شيء ما في حياة #العندليب #عبد_الحليم_حافظ مختلف عن باقي البشر. سر أودعه الله في صوته وشخصيته جعله متفردا وباقيا يتحدى الزمن وتغيراته. يأتي ويذهب الكثيرون دون أثر يذكر، ويبقى العندليب.
لم يكن حليم المطرب الوحيد من تعرض للمعاناة أو مشاكسة القدر، بل ربما تكون هناك عشرات ومئات وآلاف القصص لأناس سطروا قصصا أقرب إلى الخيال، لكنهم لم يكونوا مثل حليم، ولم يعيشوا في وجدان جماهيرهم مثله.
حياة قصيرة لم تبلغ الخمسين عاما، لكنها غنية بما يكفي لتهب لذكراه الخلود.
نختار اليوم من حيات حليم الحافلة، مقال نشر عن #كمال_الطويل في عام 1957، كشف فيه الكثير من المفارقات عن علاقته بحليم وكيف أحدثت تحولا كبيرا في حياة كل منهما. وإلى مضمون المقال.
نقيب الموسيقيين يعارض اشتغال عبد الحليم بالغناء
تلك كانت القنبلة الأولى في حديث الموسيقار كمال الطويل عن حليم، حيث كانت لجنة الاستماع بالإذاعة في ذلك الوقت ترى أن أغاني حليم لا ترق لمستوى فطاحل المطربين في ذلك الزمان، بل أن اغانيه بسيطة ليس فيها (النتع)، و(النخع) الذي كان معروفا وقتها.
أيضا تهرب الملحنون من التعاون معه خوفا من انصراف الجماهير عنهم.
كيف بدأت علاقة حليم بالطويل
لقد جمعت الزمالة والصداقة بين عبد الحليم والطويل في معهد الموسيقى، وبعد التخرج عمل الطويل مراقبا للموسيقى في الإذاعة، وانشغل بعمله دون أن يكون له أي اهتمام بالتلحين ولم يكن أبدا ضمن طموحه وحساباته.
الملحنون يتهربون من تقديم عمل لحليم
فكر الطويل أنه من الممكن أن يساعد صديقه حليم، بان يدعو الملحنين إلى تقديم عمل لحليم، وكان ذلك نمط العمل في تلك الأيام، أن يقدم الملحن لحنا ويختار له المطرب، إلا أن أي من الملحنين لم يستجب للطويل وتهرب منه الجميع، حيث كانوا يعتبرون أن في تقديم لحن لحليم مخاطرة كبيرة وغير محسوبة.
وكان من شروط الالتحاق بالإذاعة أن يتقدم المطرب للاختبار من خلال أغنية من تلحين أحد ملحني الإذاعة.
الطويل يتطوع بتلحين أول أغنية لحليم
من أجل تحقيق شرط الإذاعة تطوع كمال الطويل بتلحين أغنية لحليم ليتقدم بها للجنة الاستماع، باعتبار أنه مسجل بالإذاعة ويعمل بها.
وكانت لجنة التحكيم وقتها مكونة من نقيب الموسيقيين عبدالحميد عبدالرحمن، وعضوية كل من الإذاعي الكبير #حافظ_عبد_الوهاب، وكمال الطويل.
نقيب الموسيقيين يرفض تحول عبد الحليم إلى الغناء
كانت وجهة نظر عبد الحميد عبد الرحمن نقيب الموسيقيين أن عازف “الأبوا” (تخصص حليم في معهد الموسيقى) لا يصلح أن يتحول إلى مطرب. وانسحب من اللجنة، في حين كان حافظ عبد الوهاب وكمال الطويل من أشد المعجبين والمؤمنين بموهبة حليم.
وقد اتخذا قرارا بمساندة حليم وتقديمه للجمهور بكل الطرق الممكنة.
حافظ عبد الوهاب يمنح اسمه لحليم
من أوائل الخطوات التي قررها الثنائي حافظ عبد الوهاب، وكمال الطويل من أجل دعم حليم، هو اختيار اسم فني رنان يتقدم به للجماهير، بعيدا عن اسم (شبانة) حتى لا يتشابه في الساحة الفنية مع اسم شقيقه (#إسماعيل_شبانة) الذي كان نجما ساطعا في ساحة الغناء في ذلك الوقت.
وكان أن اقترح حافظ عبد الوهاب منح اسمه لعبد الحليم – من شدة إيمانه به- ليصبح اسمه (#عبد_الحليم_حافظ).
في نفس الوقت بدأ كمال الطويل يتجه إلى التلحين ووضع عددا من الألحان لدعم صديقه العزيز، في وقت لم يفكر فيه يوما الطويل في أن يحترف التلحين.
تغير الأقدار
وهكذا كانت الصداقة الفريدة التي جمعت حليم والطويل سببا في نجاح عبد الحليم الساحق، واكتشاف الطويل لنفسه كموهبة خارقة في التلحين، وانطلاقه في التلحين بعد نجاح أغانيه مع حليم، وتوافد عليه المطربون الكبار لطلب ألحانه.
إنها سطور في حياة العندليب الذي شكل وجدان أمة، وما زالت ألحانه مصدر إلهام للجميع.
لحن كمال الطويل لعبد الحليم اروع الألحان العاطفية والوطنية منها العاطفي مثل «أبوعيون جريئة، والحلو حياتي، وأسمر يا أسمراني، وبتلوموني ليه، وبيع قلبك، وبلاش عتاب، وبيني وبينك إيه، وجواب، وحلفني، حبيب حياتي، وسمراء، وصدفة، وعلى قد الشوق، وفي يوم في شهر في سنة، وكفاية نورك عليا، ونعم يا حبيبي نعم، وهي دي هي”
كما شدى بأروع الأغاني الوطنية مثل: “صباح الخير يا سينا، وبحلف بسماها، وبالأحضان، والسد العالي، وصورة، وابنك يقولك يا بطل، وخلي السلاح صاحي».
مقالات ذات صلة
شكرا على مقالك الثرى الذى اعادنا الى الزمن الجميل
شكرا للصديقة العزيزة آمال الكومي على المتابعة، ورأيك القيم في المقالة، وأتمنى استمرار مشاركتنا بأرائك المفيدة.