سر بناء الأهرامات| هل أنشأها الفراعنة لتكون مقابر لهم أم هناك لغز آخر؟!

في أعماق الصحراء المصرية القاحلة تظهر الأهرامات الضخمة بكبريائها ومظهرها الغامض الذي يثير الدهشة والإعجاب لكل من يقف أمامها، ويولد لديه حالة من الفكر والخيال لكشف سر بنائها الذي يعود إلى آلاف السنين، وهل هذه المباني المهيبة كانت مجرد مقابر للفراعنة الذين حكموا مصر القديمة، أم أنها تحمل خلف جدرانها سرًا آخر لا يزال يراود العقول حتى يومنا هذا؟

مجموعة الأهرامات الثلاثة وخلفية لسماء صافية باللون السماوي - مصدر الصورة: موقع BBC

مجموعة الأهرامات الثلاثة وخلفية لسماء صافية باللون السماوي - مصدر الصورة: موقع BBC

هل كانت الأهرامات مقابر لملوك الفراعنة؟

صورة مقربة لأهرامات الجيزة الثلاثة وخلفية السماء - مصدر الصورة: موقع CNN
صورة مقربة لأهرامات الجيزة الثلاثة وخلفية السماء – مصدر الصورة: موقع CNN

إن الاعتقاد السائد بين المؤرخين بأن أهرامات الجيزة الثلاثة “خوفو، وخفرع، ومنقرع” تم بناؤها لتكون مقابر هؤلاء الملوك بعد رحيلهم، أثار العديد من التساؤلات والغموض لدى العلماء بسبب عدم وجود أيًا من مومياوات الملوك بداخلها.

أشار بول آرون (Paul Aron) في تحليله لسبب بناء الأهرامات بكتابه “ألغاز تاريخية محيرة”، إن الأساطير المصرية تشير إلى أن الأهرامات تم بناؤها كمقابر للملوك، مستدلين على ذلك بأنها بُنيت بامتداد الضفة الغربية للنيل، هذا بالإضافة إلى اكتشاف علماء الآثار مراكب الجنائزية الطقسية الخاصة بإبحار الفراعنة للعالم الآخر بجوارها.

مقابر أم مباني لممارسة طقوس روحية

الأهرامات الثلاثة خوفو وخفرع ومنقرع وفي الخلفية سماء وبعض شعارات الطقوس الروحية - مصدر الصورة: موقع العربية
الأهرامات الثلاثة خوفو وخفرع ومنقرع وفي الخلفية سماء وبعض شعارات الطقوس الروحية – مصدر الصورة: موقع العربية

لم تكن الدلائل بأن الأهرامات شُيدت لتكون مقابر ملوك الفراعنة كافية لإثبات تلك النظرية، فمع حلول القرن التاسع عشر ومرورًا بأوائل القرن العشرين لم يجد مستكشفي المناطق الأثرية أي مومياء داخل كافة الأهرامات التي تم بناؤها على وادي النيل بما فيهم أهرامات الجيزة الثلاثة (خوفو – خفرع – منقرع).

الجدير بالذكر أن رحلات البحث عن الجثث والكنوز أوضحت ذلك، حيث عثر “هوارد كارتر” عالم الآثار البريطاني على مقبرة الملك توت عنخ آمون التي حُفرت في صخور وادي الملوك ولم يجدها داخل أيًا من الأهرامات التي شُيدت.

توالت رحلات الاستكشاف بعد ذلك لكن دون جدوى، الأمر الذي مهد الطريق لظهور نظريات عدة تشير إلى أن الأهرامات ما هي إلا مباني ضخمة تم تشييدها لممارسة العبادات الروحية، حيث أجرى العلماء المختصين بعلم الفلك والرياضيات والهندسة بعض الدراسات على الهرم الأكبر (خوفو) التي أظهرت تلك النتائج:

  • أبعاد الهرم تحدد مسافات الكون الأساسية بدقة كبيرة.
  • يرصد اتجاه الهرم جهات الأرض الأربعة، كما يرصد حركة الشمس بدقة.
  • خط الطول الموجود بالهرم أدق من خط جرينتش بمرصد باريس.
  • يعكس شكل الهرم وأبعاده قوانين علوم الرياضة والفلك الأساسية.
  • تم تمثيل كتلة وأبعاد كوكب الأرض بدقة في الهرم.

تلك الحقائق وغيرها من الأسرار التي كشفها العلماء توضح حقيقة أن الهرم تم بناؤه لأسباب غامضة غير واضحة، فبالرغم من أن الفرضية الأكثر شيوعًا تشير بأن الأهرامات كانت مجرد قبور ضخمة تحيط بأجساد ملوك قدماء الفراعنة المصريين، إلا أن تلك النظرية تظل محاطة بالغموض والتساؤلات عما إذا كانت هناك رسالة أعمق خفية وراء هذه البناءات الضخمة؟ هل تحمل بين جدرانها رموز مشفرة ورسائل منسية تنتظر أن يكشف عنها الزمن؟!


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد