بظهور السينما كانت ثورة في مجال الفن، رغم أنها لم تكن تعتمد إلا على الأبيض والأسود، وكان الكل يعشقها، ومع التطور ظهرت الألوان في السينما، والمتوقع أن تنتهي صناعة الأبيض والأسود، ولكن ظل عشق الابيض والأسود في قلوب الكثيرين منا، والسؤال هو لماذا؟
أسباب اللجوء للأبيض والأسود رغم ظهور الألوان:
كثير من الأعمال اعتمدت على الأبيض والأسود لأغراض عديدة، فمن هذه الأسباب أن الأبيض والأسود يلقي بظلال حقبة معينة من الزمن على الأحداث في العمل، أو لإضفاء حالة معينة على الأحداث أو الشخصيات، ولا يمكن أن نتجاهل أن تقنية الأبيض والأسود تداعب مشاعر وذكريات جمهور عريض متيم بالأفلام القديمة، إذ أن الأفلام القديمة تظهر لنا الآناقة والبساطة في آن واحد، وأيضا سمو الأخلاق في كثير من هذه الأعمال، ناهيك عن ظهور الشوارع النظيفة، وقلة عدد البشر والسيارات.
أعمال أمريكية وأوروبية لجأت إلى الأبيض والأسود:
2011 The Artist
الفيلم الفرنسي الذي لم يكتفي بالاعتماد على الأبيض والأسود فحسب، بل كان صامتا أيضا، تدور أحداثه في عام 1927، حول حياة الممثل جورج فالنتين، الفيلم الذي صدم المشاهدين دون كلمة واحدة، مما جعل الفيلم يحصد جائزة أحسن فيلم في الأوسكار، بالإضافة إلى أربع جوائز أوسكار أخرى.
1993 Schindler’s List
تمكن المخرج ستيفن سبيلبيرغ أن يصور حالة القلق والإثارة باعتماده على تقنية الأبيض والأسود، كما أن هذه التقنية ساعدت في إضفاء حالة من الكآبة على الأحداث والشخصيات، وتدور أحداث الفيلم خلال الحرب العالمية الثانية، حيث يتمكن رجل الأعمال الألماني شندلر من إنقاذ ما يقرب من 1000 يهودي من المحارق النازية، وذلك عن طريق إدراجهم كعمال في مصانعه.
والعديد من الأعمال الأخرى التي أثرت في الجمهور بشكل واسع مثل:
American History X
Nebraska
Memento
Sin City
أما السينما العربية فكان لها نصيب أيضاً من الاعتماد على الأبيض والأسود ومنها:
ديكور 2014:
فيلم ديكور بطولة حورية فرغلي، وخالد أبو النجا، وماجد الكدواني، وإخراج أحمد عبد الله، ويعتمد الفيلم في أحداثه على الصدمات المتكررة للبطلة التي يطاردها الفشل دوما في محاولتها لإقامة أسرة قائمة على الحب دون مشاكل، وكان الأبيض والأسود مناسبا تماما لتصوير حالات الاكتئاب والعزلة التي تمر بها البطلة، وبعد ثلاث زيجات فاشلة تكتشف أنها كانت تحلم، وتفيق فجأة لتبدأ حياتها الواقعية.