كشفت الدراسة التطورية للبكتيريا التي تسبب عدوى شائعة للماشية، عن أصلها وانتشارها عبر الروابط التجارية للمحيطات، مما يلقي الضوء على أمراض العصر الحديث وأظهرت الأبحاث أن نمو طرق التجارة الدولية بين القارات ساعد في انتشار مرض الماشية الشائع، كما أظهرت دراسة مفصلة عن تاريخ بكتيريا Staphylococcus aureus المهمة للإنسان والحيوان، أنها ظهرت وانتشرت بين الماشية حول العالم في أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، وتسلط نتائج الدراسة الضوء على دور تدجين الزراعة وتصنيعها في تكوين البكتيريا، التي تسبب التهاب الضرع في أبقار الألبان في جميع أنحاء العالم.
"معهد روزلين Roslin Institute" يكشف السبب وراء انتشار عدوى شائعة للماشية
تحليل تفصيلي
ويمكن أن تساعد نتائج الدراسة البحثية واسعة النطاق التي توضح بالتفصيل أصول البكتيريا المسببة للمرض، في الحد من ظهور السلالات الضارة، وتقديم طرق أفضل للسيطرة على العدوى، حيث قام فريق دولي من الباحثين بقيادة معهد روزلين، بفحص الحمض النووي لآلاف العينات من بكتريا S. aureus بما في ذلك 1800 شُفي من عدوى في الأبقار، إلى جانب آلاف أخرى من البشر والحيوانات الأخرى، وذلك لتحليل كيفية تغير الحمض النووي البكتيري بمرور الوقت، من أجل تتبع تاريخهم وفهم قدرتهم على إصابة الأنواع المختلفة.
تهديد خطير
ومكنت أكبر دراسة من نوعها حتى الآن العلماء من فهم كيفية تطور المكورات العنقودية الذهبية التي نشأت في البشر قبل التحول إلى الأنواع الحيوانية في عدة مناسبات على مدى آلاف السنين الماضية، وفي بعض الحالات، حدثت عمليات التحول من الحيوانات إلى البشر، مما يمثل تهديدًا للصحة العامة، وحدد البحث هجرة البكتيريا عبر طرق تجارة الماشية بين أمريكا الشمالية وأوروبا وأمريكا الشمالية وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وبين أستراليا وآسيا، ويمكن أن تساعد النتائج العلماء على فهم سلالات البكتيريا التي تظهر حاليًا أو آخذة في الارتفاع، بحيث يمكن بذل الجهود لمراقبة هذه السلالات في البيئة وتخفيف قدرتها على التسبب في المرض.
ويقول البروفيسور روس فيتزجيرالد، من معهد روزلين وادنبره للأمراض المعدية: “تتيح هذه الدراسة منظورًا عالي الدقة للبكتيريا الموزعة عالميًا التي تسبب عدوى الماشية على نطاق لم يكن ممكنًا من قبل، إنه يظهر أن انتشار البكتيريا يتوافق إلى حد كبير مع قصة التجارة والتصنيع الزراعي، وتؤكد النتائج فائدة أخذ العينات بانتظام لرصد ظهور وانتشار سلالات جديدة تسبب المرض في الثروة الحيوانية والبشر”.
