إيجار الشقة بثمن شوي كيلو سمك ويقولك “قانون الإيجار القديم شائك”!

لعل العنوان له القدرة على تلخيص واختصار كل شئ، لكن للأسف الشديد نحن نتحدث وكأن الحديث إلى أنفسنا حتى نسليها في مأساتها ونفرغ الطاقة السلبية في الكتابة والحكي حتى لا نصاب بالغم القاتل أو الغيظ المميت، إنها مأساة يعجز العقل على أن يستوعبها.

إيجار الشقة بثمن شوي كيلو سمك ويقولك "قانون الإيجار القديم شائك"!

الحديث هنا عن شوي كيلو السمك وليس ثمنه!

ولأن العشرة جنيهات التي يتم دفعها كإيجار شهر لشقة سكنية بنظام الإيجار القديم تكفي لشوي كيلو سمك، فإن السلوى لكل مالك هي أن يكتب مأساته على ورقة لا تساوي سوى 32 قرش، وقلم بخمسة جنيهات، لكن هنا المأساة ستزداد عندما يستخدم ضوء المصباح الكهربائي وتكتمل تكلفة الحكاية لتصل إلى 10 جنيهات، وهي قيمة الإيجار الشهري، والمصيبة الكبرى أن هذه المسألة يتم وصفها من قبل البعض بالشائكة.

وهنا يجب أن ننوه أن الحديث عن شوي كيلو السمك وليس ثمن كيلو السمك، ويا ليتنا استطعنا أن نأتي بالمقارنة بكيلو السمك، لأنه كان حينها إيجار الشقة بمساحة 140 متر يأتي بكيلو سمك بـ 80 أو بـ 100 جنيه، وطبعا هذه أسعار الأقاليم وليس القاهرة، وللأسف نجد من يقول أن القانون شائك جدا في تعديله (سبحان الله) وكفى.

هي بالفعل شائكة ومؤلمة لحياة عدد كبير من ورثة المالك الأصلي، وبالطبع فهي كنافة بالكريمة لابن المستأجر الذي يتمتع بملك غيره بالمجان وهدية مدى الحياة مقابل 10جنيهات فقط “إيجار ثابت منذ تسعينات القرن الماضي وما قبل ذلك”.

مختصر الحكاية هنا لا يجوز أن يتم وصفه مباشرة، وليست هناك الجرأة على ذلك، وإنما تأتي الجرأة بذكر هذا النص من حكم المحكمة الدستورية العليا عام 1997، ونستطيع أن نقول أن نص حكم المحكمة ينطبق على الجميع، وهو أبلغ من أي كلام ووصف دقيق لما يحدث من نهب واستلاب مقنن للأملاك الخاصة والأملاك العامة، وما وزارة الأوقاف منا ببعيد، هكذا تكون الصراحة وهكذا يكون الوضوح، والحل الآن بيد من أعطاه الله حكم مصر، وجعلها أمانة في عنقه، الحل بكل صراحة في أيدي الرئيس السيسي.

حلها ياريس من فضلك، واشف صدور المظلومين بحل عاجل من قبل حضرتكم بإذن الله، لأن أصحاب هذه العقارات اليوم يبيتون وهم في حسرة وغم، في حين يبيت غيرهم في أملاكهم وهم شامتون فيهم مخرجون ألسنتهم في كل يوم، ولسان حالهم يقول “قاعدون في ملككم غصب عنكم وببلاش وملاليمكم في المحكمة إذا كان يعجبكم”.

وإن ما يزيد الحلق مرارة لهؤلاء، هو أنك تجد المحل مغلق، وغير مستخدم، أو الوحدة السكنية مغلقة عشرات السنين، ويضع وريث المستأجر حجة لذلك قائلاً “أصل فيها رائحة الذكريات”.. أي ذكريات تلك يا رجل؟!، وبعد كل هذا يأتي أحدهم ويقول “إنه قانون شائك؟”.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد