رئيس أركان الجيش المصري في حرب 6 أكتوبر يكشف عن مفاجأة كبرى ويؤكد النصر لم يكن كاملاً والسادات هو من أضاعه

حرب 6 أكتوبر، هي بلا شك من أكبر الحروب التي خاضها الجيش المصري على مر تاريخه، والتي انتصر فيها على العدو الصهيوني، الذي صنعت من وسائل الإعلام الأمريكية في ذلك الوقت أسطورة وأنه الكيان الذي لا يُقهر، وأن الجيش المصري لن يستطيع الإنتصار عليه، وذلك لوجود خط بارليف العظيم الذي يصعب على جيش مصر تدميره أو إقتحامه، إلا أن كل ذلك لم يمثل أي عوائق ضد عزيمة المصريين، وقدرتهم الفائقة على محارية عدوهم ودحره وتحقيق إنتصار تاريخي ألا وهو إنتصار 6 أكتوبر العظيم.

6 أكتوبر

حرب السادس من أكتوبر

سعد الدين الشاذلي وحرب 6 أكتوبر

كان رئيس أركان الجيش المصري في ذلك الوقت هو الفريق سعد الدين الشاذلي، والذي لم يتم تكريمه في أي إحتفالية لحرب 6 أكتوبر إلا من محمد مرسي، حيث كرم إسمه من خلال عائلته، وكان أول تكريم يحصل عليه الشاذلي، ولكن للأسف جاء بعد وفاته، وقد تم عزل الشاذلي من منصبه في شهر نوفمبر عام 1973 أي بعد إنتهاء الحرب بشهر واحد تقريباً، وتم تعيينه سفيراً لمصر في بريطانيا ثم في البرتغال ثم بعد ذلك تم عزله، وسافر الرجل إلى الجزائر وأكمل حياته هناك حيث كتب مذكراته عن حرب السادس من أكتوبر 1973.

مذكرات الشاذلي عن حرب أكتوبر

فجر فيها الشاذلي العديد من المفاجآت أبرزها على الإطلاق أن نصر أكتوبر لم يُكتمل، والسبب في ذلك على حد قوله الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث أشار الشاذلي أن في اليوم الثاني لحرب أكتوبر المجيدة وهو يوم 7 أكتوبر كان الجيش المصري متفوقاً بشكل كبير جداً، حتى فوجىء قادة الجيش بأوامر من وزير الدفاع في ذلك الوقت المشير أحمد إسماعيل، بناءاً على تعليمات من السادات بتطوير القدرات الهجومية، وذلك لتخفيف الضغط عن جبهة السوريين مما أغضب قادة الجيش، لأنهم أدركوا أن تطوير الهجوم في ذلك الوقت سوف يؤدي إلى خسائر كبيرة في الجيش المصري، ولأن تغيير الخطة سوف يؤدي إلى مخاطرة لا يعرف أحد نتائجها.

أسباب الثغرة في السادس من أكتوبر

وبالفعل أدى تغير خطة الهجوم إلى حدوث الثغرة الشهيرة بين الجيش الميداني الثاني والثالث، والتي إكتشفتها طائرة إستطلاع أمريكية وإخترقها شارون وتمكن من حصار الجيش الميداني الثالث، وهنا عقد السادات إجتماع طارىء لقادة الجيش، وإقترحت يومها والحديث للشاذلي بأن نقوم بسحب الفرقة 21 مدرعات والفرقة 4 من مواقعهم، لتوجيه ضربة للقوات الإسرائيلية من الخلف، إلا أن السادات ثار في ذلك الوقت وقال لي بالحرف لا أريد أن أسمع هذا الكلام ثانية وإلا سوف أحولك لمحاكمة عسكرية، وقال الشاذلي على ما يبدو أن السادات خشي من ذكر فكرة الإنسحاب نفسها، حتى لا يؤثر على معنويات بقية وحدات الجيش ويذكرهم بما حدث في 67.
وعندما إشتد حصار الجيش الثالث المصري وافق السادات على اتفاق وقف النار بشروطه التي أفقدت مصر جزءاً كاملاً من سيناء، ظل مع العدو فتر طويلة ألا وهي طابا، وكذلك أفقد مصر جزءاً تتمركز فيه قوات حفظ السلام حتى وقتنا هذا، وبهذا الموقف من السادات إتهمه الشاذلي بأنه المسئول عن عدم تحقيق الإنتصار الكامل، حيث أكد الشاذلي أنه كان يمكن للجيش المصري أن يتقدم في أعماق إسرائيل ويقوم بإبادتها بالكامل.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد