الحادث المُروع يستنفر العالم.. من المسؤول عن الهجوم على مستشفى غزة؟”

أعلن رئيس السلطة الفلسطينية “محمود عباس” عن فرض فترة حداد عامة لمدة ثلاثة أيام بعد وقوع الحادث المأساوي في مستشفى “الأهلي العربي” في غزة، حيث لقي المئات حتفهم، كما تلقى هذا الحادث استنكارًا عالميًا وشهدت عدة دول تظاهرات احتجاجية، وذلك في توقيت تزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” للمنطقة.

مستشفى المعمداني في غزة مصدر الصورة - وكالة رويترز

وفي الوقت نفسه، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بارتفاع عدد الوفيات في قطاع غزة إلى أكثر من 3478 شخصًا، بالإضافة إلى وجود أكثر من 12 ألف جريح.

كما نفى الجيش الإسرائيلي أنه ليس مسؤولاً عن القصف الذي استهدف المستشفى المعروف أيضًا بـ “المستشفى المعمداني”، أشار الجيش إلى أنه وفقًا للمعلومات الاستخباراتية، تُعتبر حركة الجهاد الإسلامي مسؤولة عن الهجوم الصاروخي الفاشل.

ومن جانبها، قدّمت حركة الجهاد الإسلامي اتهامات لإسرائيل بـ “تزوير الحقائق ونشر الأكاذيب للابتعاد عن المسؤولية”، ورفضت التهم الموجهة لها.

صرّح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “دانيال هاغاري” بأن الجيش يمتلك الآن معلومات كافية تؤكد أن الضربات التي تعرضت لها المستشفى لم تكن نتيجة قصف إسرائيلي.

وخلال مؤتمر صحفي أوضح هاغاري قائلاً: “استغرق وقتًا لكن علينا أن نقدم الحقيقة، وهي أن ما حدث في المستشفى لم يكن نتيجة لقصف إسرائيلي”، وأعلن أن الجيش الإسرائيلي سيقدم “الأدلة خلال الساعات المقبلة”.

وأضاف هاغاري: “الأدلة التي سنقدمها تؤكد أن الانفجار في مستشفى غزة ناتجة عن إطلاق صاروخ فاشل من قبل حركة الجهاد الإسلامي، ويستند هذا التحليل المهني إلى المعلومات الاستخبارية والأنظمة التشغيلية والصور الجوية، وقد تم استخدام كل هذه الأدلة في تقييم الواقعة”.

شدّد المتحدث العسكري الإسرائيلي على أن الجيش لم ينفذ أي ضربات جوية قرب المستشفى أثناء وقوع القصف، وأشار إلى أن الصواريخ التي أصابت المبنى لا تتطابق مع الصواريخ الإسرائيلية، وأعلن أن الجيش الإسرائيلي سينشر محادثات باللغة العربية تؤكد تورط حركة الجهاد الإسلامي في الهجوم على المستشفى.

ونفت حركة الجهاد الإسلامي الاتهامات الموجهة ضدها واصفة إياها بـ “الأكاذيب” و”الاتهامات الزائفة”، وأعربت الحركة في بيان نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن اعتقادها بأن إسرائيل تحاول التخلص من مسؤوليتها عن الحادث المروع.

واتهمت حركة الجهاد الإسلامي إسرائيل بفبركة الأكاذيب والتنصل من المسؤولية عن الهجوم على المستشفى، ووصفت الحادث بأنه “مجزرة وحشية”، وأشارت إلى أن المستشفى كان يستضيف مئات المرضى والجرحى والنازحين الذين تم تشريدهم من منازلهم نتيجة لضربات أخرى، وأفاد البيان بأن مئات الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض.

كما وصفت حكومة حماس الهجوم على المستشفى في قطاع غزة بأنه جريمة حرب، وأعربت عن احتجاجها على تواصل الضربات التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية في القطاع.

إدانات دولية واسعة وتظاهرات

حادث المستشفى المستهدف أثار إدانة دولية واسعة، وشهدت العديد من البلدان تظاهرات واحتجاجات عارمة، في إيران والأردن وتركيا وتونس ولبنان، حيث خرج المتظاهرون إلى الشوارع، كما تصاعدت التوترات وحدثت صدامات مع الشرطة في بعض الأحيان.

كما قامت الكنيسة الأسقفية في القدس، التي تدير المستشفى، بإدانة ما حدث ووصفته بأنه “جريمة ضد الإنسانية”، ويُمثل رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي، الكنيسة الأنجليكانية التي تدير المستشفى، وأكد أن المستشفى كان أحد المرافق الطبية في شمال قطاع غزة التي تلقت أوامر إخلاء، وتعرض بالفعل لقصف بصواريخ إسرائيلية في 14 أكتوبر/تشرين الأول، مما أسفر عن إصابة أربعة من العاملين فيه.

توتر الأوضاع في المنطقة واستهداف المستشفيات ومنشآت الرعاية الصحية له تأثيرات واسعة على المجتمع الدولي والمجتمعات المحلية، وتُعَدُّ هذه الاعتداءات على المستشفيات والمنشآت الصحية انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.

ووفقًا لأرقام منظمة الصحة العالمية، تم تسجيل أكثر من 100 هجوم على المستشفيات وسيارات الإسعاف ومرافق الرعاية الصحية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.

أما بالنسبة للقمة التي تم إلغاؤها في الأردن، فإن إلغاء هذه القمة بين العاهل الأردني والرئيس الأمريكي والرئيس المصري والرئيس الفلسطيني يعكس تصاعد وتوتر الأحداث في المنطقة.

وقال وزير الخارجية أيمن الصفدي: “بعد التشاور مع أشقائنا الفلسطينيين وأشقائنا في مصر وبعد الحديث مع الولايات المتحدة قررنا عدم عقد هذه القمة لأننا نطالب أن تخرج القمة بقرار واحد لا ثاني له وهو وقف الحرب واحترام إنسانية الفلسطينيين وإيصال ما يستحقون من مساعدات”.

وتُعبر تصريحات وزير الخارجية الأردني “أيمن الصفدي”، عن قرار عدم عقد القمة بناءً على التشاور مع الفلسطينيين ومصر والولايات المتحدة، مطالبةً لوقف الحرب واحترام إنسانية الفلسطينيين وتوفير المساعدات التي يحتاجونها.

كما أدانت منظمة الصحة العالمية بشدة الهجوم على المستشفى الأهلي العربي وأكدت أن المستشفى كان يعمل وكان يستضيف المرضى ومقدمي الرعاية الصحية والنازحين، وتشير التقارير الأولية إلى وجود مئات القتلى والجرحى نتيجة للهجوم.

كما أن إدانة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ورئيسة المفوضية الأوروبية والمستشار الألماني تعكس رفضهم القاطع لاستهداف المستشفيات والمدنيين، حيث تعتبر المستشفيات أماكنًا آمنة وملاذًا للحفاظ على حياة الأشخاص، ويجب أن تحترم وتحمى في جميع الأوقات.

وتوضح رئيسة المفوضية الأوروبية أنه لا يمكن تبرير قصف مستشفى مليء بالمدنيين في غزة، وأنه ينبغي التحقيق في الحقائق المحيطة بالمأساة، وتشدد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال العدائية.

وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، أعرب المستشار الألماني عن استيائه من الانفجار الذي وقع في أحد مستشفيات غزة ودعا إلى إجراء تحقيق معمق في الحادثة.

توضح تغريدة المستشار الألماني أولاف شولتس على حسابه في تويتر أنه تأثر بشدة بصور الانفجار في مستشفى غزة وأدينته، وأعرب عن تعاطفه مع عائلات الضحايا وأكد ضرورة إجراء تحقيق معمق في الحادث.

كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قصف المستشفى وأعرب عن استنكاره للهجمات التي تستهدف المدنيين.

وفي إشارة إلى الهجمات التي شنتها حماس، أكد غوتيريش أن هذه الأعمال لا يمكن أن تبرر العقاب الجماعي للفلسطينيين.

أعرب منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن ضرورة تحديد المسؤولية عن الجريمة بوضوح، مشدداً على ضرورة محاسبة مرتكبيها.

وطالب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الغرب بوقف هذه المأساة على الفور، وحذر من أن الآليات العربية توثق جرائم الحرب، وأنه لن يتمكن مرتكبو تلك الجرائم من الإفلات من العدالة.

وعبر الرئيس المصري بأشد العبارات عن استنكاره للقصف الإسرائيلي للمستشفى الأهلي، ووصف القصف المتعمد بأنه انتهاك واضح للقانون الدولي.

 

أعربت السعودية عن إدانتها لقصف المستشفى واعتبرته “انتهاكاً صارخاً لجميع القوانين والأعراف الدولية”، مدينة في الوقت نفسه “الهجمات المستمرة من قبل إسرائيل ضد المدنيين”.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية أن إسرائيل تتحمل “المسؤولية الكاملة عن هذا الحادث الخطير”، وأنها “تدين بشدة” هذا الحادث.

وأدان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، هذا الحادث في رسالة نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، ووصفه بأنه “مثال حديث على الهجمات الإسرائيلية التي تخلو من أبسط القيم الإنسانية”، وأضاف: “أدعو جميع البشر إلى التحرك معًا لوقف هذه الوحشية غير المسبوقة في غزة”.

وصرح الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، بأنه لا يوجد ما يبرر استهداف المدنيين في ضوء الغارة القاتلة على المستشفى، مشددًا على أهمية وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون تأخير.

من جانبه، أعلن الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي”، عن يوم “حداد عام” في البلاد، وعبّر عن توقعه بأن ينقلب الهجوم على المستشفى ضد إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة.

وصول جو بايدن إلى إسرائيل

وفيما يتعلق بزيارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” إلى إسرائيل، فقد وصل إلى البلاد اليوم الأربعاء في زيارة تعتبر بمثابة دعم لإسرائيل في جهودها الحربية، وذلك وفقًا لتقييم الخبراء.

وقالت إسرائيل إن عدد قتلى الهجوم الذي شنته حركة حماس بلغ نحو 1400 قتيل.
وكانت واشنطن قد أرسلت حاملة طائرات ومجموعة قتالية مصاحبة لها في شرق البحر المتوسط، وسوف ترسل حاملة طائرات أخرى إلى المنطقة خلال الأيام المقبلة، وتقول الإدارة الأمريكية إن الخطوة تهدف إلى الردع وليس الاستفزاز.

وتمثل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن استعراضًا هامًا للدعم الأمريكي لإسرائيل، وهي أكبر حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، حيث جاءت هذه الزيارة في ظل تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول الحالي.

أعلنت إسرائيل أن عدد قتلى الهجوم الذي نفذته حماس بلغ حوالي 1400 شخص.

وفي هذا السياق، قامت واشنطن بإرسال حاملة طائرات ومجموعة قتالية مصاحبة لها إلى شرق البحر المتوسط، ومن المتوقع أن يتم إرسال حاملة طائرات أخرى إلى المنطقة خلال الأيام القادمة، تؤكد الإدارة الأمريكية أن هذه الخطوة تهدف إلى الردع وليس الاستفزاز.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد