فوز خافيير ميلي في الانتخابات الرئاسية الأرجنتينية

في مفاجأة كبيرة تمكن المرشح الليبرالي خافيير ميلي من الفوز في الانتخابات الرئاسية في الأرجنتين يوم الأحد.
وقد حقق ميلي نتيجة مبهرة بنسبة 55.95٪ من الأصوات وفقًا للنتائج الجزئية الرسمية، بينما حصل منافسه وزير الاقتصاد سيرخيو ماسا على نسبة 44.04٪ بعد فرز 86٪ من الأصوات، وقد أقر ماسا بالهزيمة واتصل بميلي لتهنئته.
وجاءت نتيجة الدورة الثانية من الانتخابات على عكس الدورة الأولى التي حقق فيها (ماسا) تقدمًا بنسبة 37% مقابل 30% لميلي.

فوز خافيير ميلي في الانتخابات الرئاسية الأرجنتينية

وقد شهدت هذه الانتخابات الرئاسية في الأرجنتين مشاركة الناخبين في جولة ثانية من التصويت حيث تنافس ميلي كمرشح لليبراليين وماسا كمرشح وسطي، وقد شهدت البلاد توترات نادرة منذ عودة الحكم الديمقراطي قبل أربعين عامًا.

وقد كان لارتفاع معدل التضخم (وهو أحد أعلى معدلات التضخم في العالم بنسبة 143٪ خلال العام والفقر الذي يؤثر على 40٪ من السكان) تأثير كبير على تلك الانتخابات.
كما شهدت البلاد مشكلات متعلقة بالديون وتدهور قيمة العملة، ويأمل الأرجنتينيون أن تساعدهم هذه الانتخابات على الخروج من الأزمة الاقتصادية التي يعانون منها.

وتشهد البلاد زيادة في أسعار السلع والخدمات من شهر إلى آخر في حين ينخفض مستوى الرواتب بما في ذلك الحد الأدنى للأجور إلى 146 ألف بيزو (400 دولار).
وقد باتت تكاليف الإيجارات تفوق قدرة الكثيرين مما يدفع ربات الأسر إلى اللجوء إلى التبادل لتلبية احتياجاتهم تمامًا كما حدث بعد الأزمة الاقتصادية الحادة التي واجهتها البلاد في عام 2001.

ويعد وزير الاقتصاد سيرخيو ماسا البالغ من العمر 51 عامًا سياسيًا ذو خبرة حيث شغل منصب وزير الاقتصاد لمدة 16 شهرًا في حكومة يسار الوسط التي ابتعد عنها في هذه الانتخابات.
وقد وعد بتشكيل حكومة وحدة وطنية والقيام بإصلاح اقتصادي تدريجي مع الحفاظ على الرعاية الاجتماعية التي تعتبر أساسية في الأرجنتين.

 

خافيير ميلي
خافيير ميلي

 

أما خافيير ميلي البالغ من العمر 53 عامًا فهو اقتصادي يصف نفسه بأنه (رأسمالي فوضوي) وقد أثار جدلاً في مشاركاته التلفزيونية ودخل الساحة السياسية قبل عامين.
وقد تعهد خافيير ميلي المرشح الليبرالي بالتخلص من (الطبقة الطفيلية) و(تقليم الدولة المعادية) وتحرير الاقتصاد.
ويحمل ميلي شهادة في الاقتصاد وتعتبر شريكته كارينا بمثابة يده اليمنى وأكثر المقربين له، وهو متزوج وليس لديه أبناء ولا يتواصل مع والديه لأنهما (عاملاه بقسوة في طفولته) بحسب تصريحاته.
وقد دخل ميلي السياسة منذ فترة بعيدة وانضم للحزب الليبرالي عام 2019 ثم أصبح عضوًا في البرلمان عام 2021، وكثيرًا ما ظهر على شاشات التلفزيون كخبير اقتصادي ولديه موهبة خطابية وقدرات استعراضية تمكن من خلالها كسب ثقة العديد من الشباب بحسب استطلاعات الرأي.
وبين أحد أبرز تصرفاته الغربية انتقاده للبابا فرنسيس وهو أرجنتيني ويحظى باحترام كبير في البلاد، ووصفه بأنه ممثل كل ما هو أكثر ضررًا على الأرض.

ويؤيد الرئيس الأرجنتيني الجديد تجارة الأعضاء البشرية وقال ذات مرة: (جسدي ملكي لماذا لا أستطيع التحكم فيه هناك الكثير من الأشخاص في الأرجنتين ينتظرون أعضاء المتبرعين لذلك يجب البحث عن آليات السوق لحل هذه المشكلة) بحسب وكالة (نوفوستي الروسية).

ورغم تأييده لتجارة الأعضاء يعارض ميلي الإجهاض ويدعو للسماح بحمل السلاح بحرية في وقت يرتفع فيه عدد الجرائم بالفعل في الأرجنتين في السنوات الأخيرة.

ويعتزم ميلي التركيز في تعامله على الولايات المتحدة وإسرائيل، ووقف التعامل مع الشركاء الاستراتيجيين مثل الصين والبرازيل، وذلك لأنه لا يريد التعامل مع الاشتراكيين والشيوعيين بحسب قوله كما أكد أن بلاده لن تشارك في مجموعة بريكس ولا تنوي العمل مع روسيا.

 

وقد تمت المنافسة بين هذين المرشحين في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الأرجنتين حيث ينتقل الشعب (من أزمة إلى أخرى، ويواجهون حافة الانهيار النفسي)وذلك وفقًا للمحللة آنا إيباراغيري.
وقد تمنى الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا النجاح للإدارة الأرجنتينية الجديدة وذلك في رسالة في منصة إكس لم يذكر فيها الفائز في انتخابات الأحد.

وكتب الرئيس البرازيلي (أتمنى حظا سعيدا ونجاحا للحكومة الجديدة، الأرجنتين بلد عظيم يستحق كل احترامنا، البرازيل ستكون دائما حاضرة للعمل مع إخواننا الأرجنتينيين).

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

تعليق 1
  1. غير معروف يقول

    ممتاز جداً