أضواء على ثورة يناير في ذكراها السادسة نجاحات وإخفاقات

ست سنوات مرت على أعظم الثورات المصرية في العصر الحديث، ثورة 25 يناير 2011

ثورة 25 يناير

ثورة 25 يناير

ست سنوات مرت على ثورة يناير حيث انتفض الشعب المصري بطليعة شبابه الواعي ضد الظلم والاستبداد وغياب العدالة مطالبا بالتغيير بعد أن مر أكثر من ثلاثين عاما في حالة جمود سياسي وغياب تام للديمقراطية والتدأول السلمي للسلطة.

اختلفت الآراء بين مؤيد ومعارض وانتشرت حالات التخوين بين الجميع، وأصبح واضحا للعيان حالة الانقسام والفوضى التي طالت الجميع.

ثورة يناير في عيون عدد من الباحثين المصريين

خلال السطور القادة سوف نحاول أن نقوم بمحاولة لتقييم الثورة ورصد النجاحات والإخفاقات التي حققتها من خلال أقوال عدد من الباحثين المصريين نستعرض من خلالها وجهات نظرهم.

يرى د. مأمون فندي استاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون الأمريكية أن الثورة تشبة طاقة كهربية قوية تضيء الأوطان لكنها تتسبب في حرق من يحاول الاستئثار بها واستخدامها لينير بها منزله فقط. وهذا ما حدث مع الأخوان والمجلس العسكري عندما حاول كل منهما القفز على الثورة والاستئثار بها وتوظيفها لمصلحتهما، وأن ما حدث سوف يعاد تكراره مع كل من يحاول انتزاع الثورة لمصالحه دون الوطن بأكمله.

وأضاف فندي أنه وعلى الرغم من أن أهداف الثورة التي رفعها الثوار من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية لا يكاد يتحقق منها شيء إلا أن ذلك لا يعني أبدا أن الثورة بلا إنجازات. فقد قامت الثورة لإسقاط النظام الفاشي وكان المتصور أن سقوط رأس النظام كاف، لكن الشعب أدرك أن الفساد متغلغل في جذور النظام بأكمله وما زال المشوار طويلا للقضاء عليه تماما.

ثورة على السكوت والجمود وعودة الوعي

ويشارك الدكتور أحمد عبد ربه استاذ العلوم السياسية في تقييم ثورة يناير حيث يرى أنه في الوقت الذي ظهرت فيه للوهلة الأولى أن أهداف الثورة تتجه إلى أهداف سياسية واقتصادية، إلا أنها حققت نجاحات في الاتجاه الثقافي والوعي العام للمجتمع المصري حيث تخلى الناس عن حالة الصمت والرضا التام وبدأت حالة من المشاركة الفعلية في الأحداث ومناقشة الأوضاع السياسية والاقتصادية بين جميع طبقات المجتمع. من الملاحظ حالة الاستقطاب طالت المجتمع ولكنه يرى أنها مرحلة ضرورية وصحية ومن الطبيعي المرور بها حتى الوصول إلى مرحلة الهدوء والاستقرار، وتعتبر حالة الوعي والحضور الشعبي الذي يصل في بعض الحيان إلى مستوى الضغط لتحقيق بعض المكاسب شكلا من أشكال النجاح المرحلي للثورة.

الدكتور بسمة عبد العزيز والحراك الثوري

وتحدثنا الدكتورة بسمة عبد العزيز عن الحراك الثوري – كما يحلو لها أن تسميه- والذي بدأ في 25 يناير 2011 ومازال مستمرا فترى أنه وإن لم يحقق أيا من المبادئ التي خرج الشعب من أجلها حيث زادت معاناته الاقتصادية أضعافا وضاعفة، وتآكلت الطبقة المتوسطة من المجتمع، أما الكرامة الإنسانية فهي مهانة لأقصى درجة وشباب الثورة في السجون أو قتلوا على يد الشرطة والتعذيب داخل السجون حتى الموت دون حسيب أو رقيب.

ومع ذلك فهي تشيد بصحوة المجتمع وتمسكه بالمطالبة بحقوقه رغم صعوبة ذلك إلا انه لا يكف عن بذل الجهد والمحاولة.

كذلك ترى أن المرأة كان لها دور فعال في الحراك الثوري ومازالت تتحرك في المجتمع بفاعلية تطالب بحقوقها داخل المجتمع إضافة إلى دورها الإيجابي في جميع الأصعدة.

وهكذا تبقى ثورة يناير المجيدة نورا يضئ للحالمين بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، ونارا سوف تحرق وتصعق أعداءها في يوم لن يكون بعيد.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد