قصص وحكايات مؤلمة تدمع لها العين وراء شهداء مصر الذين قتلتهم داعش بلا رحمة

صدمة موجعة تلقاها الشارع المصري عندما رأى ابنائه من العاملين في ليبيا في زي موحد برتقالي اللون مربوطي الايدي خلف ظهورهم يسوقهم الطغاة لارهابيين من التنظيم الغادر داعش ليلقوا حتفهم ذبحا امام اعين العالم كله وليختلط دمهم بمياه البحر المتوسط في منظر اقشعرت له ابدان العالم لتصرخ قائلة: اين العدالة؟ اين القصاص؟..

و اثلجت صدور المصريين حينما استيقظوا صباح اليوم التالي وقد انتفض النسر المصري ليقتص لابنائه الذي طالتهم ايدي الغدر، ليطلب منهم أن ييموا سردقات العزاء وقلوبهم مطمئنه أن المصري قد اخد بثأره ممن تجرأ وسولت له نفسه أن يمس المصريين بأذي، بل سيكون عبرة لمن قد يفكر في هذا مستقبلا.

و لكن هؤلاء 21 مصريا الذين تم ذبحهم على يد داعش، هل تعرف قصتهم..؟ هل فكرت في الظروف التي دفعتهم إلى ترك الوطن والسعى في البلاد وراء الرزق ولقمة العيش…؟

تعالوا معا نعيش قصص شهداء الحادث الأليم.. ولننتقل الي قرية العور والتي منها العدد الأكبر من الضحايا…

هاهم ثلاثة من المصريين البسطاء جمعتهم الظروف في رحلة واحدة إلى ليبيا بحثا عن لقمة العيش وسعيا وراء الرزق. حيث خرجوا من قريتهم العور محافظة المنيا من عام ونصف متجهين إلى ليبيا عن طريق منفذ السلوم، وتمر الايام حتى اختطفهم تنظيم داعش الإرهابى، ليسطروا اسماءهم ضمن أكبر حادث ارهابي ترتكبه داعش ضد مصر.

الأكبر سنا منهم.. هو ماجد سليمان شحاتة، عمره 40 سنة، لديه ثلاثة أولاد يعول والدته المسنة، الشهيد ماجد سليمان والذي يعمل سائقا لديه أيضاً 3 أولاد، هم: الكبرى فيفي الطالبة بكلية آداب، وصموئيل بالصف الثالث الثانوى العام وميرنا في الصف السادس الابتدائى، وله من الاشقاء اربعة، هم عماد وعادل وفادية ولينا، حيث يقيم مع عائلته بالكامل في منزل من الطوب اللبن بقرية العور محافظة المنيا بالصعيد، ولكن مع ظروف الفقر وظروف تعليم أولاده سعى الي السفر إلى ليبيا بحثا عن لقمة العيش وتوفير نفقات تعليم الأبناء الثلاثة ومصاريف والدته المسنة ومساعدة أشقائه. وكانت هي الرحلة الاخيرة التي لا عودة منها.

أما أبانوب عياد عطية والذي يبلغ من العمر 22 سنة، أعزب ووالده مسن، ويقيم مع أسرته في منزل العائلة ولديه شقيقان فقط، حيث حصل على دبلوم تجارة، ولم يجد عملا يأكل منه لقمه عيش ويوفر له حياة كريمة ولذلك قرر هو الاخر أن يبحث عن مكان جديد وقرر السفر إلى ليبيا من عام ونصف لمساعدة والده في استكمال تعليم شقيقيه، وتجهيز نفسه للزواج..

تعالوا نستمع الي السيد عياد عطيه يتحدث عن ابنه ابانوب: “كنا ننوى البحث له عن زوجة في أول زيارة له في مصر، وكنت أعتمد عليه في تدبير مصاريف البيت واستكمال تعليم أخويه”.

اما عن لوقا نجاتى ونيس وعمره 24 عاما، فلم ير طفلته التي ولدت أثناء وجوده في ليبيا، حيث انه حديث الزواج، ووالديه مسنان، ويسكن قرية الجبإلى ويعمل في مجال العمارة.

و قد صرخ السيد نجاتى أنيس عبده والد “لوقا”: “ابنى سافر إلى ليبيا منذ عام ونصف بعد زواجه مباشرة لم يكن يعلم أن زوجته حامل، وتركها سعيًا وراء لقمة العيش ومنذ سفره لم نره حتى إعلان وفاته، وولدت ابنته الصغرى ولم يرها فقط أرسلنا صورها إليه”،

كما أضاف أن ابن عمه مختطفا معه أيضًا في هذه الرحلة المشئومة.

 

ثم ننتقل الي يوسف شكرى يونان، 22 عاما.. أعزب، يعول والدته وأشقائه الستة، غير حاصل على مؤهل، توجه إلى ليبيا، ليعمل هناك من أجل مساعدته أسرته التي تعيش جميعها تحت سقف منزل واحد.

ثم نذهب الي هانى عبد المسيح صليب لنعرف ظروفه فهو يبلغ من العمر 35 سنة، متزوج ويعول من الأبناء 4 وهم مارينا ورفقة وفيولا وبخوميوس، والداه يسكنان معه وله من الأشقاء 4 وهم عيد وعياد وأنوب وعيسى، والجميع يقيمون في منزل واحد، وقد هاجر من منزله كحال الباقى بحثا وسعيا وراء لقمة العيش.

أما تواضروس يوسف تواضروس، يبلغ من العمر 43 سنة، متزوج ولديه 3 أبناء، وهم شنودة وإنجى ويوسف، وله من الأشقاء 6 والجميع يقيمون في منزل واحد، وسافر إلى ليبيا، هربًا من الفقر.

و الي الأخوان بيشوى وصموئيل اسطفانوس الذين قتلا معا ولقوا ربهم في نفس الوقت، أن الأكبر هو بيشوى 24 سنة، أعزب، وشقيقة صموائيل استطافانوس 22 سنة، أعزب أيضاً يعملان في النقاشة ويعولان والديهما، حيث قرر الأشقاء الإثنين السفر إلى ليبيا حتى يتمكنا من توفير المال الذي يساعدهما على الزواج بعد أن ضاق بهم الحال في مصرو صعبت الحياة عليهما.

و هاهو ميناء فايز عزيز، 23 عاما أعزب، عامل يعول والده ووالدته، وظروفه الاقتصادية صعبة وقرر السفر إلى ليبيا أيضاً من اجل لقمه العيش.

أما سامح صلاح شوقى، 26 عاما، متزوج وخرج من منزله منذ عام الي ليبيا، وقد ترك خلفه طفلة صغيرة لم يرها، منذ ولادتها، وقرر السفر من أجل توفير حياة كريمة لأسرته.

و لننظر الي صموئيل ولسن، 35 عاما، متزوج ولديه ثلاثة أبناء، و4 أشقاء، يعول والديه الذين يسكن معهما مع أشقائه في منزل والده، وعندما ضاق بهم الحال، قرر السفر حتى يتمكن من شراء منزل مستقل له وإلى أسرته.

و لننطلق الي ميلاد مكين زكى، متزوج وترك خلفه طفل صغير، يبلغ من العمر 3 أعوام ويعول أشقاءه الثلاثة ووالديه ويسكن معهما في منزل واحد، وضيق العيش هي التي دفعته إلى الهروب والتفكير في السفر بعيدا عن الوطن، وقرر السفر إلى ليبيا لتحسين أوضاعه المالية،

أما كرولس بشره فوزى، 23 عاما، فهو أعزب يعول والديه وله من الأشقاء 5، وهم شنودة ومينا وبشوى ورعوز، ونيسوم.

و لا ننسي ملاك إبراهيم سنود، 26 عاما متزوج، ولديه طفل يدعى مينا، وثلاثة أشقاء فتيات، وتكفل برعايتهم، إلى جانب والديه، وقرر السفر إلى ليبيا حتى يتمكن من تجهيز أشقائه الفتيات،

و اخرهم جرجس ميلاد سنيوس، أعزب ولديه 3 أشقاء توفيت والدته منذ بضع سنوات، ووالده رجل مسن، فقرر السفر إلى الخارج، حتى يستطيع أن يتكفل بأشقائه.

انها قصص مؤلمة لا تختلف كثيرا عن بعضها البعض تتشابه كثيرا في تفاصيلها وفي نهايتها ايضا، فجميعهم انتهى بهم الحال تحت سكين داعش، ودماءهم هي تلك التي انسالت على الارض مختلظة بمياة البحر الابيض المتوسط.

انها قصة الظروف الصعبة التي تجبر الانسان على ترك بلاده والسعى في بلاد الله وراء لقمة العيش. ولكن.. يبفي السؤال الذي يقتلني.. لماذا يظل الفقراء هم فقط من يدفعون ثمنا لاحلامهم؟


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

تعليق 1
  1. ahmed يقول

    حسبن الله ونعمل وكيل