إنتاج السيارات في المغرب يستعيد تألقه ويتجاوز رومانيا وإيطاليا

قالت مؤسسة كابيتال إيكونوميكس البحثية إن إنتاج السيارات في المغرب سيتجاوز إنتاج رومانيا وإيطاليا، وربما يصبح الأكبر في القارة الأفريقية بمعدل قارب 700 ألف سيارة سنويًا، وهذا وفقًا لتقرير حديث نُشرت نتائجه مؤخرًا وحصلت عليه وكالة أنباء العالم العربي (AWP).
ووفقًا للتقرير فإن صناعة السيارات في المغرب تحقق تقدمًا ملحوظًا خلال السنوات العشر الماضية، وقد أصبحت قادرة على منافسة بعض الشركات في وسط وشرق أوروبا، ويُشجع على هذا التطور بنمو صادرات البلاد والتوسع في شبكات الإمداد للصناعة في دول حليفة اقتصاديًا وسياسيًا.
هذا النمو المطرد للصادرات يتيح فرصًا لتعزيز مركز ميزان المدفوعات المغربي، حيث يمكن تقليل الاعتماد على واردات السلع الوسيطة وزيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر.
ومن الممكن أن يُتاح لبنك المغرب المركزي الفرصة لمزيد من تحرير سعر الصرف من خلال توسيع نطاق تداول الدرهم، مما يعزز القدرة التنافسية الخارجية للمغرب ويمكنه من استيعاب الصدمات الاقتصادية.
وبفضل زيادة الاستثمارات من قِبل شركات صناعة السيارات العالمية وتعميق سلاسل التوريد، فقد أصبح قطاع صناعة السيارات في المغرب عاملًا رئيسيًا في دعم الصناعة التصنيعية وتعزيز التوقعات القوية لنمو الناتج المحلي الإجمالي في الأمد الطويل.
وعلى مدى العشر سنوات الماضية فقد انتقلت صناعة السيارات في المغرب بسرعة، حيث زادت من إنتاجها من 60 ألف سيارة في عام 2011 إلى 460 ألف سيارة في العام الماضي.

إنتاج السيارات في المغرب يستعيد تألقه ويتجاوز رومانيا وإيطاليا

 

مصنع سيارات بالمغرب
مصنع سيارات بالمغرب


ويرجع هذا النجاح إلى السياسات الصناعية الفعّالة وتحرير التجارة، إلى جانب الاستثمار في البنية التحتية المحلية وقرب الوصول إلى الأسواق الأوروبية الكبرى وتكلفة العمالة المنخفضة، لقد دفع ذلك شركات مثل رينو وبيجو (التي أصبحت جزءًا من شركة ستيلانتس الآن) للاستثمار بشكل كبير في المغرب.
وقد تمت معظم صادرات السيارات المصنعة في المغرب إلى أوروبا، وزادت نسبة الصادرات من 2.2% من الناتج المحلي الإجمالي في 2010 إلى 8.2% في العام الماضي، مما جعلها ثاني أكبر قطاع صادرات في المغرب بعد صادرات الفوسفات التي استفادت من ارتفاع أسعارها في السنوات الأخيرة.
وتشير التقديرات إلى أن إنتاج السيارات المغربي يتفوق قليلاً على المجر ويتفوق بقليل أيضًا على بولندا ورومانيا، وهذا يُشجع أيضًا على التطور بزيادة نسبة المكونات المحلية في سلاسل التوريد إلى 80%.
التقرير يُشير أيضًا إلى أن إنتاج السيارات الكهربائية يُعد واحدًا من أحدث القطاعات المزدهرة في المغرب حيث يتم إنتاج حوالي 50 ألف سيارة كهربائية سنويًا في البلاد، وتخطط العديد من الشركات العالمية لزيادة إنتاج السيارات الكهربائية والأجزاء الوسيطة.
يأتي هذا بالإضافة إلى وفرة موارد الفوسفات في المغرب إذ تشكل حوالي 75% من الاحتياطيات العالمية، وهو مصدر رئيسي بديل ورخيص لبطاريات السيارات الكهربائية مما يضيف إلى التوقعات الإيجابية للقطاع وسط التحول العالمي لصناعة السيارات.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد