تتشابه أعراض نقص فيتامين د مع غيرها من الأعراض في أمراض متعددة، بل وقد تظنين أنها أمور طبيعية بحكم الإجهاد وتقدم العمر، ويَصعُب معالجتها ولا تعكس حالة مرضية بعينها. ولكن الحقيقة غير ذلك، فقد كشفت العديد من الفرق البحثية أن أعراض نقص فيتامين د تنتشر في سدس سكان الكوكب تقريباً. معظم تلك الحالات تحدث بسبب عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس النافعة. في السطور القادمة نعرض فوائد فيتامين د، وما هي أعراض نقصانه في الجسم، والتوصية الطبية لعلاجها.
المصادر الطبيعية لفيتامين د
يحصل الجسم على احتياجاته من فيتامين د عبر عدة مصادر وهي:
- أشعة الشمس النافعة: فالتعرض لأشعة الشمس يعمل على تنشيط الصورة الخاملة لفيتامين د في الجلد وتحويلها إلى صورة أخرى تنتقل في الدم لتصل إلى كلٍ من الكبد والكلية حتى يحصل الجسم على فيتامين د نشط يقوم بوظائفه.
- الأطعمة الغنية بفيتامين د: وتشمل زيت كبد الحوت، والأسماك المدخنة (مثل السلمون والماكريل)، والأسماك المعلبة (كالسردين والتونة)، وصفار البيض، والألبان المدعمة بفيتامين د.
- المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين د لتحقيق الاحتياج اليومي الذي يصل إلى 400 وحدة دولية (400 IU) في البالغين.
فوائد فيتامين د
تتمثل فوائد فيتامين د الرئيسية في الحفاظ على توازن الكالسيوم والفوسفور بالجسم، بالإضافة إلى التحكم في تكوين العظام. وبملاحظة أعراض نقص فيتامين د ودراسة أسبابها، وُجِد أن لهذا الفيتامين فوائد أكثر بكثير تتعلق بالحفاظ على نشاط الجهاز المناعي، وكذلك الحفاظ على صحة الأسنان والعضلات. كما أثبتت الأبحاث الأخيرة الدور الفعال لفيتامين د في علاج الاكتئاب والتقلبات المزاجية، وكعلاج مساعد في حالات تساقط الشعر، بالإضافة إلى دوره في علاج هشاشة العظام عند البالغين، والكساح في الأطفال.
فيتامين د يقي من هشاشة العظام
هشاشة العظام هي مرض يصيب البالغين، حيث تصبح العظام أضعف وتفقد صلابتها. وتُعتبَر هشاشة العظام من أهم أعراض نقص فيتامين د، والذي عادةً ما يصيب الأشخاص الذين لا يحصلون على القدر الكافي من أشعة الشمس، الأمر الذي يمنع التنشيط الطبيعي للصورة الخاملة من فيتامين د في الجلد. كذلك ترتفع فرص الإصابة مع تقدم العمر لا سيما النساء، وتزيد معدلات اتعرض له عند ذوي البشرة الجافة أو الداكنة. يعاني المصابين بمرض هشاشة العظام من كسور العظام بدون حدوث إصابة فعلية، ما يُوصَف بأنه تفتت للعظام، بالإضافة إلى الإجهاد العضلي. وقد تمتد الأعراض لتشمل شعور بوخز وتنميل في أطراف أصابع اليدين والقدمين. ويمتد علاج هشاشة العظام من أسابيع وقد يصل إلى 6 أشهر لتمام زوال الأعراض.
فوائد فيتامين د في علاج الاكتئاب
كشفت الدراسات مؤخراً عن وجود علاقة وثيقة بين الاكتئاب والمستويات المنخفضة من فيتامين د في الجسم. كما تم الربط بين نقص مستويات فيتامين د وزيادة حالات اكتئاب ما بعد الولادة. وأثبتت التجارب الإكلينيكية أن إضافة المكملات الغذائية من فيتامين د إلى علاج الاكتئاب أظهرت تحسن ملحوظ في الأعراض. رغم ذلك فالمزيد من الأبحاث ما زالت مستمرة لتوثيق العلاقة بين المستويات المنخفضة من فيتامين د وحدوث الاكتئاب، ومدى فاعلية مكملات فيتامين د كعامل إضافي في علاج الاكتئاب.
فوائد فيتامين د في علاج تساقط الشعر
تم الربط مؤخراً بين تساقط الشعر ومرض الثعلبة من ناحية ونقص مستويات فيتامين د من ناحية أخرى. فقد يكون تساقط الشعر هو العلامة الأولى الدالة على نقص فيتامين د. حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن الخلايا المسئولة عن تصنيع الكيراتين (البروتين المُدَعِم للجلد والشعر والأظافر) تفشل في تنظيم عملية نمو الشعر عند هبوط مستويات فيتامين د عن المعدل الطبيعي. وأثبتت 4 دراسات كبيرة مؤخراً العلاقة الوثيقة بين زيادة معدل تساقط الشعر عند النساء خاصة في سن الشباب وبين نقص مستويات فيتامين د.
وبتحليل النتائج عقب تناول مكملات فيتامين د بالإضافة لعناصر أُخرى مهمة للشعر مثل فيتامين سي والحديد، وُجِد أنه يوجد تحسن كبير في حالات تساقط الشعر عن طريق زيادة كثافة الشعر. واختلفت مدة العلاج وفقاً لنتائج تحليل فيتامين د ومستويات التعرض اليومي لأشعة الشمس.
فيتامين د يساعد على رفع المناعة
يلعب فيتامين د دوراً محورياً في تنشيط الاستجابة المناعية الفطرية، والتي تُعتبر الخط الدفاعي الأول ضد الأجسام الغريبة التي تهاجم الجسم. وربطت العديد من الدراسات بين انخفاض مستويات فيتامين د وحالات تسوس الأسنان والتهابات الأمعاء. كذلك فإن نقص مستويات فيتامين د يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الفيروسية لا سيما عدوى الجهاز التنفسي. لذلك فإن تكرر الإصابة بالأمراض المعدية، وزيادة حدة الأعراض قد تكون مؤشرات على نقص مستويات فيتامين د في الجسم.
يُعد الكشف المبكر عن علامات فيتامين د من أهم عوامل اكتشاف نقصانه. الخطوة القادمة هي التوجه لأقرب معمل لفحص مستويات فيتامين د في الدم. ووفقاً لإرشادات الطبيب المختص، سوف تستمرين على المكملات الغذائية لإعادة ضبط مستويات فيتامين د في الدم. ولكن ينبغي الحذر من تناول مكملات فيتامين د بدون تحليل أو إشراف طبي متخصص لمنع الدخول في حالة مرضية شديدة الخطورة وهي التسمم من فيتامين د.
