بقلم د/هشام المغربي
ماذا نقصد بالقولون العصبي أو ما يسمى ب “متلازمة القولون العصبي المتهيج”…Irritable bowel syndrome؟
يعد القولون العصبي من الاضطرابات المنتشرة حول العالم الذي يصيب المعدة والأمعاء، ويُعرَفان معًا بأسم السبيل المَعدي المَعوي.
تشمل أعراض المرض تقلصات وألم في البطن وانتفاخ وغازات وإسهال أو إمساك أو كليهما. كما تحتاج متلازمة القولون المتهيج إلى تعديل نمط طعامك وشرابك بالإضافة إلى علاج طويل المدى، حيث إنها حالة مرَضية مزمنة ك (مرض السكري -مرض ارتفاع ضغط الدَّم).
أسباب متلازمة القولون العصبي:
لا يوجد سبب علمي مؤكد حتى الآن يعد هو المسبب لهذه المتلازمة ولكن هناك عوامل تؤدي دورا كبيرًا في الإصابة، وتزيد من حدة الأم والأعراض لدى المريض من ضمنها التالي:
1-الجهاز العصبي. قد تُسبب مشكلات الأعصاب الموجودة في الجهاز الهضمي الشعور بالانزعاج عندما تتمدد البطن بسبب الغازات أو البراز. ومن ثم يبالغ الجسم في رد فعله تجاه التغيرات التي تحدث عادةً خلال عملية الهضم. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالألم أو الإسهال أو الإمساك.
2-العدوى الشديدة. من الممكن أن تحدث متلازمة القولون المتهيج بعد الإصابة بنوبة إسهال شديدة ناتجة عن بكتيريا أو فيروس. ويطلق على هذه الحالة التهاب المعدة والأمعاء. ويمكن أن تكون متلازمة القولون المتهيج مرتبطة أيضًا بوجود كَمّيَّة كبيرة من البكتيريا في الأمعاء.
3-ضغوطات الحياة عمومًا.تزيد حدة أعراض متلازمة القولون المتهيج لدى الأشخاص الذين يتعرضون لأحداث مثيرة للتوتر والضغط النفسي العصبي، خاصةً في مرحلة الطفولة والمراهقة بالإضافة إلى قد يكون لحالة الشخص العقلية والعاطفية تأثير على زيادة ألم القولون العصبي.
4-اتباع نمط طعام غير صحي من العوامل التي تزيد من حدة القولون العصبي الطعام. ليس هناك تفسير واضح تمامًا للدور الذي تؤديه حساسية الطعام أو عدم تحمله في متلازمة القولون المتهيج. حيث تُسبب حساسية الطعام الفعلية الإصابة بهذه المتلازمة. مع ذلك، تزداد حدة أعراض المتلازمة لدى الكثير من الأشخاص عند تناول أطعمة أو مشروبات معينة. ويشمل ذلك القمح ومشتقات الحليب والفواكه الحمضية والبقوليات والملفوف (الكرنب) والحليب والمشروبات الغازية.
5-من احد أسباب القولون العصبي هي الجينات الوراثية.
6- التعرض لإجهاد عضلي عصبي يؤدي أيضا إلى الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.
كيف أعرف إني مصاب بمرض القولون العصبي؟
وتشمل أعراض القولون المتهيج الأكثر شيوعًا ما يلي: ألم في البطن، ويكون ألم القولون العصبي على شكل تقلصات في الأمعاء أو تشنج في البطن، أما عن مكان ألم القولون، فإنه يصيب عادةً أسفل البطن أو كامل البطن، وغالبًا ما يزداد بعد تناول الطعام، ويقل بعد التبرز فإذا وجدت نفسك مصابًا بهذه الأعراض هذا يعني أنك مصاب بالقولون العصبي.
عوامل تزيد من حدة القولون العصبي وتساعد على تهيجه:
ليس هناك مثير واحد لكل الناس، إذ تختلف المثيرات من شخص لآخر، ولكن القائمة التالية تحتوي أكثر ما يشكو منه الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي:
1-الإجهاد النفسي والغضب والضغوط والقلق
2- الثوم والبصل غير المطبوخة.
3- المشروبات الغازية.
4-بعض العقاقير الطبية.
5-القهوة والشاي.
6-الأطعمة المقلية.
7-التوابل والبهارات.
8-بعض أنواع الخضار (الكرنب، الملفوف، الملوخية، الباذنجان).
9-التعرض لتيارات الهواء الباردة.
10-وجبة كبيرة على غير المعتاد.
11-تناول الطماطم بقشرها (أما دون القشر لا تثير القولون).
12-اللبن والحليب.
13-العدس، اللوبيا…الخ
فئات أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي
هناك بعض الأشخاص أكثر عرضةً من غيرهم للمعاناة من القولون العصبي، ومنهم:
*البالغون الأقل من 45 سنة.
*النساء، حيث تعتبر الإناث أكثر عرضةً من الرجال، إلا أن السبب وراء ذلك ليس واضحًا، ولكن إحدى الأسباب المحتملة هو التغير الحاصل في مستويات *الهرمونات خلال الدورة الشهرية.
*الأفراد الذين يعانون من بعض الاضطرابات العقلية أو النفسية، مثل القلق أو الاكتئاب.
*كما تظهر أعراض شديدة على عدد قليل فقط من المصابين بمتلازمة القولون المتهيج. يتمكن البعض من السيطرة على الأعراض من خلال الالتزام بنظام غذائي ونمط حياة متوازن، وتجنُّب التعرض للتوتر. ويمكن علاج الأعراض الأكثر شدة عن طريق الأدوية والاستشارة الطبية.
علاج القولون العصبي
إن اضطراب القولون العصبي من الأمراض المزمنة التي ينبغي عليك التعايش معها بدلًا من إضاعة وقتك في البحث عن الشفاء منها. قد يكفي البعض أن يعرف أن أعراضه ليست شيئا يهدد حياتك.
وإليك أمثلة للوقاية:
*إذا وجدت نفسك حساسًا لأنواع معينة من الطعام، وأنه يسبب لك الإسهال، فينبغي عليك تجنب هذه الأطعمة.
*تجنب التدخين، ومارس بعض من التمرينات الرياضية المنتظمة مثل السير ولكن ليس إلى حد الإجهاد، وتعلم التعامل مع الإجهاد النفسي.
*تجنب العصبية الزائدة والانفعال لأن ذلك يزيد من تهيج القولون العصبي عند المريض
*زيادة كبيرة في الوزن.
*تجنب تناول المشروبات الكحولية، أو الغازية، أو الحاوية على الكافيي.
*تجنب استعمال أنواع محددة من الأدوية.
من أمثلة أساليب التعايش أيضا ما يلي:
*تناول وجبات منتظمة، ومتوازنة، وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون.
*تناول كَمَيَّة كبيرة من الماء.
*المداومة على الرياضة فهي تشد العضلات وتحافظ على الوزن وتضبط إيقاع القولون (المشي لمدة نصف ساعة أو عمل تمارين للبطن والظهر مما يساعد على إخراج الغازات من جسمك).
*تناول 6 وجبات صغيرة في اليوم بدلًا من ثلاث وجبات كبيرة.
*تعلم كيف تتعامل مع الإجهاد النفسي والضغوط.
*تجنب الإمساك باستخدام الملينات المعتمدة على الألياف.
*زيارة الطبيب في حالات ظهور أعراض أخرى غير المعتادة في حالات اضطراب القولون العصبي.
*عدم تناول أي دواء إلا بمشورة الطبيب، والخضوع للفحص الكامل، بغرض استبعاد أي أمراض أخرى.
*شرب الشاي الأخضر بنعناع أو شرب البابونج.
*وضع القليل من الكمون في كاس ماء وشربه قبل الذَّهاب للعمل.
كيفية التعامل مع الإجهاد النفسي:
-التعامل مع المشكلة بهدوء ورؤية.
-المحافظ على قسط كافٍ من النوم من 6 إلى 10 ساعات أو 12 ساعة حد أقصى لأنّ النوم مدة طويلة يزيد الشعور بالإجهاد النفسي.
-تعلم الاسترخاء العضلي أو التنفسي.
-حاول إخراج الهواء من خلال فمك.
كيف يُعالج الأطباءُ القولون العصبي؟
تختلف المعالجةُ من شخصٍ لآخر، إذا كان يبدو أنَّ بعضَ الأطعمة تسبِّب الأعراض.
-قد يطلب الأطباء تغييرَ النظام الغذائي للشخص.
-وإذا كان لديه إسهال أو إمساك، يطلبون تناولَ أطعمة قليلة الدسم
-أمَّا إذا كان لديه غازات، فيجب تجنُّب البقوليات كالفاصوليا، والملفوف
-يجب الحدّ من استخدام السوربيتول (مادة للتحلية الاصطناعية في بعض الأطعمة والأدوية والعلكة)
-ينبغي الحدّ من مقدار الفركتوز (السكَّر الموجود في الفواكه وبعض النباتات)
-إذا كان الشخصُ مصابًا بالإمساك، فيجب تناول المزيد من الألياف (توجد الألياف في بعض الأطعمة، أو تُشترَى كمسحوق وتُخلَط مع الماء)
قد يطلب الأطباءُ من المريض أيضًا:
1- يجب على المريض أن يمضغ الطعام جيدا وأن يأكل ببطء.
2-أن يتناول وجباتٍ صغيرة في معظم الأحيان (مثلًا، 5 وجبات صغيرة، وليس 3 وجبات كبيرة، يوميًا).
3-أن يتناولَ أدويةً تساعد على تخفيف الأَعرَاض باستشارة من الطبيب المعالج.
