فلما أسلما…قصة الذبح…وبداية الحج

ترك إبراهيم السيدة هاجر وولده إسماعيل في صحراء مكة عند بيت الله الحرام حيث لا زرع ولا ماء آنذاك وعاد إلى أرض بيت المقدس ليستقر فيها، واستخلف الله فيهم فاستجاب الله وشكر لهم فعلهم ورزقهم من الثمرات كما دعى إبراهيم عليه السلام.

قصة الذبح

كان إبراهيم -عليه السلام- يزور إسماعيل وأمه هاجر بين الحين والآخر، وحينما كبر إسماعيل عليه السلام وأصبح يطيق السير مع أبيه أخبره إبراهيم عن رؤيا يراها في منامه ورؤيا الآنبياء حق، أن الله يأمره بذبحه، فاستسلم إبراهيم وإسماعيل لأمر الله وهم أن يذبحه، ففدى الله إسماعيل بكبشٍ عظيم.

بناء الكعبة وبداية الحج

أمر الله إبراهيم وإسماعيل ببناء الكعبة، قال تعإلى “وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا…”، ثم دعوه أن يجعلهم مسلمين له أي مستسلمين لأمره خاضعين له ومن ذرياتهم أيضًا…فاستجاب الله لهم وجعل من نسلهم بعد ذلك خاتم الرسل وسيد ولد آدم محمد – صلى الله عليه وسلم.

ثم  أمر الله عز وجل إبراهيم أن يدعو الناس إلى الحج، قال تعإلى “وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ..”  كما أراهما الله عز وجل المناسك من الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة.. وقد استمرت شرائع الحج من عهد إبراهيم حتى أكمل الله الدين على محمد صلى الله عليه وسلم. قالت اليهود لعمر ابن الخطاب نزلت عليكم آية لو نزلت علينا لاتخذناها عيدًا عن قوله تعإلى “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ”، وقد نزلت يوم عرفة على أرجح الأقوال.

كل الخير في امتثال أمر الله

قال الله عز وجل عن الموقف الذي كان فيه إبراهيم وابنه “إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ”، أي المحنة  العظيمة ولكن إبراهيم وابنه  قررا الإذعان والخضوع لأمر الله؛ فكافأهما الله تعإلى أنه تم ذكر فعل إبراهيم وابنه في القرآن الكريم، وفي عيد الأضحى يذبح المسلمون الأضاحي إحياءً لسنة إبراهيم في الذبح، ولنتذكر كيف استسلم إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل لأمر الله قال تعالى “فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ  قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ”.

 وبعد أن أخبر إبراهيم إسماعيل بالذبح وشرعا في تنفيذه حاول الشيطان إثناء إبراهيم عن طاعة الأمر “فعرض له” ثلاث مرات وفي كل مرةٍ كان يرجمه إبراهيم عليه السلام بسبع حصيات حتى “ساخ في الأرض”، أي غاص في الأرض وكان ذلك في الأماكن التي يرمى فيها الجمار عند العقبة الأولى والثانية والثالثة قال ابن عباس-رضي الله عنه- عن رمي الجمار في الحج “الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون”.

وهذه هاجر التي رضيت بأمر الله عز وجل بالانتقال إلى مكانٍ تنقطع فيه أسباب الحياة آنذاك قائلةً عن ربها عز وجل، “إذن لن يضيعنا”، وبعد أن نضب الماء والطعام معها ظلت تسعى بين الصفا والمروة لتتحسس ما فيه نجاتها وولدها، ففجر الله تعإلى ماء زمزم في بيته المحرم وعمّ البيت الخير وآنس بنو جرهم السيدة هاجر وإسماعيل في مكة، وتعلّم إسماعيل منهم العربية بعد ذلك وتزوج منهم، وأصبح سعي المسلمين بين الصفا والمروة هو ركن من أركان الحج ليتذكر المسلمون كيف أسلمت تلك المرأة الصالحة أمرها لله.

ورُغم ما كانوا عليه من الاصطفاء والقرب من الله عز وجل كان دعاؤهم “رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ”،  أي خاضعين لك، فنالوا عظيم الأجر في الدنيا، فلقد اقترنت رسالة محمد صلّى الله عليه وسلم بملة  أبينا إبراهيم عليه السلام، ولقد علّم الله عز وجل مناسك الحج لإبراهيم عليه السلام كما علّمها النبي محمدٍ صلّى الله عليه وسلم، ولا يُصلّي مصلٍ على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآله إلا وصلّى على إبراهيم وآله، وذلك في كل صلاةٍ يُصلّيها المسلمون، كما نالوا الحسنى وزيادةً في الآخرة، قال تعالى”لَّلذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ“.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

8 تعليقات
  1. غير معلوم يقول

    بارك الله فيكم …. في
    د ذكرتها بجوانب من شعائر الحج … وفقكم الله

    1. هيثم محمد عبدربه يقول

      اشكرك

  2. غير معروف يقول

    بارك الله في كاتب المقال فقد ذكرنا بكثير من جوانب شعائر الحج

    1. غير معروف يقول

      اشكرك

  3. غير معروف يقول

    بارك الله فيك

    1. غير معروف يقول

      شكرا

  4. غير معروف يقول

    تقبل منا ومنكم صالح الأعمال. جزاك الله خيراً يا دكتور.

    1. هيثم محمد عبدربه يقول

      شكرا