أعلنت إدارة السجون الروسية أن أليكسي نافالني قد توفي في سجنه يوم الجمعة الماضية، وأثار خبر وفاة أليكسي اهتمام الجميع إذ يعد احد أشهر المعارضين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي يواجه اتهامات بالمسؤولية عن وفاة أليكسي، واضافة إلى سجنه بتهم باطلة، وحرمانه من الرعاية الطبية وفق ما نقلته وكالة رويترز.
صورة أليكسي نافالني المعارض الروسي- نقلا عن وكالة رويترز
نفى الكرملين الاتهامات المثارة حول تعرض نافالني للقتل، واتهمه بأنه كان دمية للغرب فيما أشارت إدارة السجن الذي توفي فيه المعارض الروسي نافالني أنها ستشرع بإجراء تحقيقات حول وفاته.
ويعتبر العديد من الحكومات الغربية أن سجن نافالني كان قرار سياسيا من الكرملين، إذ يشير مؤيدين المعارض الروسي إلى أن نافالني تعرض للاضطهاد من قبل بوتين، والذي ظل رئيسا لروسيا لأكثر من عقدين.
كان نافالني قد تم منعه من الترشح لانتخابات الرئاسة في عام 2018، فيما وجه اتهامات إلى النخبة الروسية بالفساد وانتقد حرب الرئيس بوتين في أوكرانيا واتهمه بأنه قاد روسيا إلى حرب كارثية في أوكرانيا.
أشار الكرملين أن أليكسي نافالني كان عميلا لوكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA)، وأنه تسبب في العديد من المشاكل والفوضى داخل روسيا، إذ يسعى للاطاحة بالنظام الروسي وتحويل روسيا إلى تابت للولايات المتحدة الأمريكية، كان نافالني قد واجه اتهامات بالتقريب إذ خاض عدة احتجاجات مناهضة للحكومة.
اعتبره الغرب معارض سياسي شجاع وعلى استعداد المخاطرة لصالح بلاده، إذ ذكر من قبل أنه يريد روسيا أن تصبح حرة وسعيدة وفق وصفه، بينما خاض احتجاجات ضمت آلاف من الشعب الروسي، لم تلقى تغطية من وسائل الإعلام المحلية، واستخدم نافالني منصة يوتيوب من أجل التواصل مع الشباب على وضع ثقتهم في روسيا.
أعلن أليكسي نافالني من قبل أنه نجا من محاولات اغتيال دبرها جهاز الأمن في روسيا عام 2020 أثناء توجهه إلى سيبيريا على متن طائرة، وأشار إلى بوتين بأنه متهم بمحاولة اغتياله حيث سيذكره التاريخ على أنه قاتل، فيما نفى بوتين أن تكون للدولة الروسية علاقة بذلك معللا بأنها لو أراد التخلص منه لن يمنعه شيء.
قال أصدقاء نافالني أنه كان يخطط لمستقبل روسيا بعد رحيل بوتين، حيث حث أتباعه على المشاركة في الانتخابات الشهر المقبل بإدلاء أصواتهم ضد بوتين، فيما تعرض المعارض الروسي لعدة محاولات اعتداء من قبل، إذ تعرض للسجن عام 2021، وفي مقابلة مع رويترز في 2017 أشار إلى أنه يتم ملاحقته هو أسرته في كل مكان.
ولد أليكسي نافالني في 4 يونيو 1974، وهو ابن ضابط بالجيش نشأ في مدينة اوبنينسك على بعد 100 كيلومتر من العاصمة روسيا متزوج ولديه طفلين، حصل على شهادة في دراسة القانون ودرجة علمية بالمالية، وذلك قبل أن ينتقل للولايات المتحدة للدراسة بجامعة ييل، إذ تم اتهامات بعدها بأنه عميل للولايات المتحدة، وهو ما نفاه المعارض الروسي نافالني.
كان ظهور نافالني بعد انتخابات روسيا ديسمبر 2011، إذ أشار إلى أن الانتخابات مزيفة، وكان من أوائل من تم اعتقالهم، ويعد بارع في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التواصل مع الشباب، إذ اتهم بوتين بأنه “يمتص دماء روسيا”.
كان نافالني شارك في انتخابات عمدة موسكو وخسر أمام مرشح مدعوم من الكرملين، ولكنه حصد 27% من الأصوات وهو ما اعتبره اتباعه نجاح، وفي عام 2013 تم القبض عليه، وواجه عقوبات بالسجن لمدة 5 سنوات قبل أن يخرج في اليوم التالي.
