الرئيس الأمريكي: لو لم تكن إسرائيل موجودة لاخترعناها.. “حد ليه شوق في حاجه”

نعم، مثلما سمعتها تماما، قالها الرجل دون مواربة أو دبلوماسية، حسب ما صرح به رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت اليوم، وقال أنه التقى بوفد مكون من 150 عضوا من الكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكي، وأكد أن الرئيس الأمريكي قال له: أنه إذا لم تكن إسرائيل موجودة، فكان ضروري إيجادها أو اختراعها، وجاء هذا التصريح قبل أن يقوم بايدن بزيارة إسرائيل في 14 يوليو الجاري.

الرئيس الامريكي بايدن يتحدث عن اسرائيل بطريقته

هذه هي أمريكا، وهذه هي نظرتها إلى وجود إسرائيل، وأهميتها ككيان يعد جزءا من أمنها القومي، سواء كان حبا في إسرائيل، أو حبا في مصالحها التي تمثلها في المنطقة منذ إنشائها وحتى الآن، وهو ليس كلاما جديدا، لكن الفارق بين ما كان وبين الآن، أنهم الآن يصرحون بما يريدون جهرا وبدون أي اعتبار لمشاعر عربية أو إسلامية أو حتى شرق أوسطية.

زمان كانوا يضحكون على الجميع حتى يستمر وجودهم كطرف محايد وراعي مرة للسلام ومرة لمنطقة شرق أوسط جديد، ومرات كثيرة للتدخل في أي صراع بينها وبين أي دولة عربية، فكانت تخفي مشاعرها الحقيقية تجاه إسرائيل وتحاول بدبلوماسية مراعاة الأطراف العربية التي تتخذ من أمريكا حليفا استراتيجيا، وداعما قويا لاستمرار الأنظمة والحكومات في السلطة.

حتى الرئيس السابق المجنون ترامب، لم يتوان في إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، معلنا أن كل دول المنطقة ليست لها ما يدعو للمهادنة أو الدبلوماسية وفعل ما يريد ولم يعترض أحد أن يعلن للرجل رفضه لما فعل، فكل دولة أصبحت مشغولة بهمومها الداخلية، بل باستقرارها كدولة في ظل الصراعات والمتغيرات التي يشهدها العالم العربي من 2010.

رئيس وزراء اسرائيل بينيت سعيد بكلمات بايدن من بلاده

المهم، أن إسرائيل مولودة شرعية لأمريكا، حتى تظل الذراع القوي في المنطقة، التي يحمي مصالحها، ويظل شوكة في ظهر كل الدولة العربية والإسلامية، سواء من خلال الصراعات المباشرة، أو من خلال خطط الهدم والإفساد والإفشال التي تتولاها الدولة اللقيطة، وتعمل على تنفيذها، من خلال توفر كافة الإمكانيات المادية والفنية والعسكرية لنجاح المخطط.

في ذكرى رحيل قوات الاحتلال الإسرائيلية عن الأراضي الفلسطينية فلاش باك حتى اتفاقية كامب ديفيد

إنها المؤامرة – رغم أنف من ينكرها – حتى لو تجمعت كل المساوئ والعيوب في الشعوب العربية والإسلامية، هي المؤامرة الواضحة من عشرات السنين، وندفع جميعا ثمنها حتى اليوم، وفي مقدمة الذين يدفعون الثمن الشعب الفلسطيني الصامد على مدار أكثر من 70 عاما، استنزفت كل ما يملك من أرواح وممتلكات وارض ومصير، وما زال يدفع الثمن، في الوقت الذي  يدعي راعي السلام الأول أن إسرائيل من اختراعه.

مرة أخرى، السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل وتجاه الدول العربية لم تكن يوما حيادية، ولكنها لم تكن يوما بالبجاحة التي هي عليها الآن، في نكران متعمد لحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه وفي مصيره، وفي نفس الوقت تهاجم أي دولة تمس حقوق المرأة وحقوق الشواذ أو غير ذلك من الحقوق التي ترعاها خارج حدودها، مع أنها أكثر من قتل من شعوب المنطقة خلال حروبها المزعومة للسيطرة على مقدرات المنطقة.

التصريح العلني للرئيس الأمريكي، يشير بكل وضوح إلى أين تسير القضية الفلسطينية، وما يمكن أن ينتظرها من مصير في ظل هذا التبني الشاذ لكيان هو في الحقيقة جزء لا ينفصل عن المصالح والأراضي الأمريكية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد