زوجان فرنسيان يخسران قضية اعادة بيع قناع افريقي أثري لهما بمبلغ 4.2 مليون يورو بعدما اشتراه تاجر خردوات منهما بـ 150 يورو

اًثير الجدل في فرنسا مؤخرا بشأن قناع إفريقي نادر تم بيعه في أحد المزادات مقابل مبلغ مالي كبير جدا، تعود هذه القضية للواجهة مجددا بعد حكم المحكمة بخسارة المالكين الأصليين للقناع القضية بعد بيعه بالتراضي لصالح تاجر خردوات مستعملة.

قبل عدة أشهر اشترى تاجر خردوات مستعملة قناعا غريب من زوجين فرنسيين مسنين وذلك بعد أن استعانا به في تنظيف منزلهما، اشترى التاجر القناع مقابل 150 يورو بعد أن أقنع الزوجين بإعجابه به، قام التاجر بإعادة بيع القناع بمبلغ 4.2 ملايين يورو في مزاد، لم يتم الكشف عن هوية المشتري وأثار ذلك جدلا كبيرا مما استدعى الزوجين للمطالبة بحصة من الأرباح التي حصدها القناع ووصل الأمر أيضا لحكومة دولة الغابون حيث طالبت هي الأخرى بإعادة القناع إليها لكونه يعتبر من الممتلكات الوطنية والتراثية لها.

رفع الزوجان دعوة قضائية ضد التاجر بحجة أنه قام بتضليلهما بشأن قيمة الحقيقية للقناع حيث قام بشرائه منهما مقابل 150 يورو فقط، وطالب الزوجان بحصة من عائدات البيع وقال المحامي الخاص بالتاجر بأن الزوجين فشلا في البحث عن القيمة الحقيقية لتلك القطعة التي وجدت بحوزتهما، طالبت المحكمة الزوجان بالبحث عن القيمة الحقيقية لمثل تلك الأشياء قبل التفكير في بيعها وذلك لتجنب الوقوع في مثل هذه المشاكل باعتبار أنها تعتبر من الآثار التاريخية والفنية واستغرب محامي التاجر أن يجهل مثل هؤلاء الأشخاص قيمة تلك القطع النادرة، وفي النهاية تم رفض الدعوة القضائية التي تقدم بها الزوجان ضد التاجر.

أصل القناع:

يعود أصل القناع إلى دولة الغابون ويعتقد بأنه واحد من حوالي عشرة اقنعة فقط من نوعها في العالم وكان يخص إحدى الشعوب في دولة الجابون حيث كانوا يستخدموها في مطاردة السحرة ويعود ذلك القناع للقرن التاسع عشر.

كيف وصل القناع للزوجين:

يذكر أن أحد الزوجين هو حفيد رينييه فيكتور إدوارد موريس الحاكم الاستعماري الفرنسي الذي حكم فرنسا في عام 1917 وتم في عهده نهب الكثير من الآثار الإفريقية واستحواذ فرنسا عليها، طالبت دولة الغابون أيضا بالحصول على القناع لكونه ملك للبلاد بشكل شرعي بحسب زعمها لكن المحكمة الفرنسية رفضت هذه الحجة لكون الجابون مستعمرة فرنسية في الوقت الذي حصل فيه ذلك الحاكم على القناع.

استعمرت فرنسا الغابون في الفترة ما بين عامي 1885و 1960 وهي واحدة من دول غرب افريقيا، تتميز الغابون بتراثها الثقافي والأثري الغني حيث عاشت الكثير من القبائل والجماعات في الدولة على مر العصور واشتهرت بثقافاتها المتعددة وبتراثها الملموس مثل الأقنعة والتماثيل، يعد شعب فانغ من أبرز شعوب الغابون ويعيش الفانغ أيضاً في كل من غينيا الاستوائية وافريقيا الوسطى وجنوب الكاميرون، يعود قناع العجوزين لشعب الفانغ، يعتبر الفانغ أكبر مجموعة عرقية في غينيا الاستوائية ويشكلون 85% من تعداد الشعب وكذلك الأمر في الغابون.

يذكر أن فرنسا قامت بنهب الكثير من الآثار الإفريقية أثناء فترة استعمارها للعديد من الدول، وصرح الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في عام 2017 بأنه لا يريد أن تضم بلاده ذلك الكم من الآثار التراثية الإفريقية، وأشار الرئيس الفرنسي إلى نيته لإعادة تلك الآثار إلى بلدانها الأصلية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد