أشياء تدمر الدماغ وتضعف الذاكرة.. منها العصبية والتوتر

دائمًا ما نردد هذه النصيحة عندما نريد أن نهدئ شخصًا منفعلًا “حاول الابتعاد عن التوتر فهو ينهك الجسم”، وفي حقيقة الأمر أن هذا الوصف شديد الدقة، لأن التوتر العصبي يؤثر على كل أعضاء جسدك، بل يمتد الأمر إلى اضطرابات الشخصية، فالعصبية المفرطة تبعد الآخرين عنك، وتصيبك بالتشتت، وتؤثر على نجاحك.

التوتر والعصبية يدمران خلايا الدماغ

التوتر والعصبية يدمران خلايا الدماغ

وفي لقاء للدكتور محمد الحتو، استشاري أمراض الجهاز العصبي في مؤسسة حمد الطبية في قطر عن أنواع الصداع على قناة الجزيرة، تحدث عن النوع الأكثر شيوعًا وهو صداع التوتر العصبي، وعرف هذا النوع بأنه عبارة عن توتر عصبي يؤثر على العضلة فيعطي شعورًا بالشد العضلي في مقدمة الرأس، كما أضاف أن هذا النوع يستغرق من 30 دقيقة إلى 7 أيام.

وقد أجاب الحتو على أحد أسئلة المتابعين يعاني صداعًا كلما شعر بالقلق والتوتر، بأن الشخص أثناء العصبية والقلق لا يستطيع النوم بشكل عميق، ويدخل الإنسان في دائرة من قلة النوم، يتبعها صداع ثم قلة نوم، وهكذا، كما صرح بأن صداع التوتر قد لا يستجيب للعلاج إذا لم يستطع المصاب التغلب على توتره.

العصبية تؤدي إلى ضمور خلايا الدماغ

يؤثر التوتر على النهايات العصبية مما يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ، أو تدميرها، ويحدث خلل في وظائف المخ بشكل عام، وللسيطرة على هذه النقطة حاول التحدث مع نفسك في المواقف التي تدفعك للعصبية؛ فالإعداد النفسي المسبق قبل المواقف التي تسبب لك التوتر يساعدك على التصرف بالطريقة المناسبة.

وقد أوضح دكتور كيري ريسلر أستاذ الطب النفسي بجامعة هارفارد على موقع الجامعة، أن التوتر والعصبية يضران بمنطقة في الدماغ تسمى القشرة الجبهية (Prefrontal cortex)، وعندما يزداد الضغط في هذه المنطقة تحدث بعض الاضطرابات النفسية التي ينتج عنها ضعف الذاكرة، وضمور خلايا الدماغ.

د/ كيري رسلر أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة هارفارد
د/ كيري رسلر أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة هارفارد

الجلوس في الأماكن الهادئة والتأمل

حاول قدر المستطاع الجلوس في أماكن هادئة، مريحة لمدة نصف ساعة يوميًا، مع محاولة إبعاد ذهنك عن جميع الأفكار السلبية، ويساعدك الجلوس في أماكن طبيعية مثل: الحدائق، أو الشاطئ والتأمل في هدوء إلى تصفية ذهنك والتخلص من الضغط العصبي.

التأمل يصفي الذهن ويخفف التوتر
التأمل يصفي الذهن ويخفف التوتر

التسرع يؤدي إلى اضطراب الأفكار

التسرع يؤدي إلى التشتت وعدم ترتيب الأفكار، مما يؤثر على الدماغ ويؤدي إلى اضطراب الأعصاب، وتترتب على هذه النتائج عدم قدرتك على اتخاذ القرارات الصائبة، وصعوبة تحديد الأولويات، وباختصار التسرع يحول الدماغ إلى فوضى شديدة لا تمكنك من إنجاز مهامك، وللتغلب على هذه المشكلة كل ما تحتاجه أن تعطي لنفسك الوقت الكافي قبل الرد، لكي تتمكن من التفكير السليم، وبعد وقت ستجد أنك تعيد تنظم عقلك وترتيب الأفكار به.

التشتت عدو إنجاز المهمات

إذا كنت شخصًا يعاني التشتت والتفكير في العديد من الأشياء في نفس الوقت دون تنظيم، فلا بد أنك تجد مشكلة في إنجاز المهام، والحل بسيط وهو ترتيب الأولويات عن طريق عمل قائمة لمهامك اليومية، مع وضع المهام الأساسية في المقدمة، هذا من شأنه أن يساعدك على الإنجاز والتغلب على التشتت الذي يضيع وقتك.

المكوث في منطقة الراحة يضعف الذاكرة

المقصود بمنطقة الراحة هي الظروف التي تشعر فيها بالراحة بدون بذل أى مجهود مثل: أن تشعر بأنك لا تريد شيئًا سوى التنزه، ومقابلة الأصدقاء، والنوم، وتصفح الموبايل، بجانب عدم الرغبة في التعلم أو تنمية المهارات، أو تنمية الذات، والكثير منا يمر بهذه المرحلة بعد فترة من الضغط النفسي، ولكن يجب أن تساعد نفسك على الخروج منها، لأنها تجعل عقلك في حالة سكون، وتضعف ذاكرتك، وتقتل شغفك.

وختامًا، نوصيك عزيزي القارئ بالتحكم في العصبية، والتوتر بالطرق السابقة، لإعادة ترتيب عقلك، وتنظيم أفكارك.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد