قصر الزعفران منارة علمية جديدة تُضيئ جامعة عين شمس

 

واجهة قصر الزعفران

شهدت جامعة عين شمس منذ أيام افتتاح متحف الزعفران الذي يضم أكثر من ١٦٠ قطعة أثرية؛ وذلك في التاسع من الشهر الجاري حيث افتتح السيد أحمد عيسي وزير السياحة والآثار والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والدكتور محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس متحف قصر الزعفران الأثري بجامعة عين شمس، وذلك في إطار بروتوكول التعاون الموقع بين المجلس الأعلى للآثار  وجامعة عين شمس منذ أسابيع قليلة.

وجاء ذلك الاحتفال على شرف رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور محمود المتيني صاحب هذا المقترح لإنشاء رؤية متحفية تراثية لمتحف قصر الزعفران  وحضر الافتتاح نخبة من الأساتذة والقائمين على المتحف وذلك بحضور د .خالد عناني وزير السياحة والاثار الأسبق و الاستاذ الدكتور ممدوح الدماطي المشرف العام على متحف الزعفران ووزير الآثار الأسبق

بالإضافة إلى أعضاء هيئة تدريس جامعة عين شمس و السفراء وعدد كبير من الشخصيات العامة والإعلاميين

لمحة تاريخية عن قصر الزعفران

يعتبر متحف الزعفران تحفة معمارية تشهد على فترات تاريخية هامة مرت على مصر؛ حيث يعد تحفة معمارية فخمة، شاهدًا على زمانه وعلى ما مر به من أحداث تاريخية، إنه قصر الزعفران الذي ارتبط اسمه بالخديوي إسماعيل، بناه المعماري الإيطالي أنطونيو لاشياك عامي 1901-1902 ، للأميرتين جنانيار هانم وجشم آفت هانم أرملتي الخديوي إسماعيل، وتخليدًا لذكرى الزوج الفقيد. كلفت الضرتان المهندسالمعماري أنطونيو لاشياك بوضع وحدات زخرفية تمثل المونوجرام الخاص بالخديوي إسماعيل، بالحرف الأول من اسمه داخل إكليل نباتيمكون من غصنين متقابلين في شكل دائري يعلوهما التاج الملكي ذو الهلال، كأحد الشارات الملكية التي عرفت للحكام والأمراء من عصرأسرة محمد علي.

شيّد لاشياك قصر الزعفران بالحجر الجيري من دورين وبدروم وسطح يشغله مجموعة من الغرف الخدمية، وتبلغ مساحة البدروم 1504 مترًامربعًا، أما مساحة كلًا من الطابقين الأرضي والأول فهي 1377 مترًا مربعًا، ويفتح على هذا القصر خمس مداخل اثنان رئيسيان فيالجانبين الشمالي والجنوبي، وآخران فرعيان، إضافة لمدخل يُفضي للبدروم.

وكان قصر الزعفران كان مقراً للجامعة المصرية، فعندما أنشئت الجامعة المصرية بوصفها جامعة أهلية في أول أمرها عام 1908 اتخذت منقصر «الخواجه نستور» المعروف بقصر جانكليس مقراً لها و هو المقر الحالي للجامعة الأمريكية بالتحرير، وذلك مقابل إيجار سنوي لمتتحمله الجامعة فانتقلت الجامعة إلى قصر محمد صدقي باشا بالفلكي بإيجار سنوي جديد، فبعد أن وافق الملك فؤاد الأول على رأي حكومة أحمد زيوار باشا الثانية ببيع قصر الزعفران بالبدل للحكومة ليخصص مقراص للجامعة المصرية، أصدر وقتها مرسوماً بإنشاء الجامعة المصرية و تنظيمها.

وقد ركزت أعمال الترميم الحديثة لقصر الزعفران على واجهة القصر و إعادة هيكلة الدور الأرضي (البدروم) للعرض المُتحفي؛ وقد عرض الأستاذ الدكتور ممدوح الدماطي وزير الاثار الأسبق والمشرف العام للمتحف صاحب مؤلف يحمل اسم قصر الزعفران؛ أنه وفقًا للبرتوكول الواقع بين جامعة عين شمس ووزارة السياحة والآثار المصرية تم استعارة بعض المقتنيات التي تعود إلى التاريخ المصري القديم لعرضها في المتحف

وكذلك مكتشفات نتائج حفائر  جامعة عين شمس في عرب الحصن التي بدأت منذ٢٠١٧ حتى الان وسيتم عرضها في المتحف

وكذلك بعض القطع الفخارية التي تم استعارتها من المجلس الأعلى للآثار بالإضافة إلى مقتنيات جامعة عين شمس من العملات المعدنية الآثارية والبرديات والتي ستكون مشاريع تدريبية لطلبة كلية الآثار بشكل خاص وطلبة جامعة عين شمس بشكل عام حيث سيكون المتحف متاحًا للطلبة والباحثين ثم بعد ذلك للزوار بأعدادٍ محدودة ومواعيد محددة منعًا للتزاحم داخل قاعة المتحف.

قاعة التقنيات بالمتحف:

وهي قاعة اعتمدت بشكلٍ كبير على الوسائط المتعددة في دراسة القطع الآثرية بأسلوب علمي متطور بعيدًا عن الطرق التقليدية؛ وتعتمد بشكل أساسي على تطبيقات الواقع الاقتراضي؛ وتطبيقات تفاعلية تعرض على شاشات عرض تتيح خاصية اللمس.

 ويعرض كذلك جزء خاص بمقتنيات المتحف الأثرية الخاص بالخديوي وأسرته تشمل النياشين والأوسمة وكذلك القطع الفنية الناردة 

ويعد افتتاح قصر الزعفران وتهيئته للعرض المتحفي داخل جامعة من أعرق جامعات مصر إنجازًا علميًا يشهد له الوسط العلمي والثقافي في مصر وفي العالم العربي وسيكون أحد منارات مصر في نشر الوعي الآثري للأجيال الحالية والآتية فهو يعد قيمة معمارية وتراثية ستضيف الكثير الإبداع والتنوير.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد