تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال “إيجابي أم سلبي”

الآن ونحن في عصر التكنولوجيا، توجد عادة تقليدية يفعلها أولياء الأمور عندما يبدأ أطفالهم بالصراخ تجدهم يعطون أولادهم أجهزتهم وهواتفهم من أجل التوقف عن البكاء، حيث أصبحت حياتنا تعتمد بشكل كبير على الأجهزة الإلكترونية، وكذلك الأطفال تجد أن التكنولوجيا جزء لا يتجزأ من حياتهم.

وإذا بحثنا عبر وسائل الإنترنت حول هذا الموضوع، سنرى العديد من المقالات التي تتحدث عن المخاطر التي تسببها الأجهزة التكنولوجية للأطفال، منها التوحد، والعنف، إضافة إلى التأثير على صحة الطفل، حيث تتحدث أغلبية المقالات عن سلبيات استخدام الأجهزة الإلكترونية.

“جيل ألفا”

حسب موقع “هارفرد بزنس ريفيو”، جيل ألفا هو مصطلح يطلق على جيل مواليد ما بين عامي 2010 إلى 2025.

تعتبر حياة هذا الجيل مختلفة عن الأجيال السابقة، لأنهم ولدوا في زمن التطور الرقمي ووفرة التكنولوجيا، كما يعرف جيل ألفا بأنه أول جيل رقمي بنسبة 100%.

تجرِبة أحد الأطفال للتكنولوجيا الحديثة

قام موقع “Talking Stock With Teens” بعمل محادثة مع “يُوسُف”، الطفل صاحب الأحد عشر عاما عن علاقته بالأجهزة الإلكترونية، فيقول إنه بدأ في سن السادسة باستخدام جهاز “أيباد” للعب ومشاهدة مقاطع الفيديو عبر تطبيق “يوتيوب”، وبدأ شغفه بالتكنولوجيا عندما كان في عمر التاسعة، حين بدأت خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي من “تيك توك” إلى “يوتيوب” بعرض مقاطع فيديو تتعلق بتقنيات العملات الرقمية وبطرق تعديل الألعاب، وبسبب صغر عمره وحبه للاستطلاع، قرر يُوسُف الغوص أكثر فأكثر في هذا العالم الواسع، مما أدى إلى تعرضه لكم هائل من المحتوى، منه الضار ومنه النافع.

فعلى سبيل المثال، أخبرنا عن مقاطع فيديو لتعلم القرصنة الإلكترونية، وسرقة كلمات مرور “واي فاي”، وسرقة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، وأخرى لقرصنة ألعاب والحصول على مميزات من داخلها.

على سبيل المثال، استطاع “يُوسُف” تعلم تقنية “NFT”، وأصبح بإمكانه إنشاء مقاطع صوتية بوساطة برامج الذكاء الاصطناعي، وعرضها عبر الأسواق المختلفة، إضافة إلى ذلك، اطلع على مختلف العملات الرقمية المتوافرة وعلى المحافظ الرقمية، وتعلم قراءة مخططاتها والمواقع المستخدمة لمتابعتها، مع ذلك استطاع “يُوسُف” تعلم العديد من المهارات المفيدة المتعلقة بالتكنولوجيا، وهو يواكب التقدم التكنولوجي بشكل دائم.

هل يوجد إيجابيات من استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي؟

أظهرت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 11 عاماً، والذين يستخدمون تطبيقات مثل “إنستغرام” و”سنابشات” هم الأطفال الأكثر عرضه لمشكلات السلوك الرقمي، مثل بناء صداقات عبر الإنترنت فقط، وزيارة مواقع قد لا يوافق الآباء عليها، كما يوجد احتمال بالمشاركة في التنمر الرقمي.

وتفيد دراسة أخرى عن الأطفال الذين يستخدمون تطبيق “تيك توك” أنهم يعانون اضطراب حركي ناتج عن التوتر والقلق، كما أنهم يشعرون بتشنجات لا إرادية، وكل هذا ناتج عن استخدام تلك التطبيقات لوقت طويل من الزمن يوميا.

ويعتقد الخبراء أن الإيجابيات من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون الحل للأطفال الذين يعانون التوحد. فقد تساعد هذه الوسائل على التواصل عبر وسيلة يشعرون بها بالراحة من دون الحاجة إلى الخروج من مناطق راحتهم، وتشكل وسائل التواصل الاجتماعي طريقة لمساعدة الأطفال على اكتشاف ثقافات مختلفة وتعلم اختلاف الآراء.

كما أنها تعتبر وسيلة ليظل الطفل على اتصال دائم بمحيطه في حال كان يمر بأي أعراض تمنعه من الاختلاط بأقرانه، وهي تعدّ وسيلة لتنمية قدرات الأطفال عبر المحطات التعليمية التي تقدمها وتحفزهم على اكتشاف نِقاط قوتهم.

طرق استخدام الأجهزة الإلكترونية

نشرت منظمة الأبحاث غير الربحية “Common Sense Media” دراسة في عام 2022، وجدت فيها أن الاستخدام الكلي للأجهزة الإلكترونية عند الأطفال والمراهقين زاد بنسبة 17% في الفترة بين عامي 2019 إلى 2021، وقد ارتفعت نسبة استخدام الأجهزة الإلكترونية عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (8:12) عام، إلى خمس ساعات و33 دقيقة وذلك بعد أن كان أربع و44 دقيقة.

لذلك يجب على الأهل مراقبة استخدام أطفالهم للأجهزة الإلكترونية، والسماح لهم باستخدامها في أماكن يمكن مراقبة نشاطهم بسهولة، وذلك لتفادي تعرضهم لمحتويات غير مرغوب فيها.

ويجب على الأهل ضرورة وضع مدة زمنية محددة لاستخدام أطفالهم الأجهزة الإلكترونية، وأن لا تتخطى فترة تصفح وسائل التواصل الاجتماعي عن الثلاثين دقيقة يوميا.

في النهاية ينبغي على أولياء الأمور الاهتمام بشأن أطفالهم ومتابعتهم دائما، وعدم النظر إلى التكنولوجيا كوسيلة راحة من إزعاج الأطفال، بل يجب استخدامها في مساعدة الأطفال وتنمية قدراتهم العقلية والذهنية وتنشئتهم بطريقة صحيحة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد