جدل في السعودية: القتل الرحيم والتبرع بالأعضاء بدون طواعية.. فما رأي الدين؟

ثار جمهور مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة بشكل كبير بعد قيام إحدى العائلات السعودية بالتبرع بأعضاء ابنها لستة أشخاص آخرين لمسو من خلال أعضاء ابنهم فرصة لحياة جديدة عن طريق زراعة أعضاء هذا الأبن في أجسامهم. وكان الأخير توفي مؤخراً بعد بقاءه لمدة طويلة غائباً عن الوعي عقب إصابته بشلل دماغي.

ولكن المواطنون السعوديون انقسموا بين معادي لهذه الخطوة بناءً على فتوة دينية وآخرون داعمون بمنح الأعضاء طواعية لما في ذلك من خير على المجتمع.

طفل ميت يحيي بجسده 6 أشخاص

بادر الأب السعودي بالتبرع بأعضاء ابنه والبالغ من العمر سبع عشر عام من أجل أن يستفاد منها أشخاص أخرون لديهم أمراض مثل القصور العضوي. وذكر المصدر أن الطفل السعودي منح قلبه وكليتيه ورئتاه وكبده إضافة إلى البنكرياس ليحيا بهم آخرون. من ضمنهم ثلاثة أطفال والباقي بالغون.

رد المركز السعودي لزراعة الأعضاء

أوضح مدير المركز السعودي للأعضاء (طلال القوفي) في تصريح أدلاه لوكالة الأنباء السعودية أن العملية تمت بسرعة قياسية بما في ذلك من استئصال وزرع للأعضاء،

وعملية التبرع هذه طبعت الفرحة في قلوب المرضى وأهلهم، وعكس حب الآخرين وثقافة التعاون والإخاء في المجتمع السعودي حسب ما ذكر مدير المركز السعودي.

Image

العديد من السعوديين يشيدون بخطوة التبرع بالأعضاء هذه ويدعموها

دعم العديد من المواطنون السعوديون المبادرات الإنسانية مثل هذه، خوصاً بعد ملامستهم للفرحة التي دخلت ذوي المرضى الستة الذين كتب لهم عمراً جديداً.

ودفع هذا العديد من السعوديين الآخرين لتسجيل طلب وهب أعضاءهم بعد الوفاة طواعية، ونشر العديد من المغردين على تويتر وثائق رسمية تبين تسجيلهم في برنامج التبرع بالأعضاء لعل ذلك يشجع المواطنين الآخرين على نفس الخطوة. وكان من أكثر تلك المنشورات الداعمة رواجاً، هو منشور لأحد المواطنين يتساءل فيه عن فائدة الأعضاء تحت التراب بعد الموت، والأجدر بنا أن نهبها لمن يحتاجها.

مخاوف واعتراضات محقة

على النقيض من الدعم، يتساءل العديد من السعوديون عن مدى أحقية ذوي الطفل المتوفي بالتبرع بأعضائه وأخذ هكذا قرار عنه طالما هو لم يبادر بتسجيل طلب وهب أعضاءه أثناء حياته. وعدم توصيته لأحد بذلك. وأخص المغردين أن الطفل هو ليس متوفي حقيقاً بل هو في متوفي دماغياً، أي أنه في غيبوبة، وثبت أنه هناك عدة حالات من حول العالم لمصابين بشلل دماغي أو سكتة دماغي أدت بهم للوفاة دماغياً، ولكنهم وعادو لحياتهم الطبيعية بعدها.

فما هو الموت أساساً وما تعريفه وعلى أي أساس يمكن لنا أن نصف شخصاً بأنه ميت؟ خصوصاً أن حتى الولايات الأمريكية بعضها يعتبر الشلل الدماغي وفاة، وبعضها الآخر يعتبرها غياب عن الوعي ولا يسجل صاحبها متوفياً إلى لحين إجراء ما يدعى القتل الرحيم عليه.

ولا بد أن الأسئلة الماضية المتعلقة حول الحياة والموت ومفهومهما يأخذنا للعقيدة، فما رأي العقيدة بذلك؟

فتوة الشيخ صالح الفوزان.. ” تبرع المسلم بالأعضاء كالتمثيل بجسده” وهو باطل

بالطبع لا بد من العودة وأخذ رأي الدين بموضوع حساس كهذا، وهذا ما فعله المغردون بعد نشرهم لعدد من الفتاوى الدينية من الشيوخ الكبار في المملكة العربية السعودية ومنهم كان الشيخ صالح الفوزان الذي حرم وهب الأعضاء لأنه بحسب وصفه “عبث بأجزاء المسلمين، والله أعلم”. كما هو موضح في الفيديو عند سؤاله هل يجوز التبرع بالأعضاء بعد الموت؟

بينما ذكر الشيخ الدكتور عثمان الخميس أن التبرع باطل في الإسلام لأن المسلم لا يملك جسده، فهو من هدايا الله علينا ولا يحق لنا التصرف به في حياتنا أو موتنا إن كان ذلك بقصد، وعليه تقع على أهل الطفل الحرمانية في التبرع بأعضاء ابنهم بحسب رأي الشيخ خميس

وعلى النقيض من ذلك، يستشهد المؤيدون للتبرع بالأعضاء بفتاوى دينية تدعم هذه الخطوة ومن هذه الفتاوي أخرجها الشيخ القرضاوي ودار الإفتاء الأردنية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد