النسبة الذهبية في الكون

 

عُرفت النسبة الذهبية (فاي) في بلاد اليونان القديمة، وكانت الحضارة الإغريقية قد تميزت برفاهة الفكر، المبنِيّ على الفلسفة والرياضيات والفيزياء، فأنتجت معارف وفنوناً فائقة الجمال والدقة، وطوروا علم هندسة الأشكال الذي يمزج بين الهندسة والرسم.

منذ حوالي (2400) سنة إكتشف عالِم الرياضيات اليوناني إقليدس النسبةَ الذهبية Golden Ratio  أو النسبة (فاي) وهي ثابت رياضي قيمته (1.618) ينتج عند تقسيم خط مستقيم (c) إلى قسمين  بحيث يكون طول الخط كاملاً بالنسبة للجزء الأكبر (a) مساوياً للنسبة بين الجزء الأكبر (a) والجزء الأصغر (b) ـ كما هو مبين في الشكل التالي:

وإستمراراً لإبداع علماء اليونان القدامى، ففي عام (1200م) إكتشف عالِم الرياضيات فيبوناتشي (1170م – 1250م) المتتالية الآتيـة: (0 ـ 1 ـ 2 ـ 3 ـ 4 ـ 5 ـ 8 ـ 13 ـ 21 ـ 34 ـ…. إلى مالا نهاية)

والفكرة فيها، أن كل عدد فيها يساوي مجموع العددين السابقين له، وحاصل القسمة لمجموع العددين ÷ العدد الكبير منهما يساوي (1.618) وكذا اذا قسَمنا العدد الكبير على الصغير ينتج القيمة الثابتة (1.618) كما في الحسبة التالية: (21+13= 34)  (34÷21= 1.619)  (21÷13=1.618)

ليَنتُج لنا ما سُمّي لولب فيبوناتشي، وهو عبارة عن أقواس متصلة بالزوايا المتقابلة من المربعات، كما في تبليط فينوباتشي.

تبليط فيبوناتشي

 

 

 

 

 

 

 

واعتُبِرت هذه النسبة الثابتة نسبة إلهية إعجازية، وطُبّقت على كل مناحي الحياة، فوُجِدت ثابتة لا تتغير إلا بقدر طفيف جداً، قد يكون مرجعه لخلل في القياسات، لا لزلل في النظرية.

وتتجلى هذه النسبة أول ما تتجلّى في رحِم المرأة، فوفقاً للمعلومات التشريحية، سنجري هذه الحسبة الرياضية البسيطة:

إرتفاع الرحم: (7.6) سم

عرض الرحم: (4.5) سم

الإرتفاع +العرض 7.6+4.5=12 تقريباً

12÷7.5= (1.6) النسبة الذهبية

7.5÷4.5= (1.6)

وفي أحضان هذه النسبة يتكون الجنين، فسبحان الله.

النسبة الذهبية في جسم الإنسان:

النسبة الذهبية في جسم الإنسان

“وتَحسَبُ أنك جُرمٌ صغيرٌ وفيك انطوَى العالَمُ الأكبرُ”

 

وهكذا في كافة المخلوقات: بذور الزهرة وتاج الزهرة والمخروط الصنوبري وفروع الأشجار، وفي دوامة الإعصار، وفي مجموعات الكواكب النجمية وفي المجرات، وفي جزيء الحمض النووي DAN

النسبة الذهبية في فن الرسم:

إستخدم ليوناردو دافنشي (1452ـ1519م) النسبةَ الذهبية في رسم أهم لوحاته: “العشاء الأخير” ــ “الموناليزا” فبقَيت أعماله خالدة، تبُــــهِرُ البشر على مر الأزمان.

الموناليزا

كما استخدمها مايكل انجلو (1457ـ1564م) في رسم لوحته الرائعة: “خلق آدم”

لوحة الخلق مايكل أنجلو

كما إستخدمها مايكل أنجلو في رسم لوحته “يوم القيامة”

النسبة الذهبية في البناء:

استُخدِمت النسبة الذهبية في بناء المعالم الأشهر في العالم، كبرج إيفل في باريس وتاج محل في الهند، وفي المباني القديمة كالأهرام في مصر ومبنى بارثينون في أثينا عاصمة اليونان.

 

النسبة الذهبية في التصميم:

وحديثاً استُخدمت النسبة الذهبية في التصميم DESIGNING سواء في المباني، وكذلك في تصميم شعارات LOGOS للشركات الأشهر.

كما إستخدمها الرئيس الأميركي السابق “ترامب” في تصميم شعره المستعار، ليبدو بروفايله بهذا الشكل:

 

 

 

 

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد