كيف غزت بلاد الساموراي العالم بفنون المانجا؟

المانجا هي أحد أنواع الفن الياباني، وتشمل: الكتب المصورة، والروايات، والرسوم الكاريكاتورية، وتختلف كثيرًا عن قصص الرسوم، أو ما يعرف بالكوميكس الأمريكية، إذ يتوهم البعض  أنهما شيئًا واحدًا.

المانجا

المانجا

فالمانجا عدد صفحاتها أكثر بكثير من الكوميكس، وقد تصل إلى 400 صفحة، كما أنها تنتشر باللونين الأبيض، والأسود، بعكس الكوميكس الملونة، إضافة إلى أنها ترتكز على سرد تفاصيل الأحداث لتعزيز الحبكة، وزيادة متعة القارئ، وتكون شخصياتها قريبة من الواقع نوعًا ما، أما الكومكس فتركز على الرسوم، والتلوين، والطباعة، وتعبيرات الوجه.

كيف انتشر هذا الفن الياباني إلى العالم العربي؟

بدأ الأمر من مجلات القصص المصورة اليابانية، وأشهرها مجلة شونين جمب، والتي نشرت العديد من القصص المصورة التي لاقت رواجًا عالميًا كبيرًا، ثم توجهت إليها استوديوهات الرسوم المتحركة اليابانية، لتحويلها إلى أفلام، ومسلسلات (الأنمي)، والتي انتشرت في جميع أنحاء العالم، ومنها العالم العربي.

ومع ظهور القنوات الفضائية، وانتشارها، زادت جرعة مسلسلات الأطفال، فتوجهت الاستوديوهات العربية إلى دبلجة أفلام الأنمي، وتحويلها إلى مسلسلات أطفال تنتشر عبر القنوات العربية الفضائية؛ فمن منا ينسى كابتن ماجد، وماوكلي، وجريندايزر، وغيرها من المسلسلات الرائعة الشيقة.

أفلام الأنمي المدبلجة
أفلام الأنمي المدبلجة

تأثير المانجا والأنمي على ثقافات الشعوب

ينظر البعض لهذه الفنون نظرة دونية تقتصر على أنها مجرد رسوم للأطفال، ولكن ما يخفى على الجميع أن فنون الأنمي، والمانجا لها تأثير كبير على ثقافات الشعوب، فهو ينقل ثقافة المجتمع الذي ينتجها، ويعكس الأفكار، والأخلاقيات التي يريدها المؤلف، أو الاستوديو، أو قد يصل الأمر إلى الحكومات التي تنتجها.

ونستنتج من ذلك أن هذه المسلسلات لها دور كبير في التوجيه الفكري نحو ثقافة الدولة المنتجة، مما جعل اليابان تخترق العديد من المجتمعات غير المنتجة لهذا الفن مثل: مجتمعاتنا العربية، مما نتج عنه توجه العديد من الدول إلى العمل في هذا المجال، وضمه إلى مناهج التعليم الدراسية، مثل السعودية.

خطوات نحو إنتاج فنون الأنمي بشخصيات عربية

تتجه العديد من الدول العربية إلى إنتاج قصص المانجا، وأفلام الأنمي التي تحمل طابعًا عربيًا يعكس ثقافتنا، وتاريخنا، وأفكارنا، خاصة وأننا نمتلك العديد من الرسامين، والفنانين الموهوبين، ولكن تنقصنا بعض العوامل مثل: علوم المونتاج، والمؤثرات، والتحريك، إضافة إلى الاستوديوهات التي تحتاج إلى التمويل المادي المستمر.

وختامًا، فإننا نحتاج للاهتمام بمثل هذه المشاريع التي لها قيمة معنوية، تفوق العائد المادي، إذ تؤثر على ثقافة أبنائنا، وتحميهم من الأفكار الخارجية التي لا تناسبنا.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد