخير والبركة وبالسكينة والطمآنينة.

ذكر الله على كل حال

اذكر الله على كل حال؛ فهل الصلاة الا ذكر، وهل قيام الليل الا ذكر، وهل الدعاء والتضرع الاذكر، وهل التقوى الاذكر، وهل فعل الخيرات وإلامر بها الا ذكر؛ وهل تفريج الكروب الاذكر، وهل اعانة العباد على نواب الدهر الا ذكر؛ ان ذكر الله هو حضور القلب على كل حال في بيعك وشرائك وتجارتك وفي عملك، وفى اتقانك لعملك؛ فلا تغفل عن ذلك الخير العميم؛ فالبذكر تستجلب النعم، ويطلب الخير.

عمروا بيوتكم بذكر الله، وحصونها بالذكر والدعاء.

محطة الدعاء

الطريق الى مكة المكرمة؛ لابد وان يمر بالدعاء لان الدعاء من اسباب تنزل الخيرات والبركات والصلاح والاصلاح؛ فما بالك؛ بسوال الله عز وجل زيارة مكة المكرمة وجوار حرمة وبيتة؛ أو السكن في مكة المكرمة؛ التى يتضاعف في حرمها الحسنات وتتنزل البركات وتقبل الدعوات، ان الصلاة في البيت الحرام باجر مائة الف صلاة؛

الهجرة إلى أرض الطاعة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-

“أفضل الأرض في حق كل إنسان: أرض يكون فيها أطوع لله ورسوله، وهذا يختلف باختلاف الأحوال، ولا تتعين أرض يكون مقام الإنسان فيها أفضل، وإنما يكون الأفضل في حق كل إنسان بحسب التقوى والطاعة والخشوع والخضوع والحضور، وقد كتب أبو الدرداء إلى سلمان:” هلم إلى الأرض المقدسة “؟ فكتب إليه سلمان:” إن الأرض لا تقدس أحدا، وإنما يقدس العبد عمله ”

التعرض للنفحات الربانية

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن لربكم -عز وجل-  في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدا)

وان من التعرض لتلك النفحات هو حضور القلب ولزوم الذكر والدعاء وقراءة القرآن والصدقة والإحسان إلى خلق الله تعالى، والصلاة بالليل والناس نيام،

مكة المكرمة تتضاعف فيها الحسنات

كما فضل الله -عز وجل-  بعض الأزمنة؛ من شهر رمضان وأشهر الحج وليلة القدر والجزء الأخير من الليل ويوم الجمعة واختصها بمضاعفة الحسنات وقبول الدعوات والبركة؛ كذلك اختص الله أماكن بمضاعفة الأجر والبركة وقبول الدعوات ومنها المسجد الأقصى فك الله أسرة، والمسجد النبوي، والمسجد الحرام بمكة المكرمة؛ كما يتعرض المؤمن للنفحات الربانية في الأيام والأوقات التي اختصها الله -عز وجل-  بمضاعفة الأجر وقبول الدعاء؛ كذلك يفعل الزائر أو المقيم في مكة المكرمة؛ فيكون حريصا أشد الحرص على الصلاة في الحرم، وكثرة النوافل والصدقة والدعاء وقراءة القرآن بقلب حاضر غير لاه.

أنعم الله عليهم بالعيش في مكة

فمن العباد من أنعم الله عليه بالعيش بمكة فهنيئا له، ومنهم من أنعم الله عليه بالعيش بالمدينة فهنيئا له، ومن العباد من أنعم الله عليه بالتقوى- في أي بقعة من أرض الله كان- فهنيئا له.

ونسأل الله عز وجل؛ أن يرزقنا زيارة بيته الحرام مرات عديدة ويرزقنا المكث مكة المكرمة أزمنة عديدة وأن يمن علينا بمضاعفة الأجر والبركة وإجابة الدعاء في بيته الحرام.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد