تعتبر اللقاحات أفضل فرصة لنا للتغلب على COVID-19، وتعتمد العديد من الحكومات عليها لتمكين الانتعاش الاقتصادي، ولكن يتطلب تلقيح الناس في كافة أنحاء العالم بمجرد أن يتم إثبات فعالية اللقاحات من صناعة الأدوية أن ترقى بسرعة لملاحظة أحجام الإمدادات، وستكون القدرة الإنتاجية العالمية المتاحة حاسمة لهذه القدرة، وسيحدد نقل التكنولوجيا، ونقل المعرفة، والقدرة على إنتاج لقاح من التطوير إلى التصنيع، مدى سرعة حدوثه، لكن نقل التكنولوجيا هي حرفة بقدر ما هي علم، ولم تكن عادةً على المسار الحرج للإنتاج، لذا فهي تضم مجموعة من القدرات التي لا تحظى بالتقدير الكافي، ولضمان إمدادات كافية وفي الوقت المناسب من لقاحات وعلاجات COVID-19، يجب أن تتعاون المؤسسات العالمية وشركات الأدوية لجعل نقل التكنولوجيا عملية صناعية واسعة النطاق، قبل أن نحتاج إليها.
اعتماد إنتاج اللقاح على نقل التكنولوجيا
تأمل معظم البلدان في أن يؤدي التطعيم على نطاق واسع إلى وضع حد للوباء، وكمركبات ناجحة ناشئة، سيكون من الضروري وجود قدرة تصنيعية وافرة وزيادة سريعة في الإنتاج، والقدرة متوفرة، ويفترض أن الحكومات يمكن أن تتدخل لإعطاء الأولوية للقاحات COVID-19، ومع ذلك، فإن التوسع السريع في الإنتاج سيعتمد على نقل التكنولوجيا من التطوير إلى الإنتاج، والذي لم يحظ بنفس المستوى من الاهتمام.
وهناك العديد من اللقاحات المتوفرة ضد فيروس كورونا، حيث نجح أكثر من لقاح في إثبات فعاليته، وستتطلب مليارات الجرعات التي نتوقع أنها ستكون مطلوبة مصانع تصنيع متعددة، علاوة على ذلك، لن تكون قدرات نقل التكنولوجيا على نطاق صناعي حاسمة فقط لتوريد اللقاحات العالمية، ولكن نقل التكنولوجيا أيضًا معقد ويتطلب عددًا كبيرًا من المهارات المتخصصة، ولذلك تحتاج الصناعة والحكومات إلى الاستثمار في هذه القدرات الآن لمساعدة العالم على مواجهة التحديات في غضون 12 إلى 18 شهرًا.
لماذا تعتبر عمليات نقل التكنولوجيا صعبة
إن متطلبات السلامة والجودة والفعالية للمستحضرات الصيدلانية المنقذة للحياة والتي يحتمل أن تكون سامة تحتاج إلى متطلبات عالية عند الإنتاج، حيث يعد إنتاج المستحضرات الصيدلانية المعقدة ليس مجرد مسألة بناء خط الإنتاج أو الأجهزة المطلوبة، فهي تنطوي على عملية تصنيع معقدة، وفريق كبير من الخبراء، والكثير من الوقت، والعديد من الخطوات التفصيلية، والتسجيلات التنظيمية الصحيحة، وكل هذا مقابل أعلى معايير الجودة.
وقد يكون من الصعب السيطرة على عملية إنتاج اللقاحات، كما هو الحال بالنسبة لأية أدوية بيولوجية، لأسباب عديدة، حيث تزرع المنتجات في كائنات دقيقة حية أو أجزاء من كائنات حية دقيقة، ويحتاج تباين العمليات البيولوجية إلى معايرة دقيقة، والتحقق من الصحة، والضبط المستمر لضمان الاتساق، وهذا بدوره يتطلب مجهود كبير من خبراء متعددين في التصنيع والجودة والتنظيم والهندسة واللوجستيات، وكذلك المدربين وفنيي المختبرات والبناة الأذكياء وأطقم الصيانة والعلماء والقادة.
وعادةً ما تكون عملية نقل التكنولوجيا غير مرئية للمرضى وحتى للعديد من المتخصصين في هذا المجال، يمكن أن تستغرق التجارب السريرية في الأدوية ما بين خمس وثماني سنوات، وتتراوح أوقات نقل التكنولوجيا لأشكال الجرعات المعقمة، مثل اللقاحات القابلة للحقن، من 18 إلى أكثر من 30 شهرًا.
