عيد الحب.. أصله وفصله “أنت مين في دول؟”.. وما قصة القديس فالنتاين؟

الحب هو أحد الأشياء التي فطر الله عليها الإنسان، ومما لا شك فيه أنه يجب على كل إنسان بالغ راشد، وعاقل، أن يدرك كل فعل يقوم به، وكل رد فعل تجاهه، ومن الأشياء التي يجب أن نفهمها جيداً عن الحب، أنه ليس مجرد يوم في العام، ولا هدية واحدة يتم تقديمها إلى الحبيب أو الحبيبة، وظهر مؤخراً في بلاد الشرق احتفالاً جديداً أخذ صبغة عامة، وذلك على الرغم من أنه يوم ديني وثني قديم، وليست له صلة من بعيد أو قريب بمفهوم الحب ومعانيه، فضلاً عن التزاماته الأخلاقية والاجتماعية، بل والدينية أيضا.

فالنتاين داي “valentine’s day”

يتلخص أصل الفالنتاين داي، أو عيد الحب الذي يحتفل به أغلب من لا يدركون كنهه وأصله وفصله في “القديس فالنتاين”، ويعود أصل هذا اليوم إلى الرومان القدماء، والذين كانوا يحتفلون بعيد يسمى عندهم (لوبركيليا) في الخامس عشر من فبراير بحسب التقويم لديهم آنذاك، ففي كل عام كانوا يقدمون القرابين للإله المزعوم المدعو (لركس)ـ وذلك لأنهم كانوا يعتقدون أنه سوف يحمي أبقارهم وثروتهم الحيوانية من الذئاب، وكان هذا اليوم يوافق إجازة الربيع بحسابهم الذي كانوا يعملون به آنذاك، وهذا هو أصل اليوم الوثني لهذا اليوم، وفيما يلي نتحول إلى الأصل الديني.

وفي تلك الفترة من الزمان، كان يحكم الامبراطورية الرومانية “كلايديس الثاني“، والذي قام بتحريم زواج الجنود في جيشه بسبب أن الزواج يلهيهم عن مهامهم القتالية، وعن خوض الحروب.

يوم الرابع عشر (14) من فبراير

عيد الحب.. أصله وفصله "أنت مين في دول؟".. وما قصة القديس فالنتاين؟

وكان هناك قس يدعى “فالنتاين“، قام بالتصدي لأمر الإمبراطور، وكان يقوم بعقد الزواج سراً، وفي يوما ما؛ تم افتضاح أمره، وقبض عليه، وتم الحكم عليه بالإعدام، وفي فترة سجنه دخل في قصة حب مع ابنة سجانه على الرغم من أنه قسيس، لكن تم تنفيذ حكم الإعدام عليه في الرابع عشر من شهر فبراير، في القرن الثالث الميلادي عام 270 ميلادية.

ومنذ هذا اليوم، تم إطلاق لقب قديس على القس “فالنتاين”، واعتقد أهل الدين الروماني آنذاك، أنه قام بالفداء بروحه، وقام برعاية كل حبيبين، ومن هذا اليوم أصبح العيد مصبوغ بالصبغة الدينية لدى أهل هذا الدين، وهي الكنيسة الكاثوليكية الغربية.

فهو ليس عيداً عادياً، وإنما هو عيد ديني، تم إلباسه ثوب الدين، ومن هنا قال بعض علماء الدين الإسلامي أنه لا يجوز للمسلم الاحتفال بعيد الحب، لأنه ينافي هويتنا، وأصله لا يوجد في دين الإسلام، ولأن الأعياد هي مناسك دينية كالحج والعمرة والصلاة، فهي أمور توقيفية.

ويوجد يوم آخر لعيد الحب بحسب الكنيسة الشرقية، ويتم الاحتفال به في اليوم السادس من شهر يوليو من كل عام، كما تحمل عطلة الرابع عشر من فبراير ذكرى لاثنين أخريين من الأشخاص لهم ذات الاسم “فالنتاين”، ويعتبرهم أصحاب الدين المسيحي من الشهداء أيضا في سبيل المسيحية في بداية ظهورها قديماً، وهما:

أولاً: القديس فالنتاين في روما

كان قسيسا في روما، وتم قتله في عام 269 ميلادية، وتم دفنه قرب طريق «فيا فلامينا»، لكن تم نقل رفاته بعد ذلك في كنيسة سانت براكسيد في روما.

ثانياً: القديس فالنتاين في مدينة تورني (انترامنا قديما)

يقال أنه تم قتله في فترة الاضطهاد الديني في عهد الإمبراطور «أوريليان»، وكان قد تولى أسقفا في عام 197 ميلاديا في كنيسة انترامنا، وجرت مراسم دفنه في طريق «فيا فلامينا» أيضا، ولكن في مكان آخر غير الذي دفن فيه الأول، وتم نقل رفاته بعد ذلك إلى كنيسة باسيليكا.

لكن لا يوجد في السجل العصري الحالي أي حديث عن هؤلاء القساوسة في تلك الذكرى، وكاد أن يختفي ذكرهم، غير أنه لم يبقى سوى “فالنتاين داي“، للاحتفال بالحب والعاطفة الرومانسية.

أرباح وتجارة “أنت مين في دول؟”

استثمر الصناع والتجار في عيد الحب، ونظراً لأن الكثير حول العالم منهزمين ثقافيا، وفكريا، وروحيا، فقد جرت العادة أن يتم تحقيق الأرباح الغزيرة على حساب الأذكياء، أو إن شئت فلتأخذها على محمل السخرية، ففي عيد الحب يقبل كل المحبين لبعضهم البعض بشكل شرعي أو غير شرعي، على شراء الهدايا والبطاقات، والقلوب الإسفنجية عديمة الجدوى، لإهدائها لبعضهم البعض، اعتقاداً منهم بأن ذلك هو التعبير المثالي عن حب كل طرف للآخر؛ فهل هذه هي حقيقة الحب؟!.

لقد كانت “استر هاولاند” أول من أنتج بطاقات المعايدة في عيد الحب، بغرض تحقيق الربح عن طريق بيعها في محل والدها بولاية «ماسشوسيتس» الأمريكية عام 1874، وقامت باستلهام فكرة البطاقات من رسالة أرسلت إليها من انجلترا.

وأما في انجلترا، والذي كان فيها إنشاء بطاقات المعايدة شائعا قبل الولايات المتحدة، فقد كان لها قصة أخرى مع بطاقات عيد الحب، وذلك عندما نشرت قصة قصيرة للروائية إليزابيث جاسكل بعنوان Mr. Harrison’s Confessions”في عام 1851.

وبداية من عام 2001، قامت الرابطة التجارية لناشري بطاقات المعايدة بتخصيص جائزة سنوية تحمل اسم “استر هاولاند” لأفضل تصميم لبطاقات المعايدة، وقامت الرابطة بتقدير عدد البطاقات الذي يتم شراؤه في عيد الحب في جميع أنحاء العالم حينها بمليار بطاقة كل عام، وهو الأمر الذي يجعل يوم عيد الحب يأتي في الترتيب الثاني بعد عيد الميلاد من حيث كثرة عدد البطاقات المتداول في ذلك اليوم.

ويعد ذلك تم تحويل هذا اليوم ليوم تجاري عالمي لجميع التجار حول العالم، وبالأخص في الولايات المتحدة وانجلترا، كما تم تقدير ما ينفقه الرجال على عيد الحب من هدايا وما إلى ذلك بضعف ما ينفقه النساء.

فهل أنت عزيزي القارئ من التجار الرابحين في عيد الحب، أم من المربحين؟.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد