باحث في تاريخ الأكل: الفسيخ والمش أكلات مصرية 100%

نفى عمرو بيلا، الباحث في تاريخ الأكل والبلوجر المعروف، ما تردد بشأن أن أكلتي الفسيخ والمش أكلات سودانية وليست مصرية، حيث نشرت بعض الصفحات السودانية منشور يزعم أن مملكة كوش المحسوبة على دولة السودان هي أول من ظهر فيها أكلتي الفسيخ والمش وهم من علموا الفراعنة تلك الأكلات عندما احتلوا مصر في فترات من فترات ضعفها.

أكد بيلا أن الفراعنة القدماء هم أول من وضعوا طريقة لحفظ الأسماء من خلال تمليحها، حيث كانوا يصطادوا أسماك البوري والبلطي ويأكلونها طازجة مشوية، والمتبقي منها يتم حفظها بتمليحها أو تخليلها كي تكون غذاء لهم في الأوقات التي تختفي فيها الأسماك في نهر النيل، وهم أول من أطلقوا اسم “فسيخ” على البوري المملح وجاء الاسم نتيجة شكل السمكة بعد التمليح حيث تظهر “مفسخة” بلغتنا الدارجة أي أنها سهلة الفتح والتناول وأطلقوا عليها اسم “فسيخ” وتعلمها بعد ذلك مملكة كوش التي كانت تحكم من قبل الفراعنة لقرون عديدة حيث كان فرعون مصر هو من يحدد حاكم مملكة كوش لأهمية هذه المملكة بالنسبة لحدود مصر القديمة، وتأثر الكوشيون بالفراعنة في كل شيء حتى في بناء الأهرامات كمقابر، على حد تعبيره.

وأوضح عمرو بيلا أن المش أيضا أكلة فرعونية قديمة بشهادة كتب التاريخ كلها ومعروفة في مصر القديمة منذ الأسر الأولى وأصبحت في المستقبل جزء من تراث الصعيد حيث لا يخلي منزل من المش المصري القديم موجود فيما نطلق عليه الآن “زلعة” وهي المسئولة عن حفظ الجبن وتحويلها إلى المش.

وأشار بيلا إلى أن المش السوداني معتمد على اللبن وليس فيه الجبنة القديمة المصرية التي يعرفها المصريون وكذلك الفسيخ السوداني حيث يصنع بنفس طريقة مصر القديمة ولكن مع تغيير أنواع السمكة وتقليل كمية الملح وزيادة الشطة وإضافة بعض المكونات، منوها إلى أن الشعب السوداني الشقيق لا يحب الطعام الحاذق لهذا يفضل الفسيخ بملح قليل والذي نسميه “دلع” بكسر اللام، وهو نفس الأمر بالنسبة للمش.

وشدد عمرو بيلا إلى أن المطبخ المصري جزء لا يتجزء من تاريخ وثقافة الشعب المصري والحفاظ على أكلاته واجب تاريخي مهم على كل محب وعاشق للتاريخ.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد