زلزال المغرب الكبير ومخاوف من زلازل عالمية محتملة

تمثل الزلازل ظاهرة طبيعية مدمرة تثير المخاوف والتساؤلات حول الكوارث الطبيعية وسلامة الأرض، يُعتبر زلزال المغرب الأخير واحدًا من أكبر الزلازل التي شهدتها المنطقة، بفعل هذا الزلزال الذي خلف مئات القتلى والجرحى وعائلات بأكملها تحت الأنقاض زادت هذه المخاوف وهو ما أشعل النقاش حول ما إذا كانت هناك تهديدات مماثلة في المستقبل.

من الجدير بالذكر أن العالم قد شهد خلال هذا العام عددًا قياسيًا من الزلازل والهزات الارتدادية، وزلزال المغرب الأخير هو آخر هذه الزلازل، حيث بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، ورافقه مئات الهزات الارتدادية.

أعلنت وزارة الداخلية المغربية أن الزلزال، الذي وقع في إقليم الحوز بمنطقة إيغيل، تسبب في انهيار العديد من المباني في مناطق متعددة من المملكة بما في ذلك الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت، وقد وصفت وسائل الإعلام المغربية هذا الزلزال بأنه الأعنف في تاريخ المملكة، وارتفعت صرخات الاستغاثة من تحت الأنقاض في مدن مغربية عديدة، لحق الزلزال العنيف أضرارًا كبيرة بالمباني، وهو ما بينته الصور والتقارير من وسائل الإعلام المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي.

الزلازل عمومًا تحدث بالقرب من حدود صفائح التكتونية والكسور النشطة، وتحدث هذه الهزات الأرضية بشكل متكرر في مناطق متعددة على سطح الأرض بمعدل حوالي 100،000 زلزال في السنة! ومع ذلك، فإن عدد الزلازل التي تشكل تهديدًا للبشر والبنية التحتية هو صغير جدًا بالمقارنة مع هذا العدد الكبير، تحدث هذه الزلازل الكبيرة نتيجة لحركات كبيرة في قشرة الأرض على عمق ضحل، بينما تكون الزلازل الملحوظة أكثر من مئة أو أقل في السنة.

الأمور تتعقد أكثر عندما نتحدث عن آلية حدوث الزلازل، كما شرح البروفيسور نيكولاي شتاستاكوف، الأستاذ في مراقبة وتطوير الموارد الجغرافية في جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية الروسية، قال إن الأرض يمكن تصورها على أنها تحتوي على طبقات مختلفة مثل شرائح، والجزء العلوي منها يعرف بقشرة الأرض ولديه سمك صغير نسبياً يتراوح بين 10 و100 كيلومتر، وهذا السمك ضئيل بالنسبة للنصف البالغ من قطر الأرض، والذي يبلغ حوالي 6371 كيلومتر. تنقسم قشرة الأرض إلى صفائح تتحرك باستمرار بالنسبة لبعضها البعض، وهذه الصفائح تتفاعل مع بعضها البعض بطرق مختلفة.

يتمثل أحد أنواع هذا التفاعل في اندساس الصفائح، حيث تتصادم الصفائح وإحداها تنزلق تحت الأخرى، وهذا ما يتسبب في حدوث الزلازل بشكل مستمر، بعض الصفائح تتحرك جنبًا إلى جنب بدلاً من الاندساس، تحدث الزلازل عادة على طول حدود الصفائح، وفيما يتعلق بالصفائح نفسها، فإن الزلازل التي تحدث داخلها غالبًا ما تكون غير واضحة ونادرة بشكل كبير.

ما يجعل الأمور أكثر تفاؤلاً هو أن العلماء قد حددوا أن الزلازل الكبيرة، وبخاصة تلك التي تحدث على عمق كبير، تحدث بسبب احتكام ألواح القشرة الأرضية، واستنادًا إلى حسابات علمية دقيقة، تبين أن كمية الطاقة التي يمكن أن تتسبب في تمزيق الأرض يمكن أن تكون مكافئة لزلزال قوي جدًا يصل إلى 53،000 مرة قوة أعنف زلزال تم تسجيله في تاريخ البشرية، وهذا يشير إلى أننا لسنا بالقرب من الزلزال الذي يمكن أن يؤدي إلى تدمير الأرض.

وفيما يلي خمسة من أعنف الزلازل التي سُجلت على وجه الأرض حتى الآن:

1. زلزال كامتشاتكا بقوة 9.0 درجات، والذي وقع في نوفمبر 1952، أسفر هذا الزلزال عن تكوين تسونامي ضخم وألحق أضرارًا جسيمة بمناطق في جزر الكوريل وكامتشاتكا.

2. زلزال شرق اليابان بقوة 9.1 درجة، حدث في عام 2011 وتسبب في موجة تسونامي مدمرة أسفرت عن وفاة حوالي 20،000 شخص.

3. زلزال ألاسكا بقوة 9.2 درجة، وقع في ربيع عام 1964 ولم يتسبب في خسائر بشرية كبيرة بسبب انخفاض كثافة السكان في المنطقة.

4. زلزال المحيط الهندي في عام 2004 بقوة 9.3 درجة، والذي أثر بشكل كبير على إندونيسيا وأودى بحياة ما يقرب من ربع مليون شخص بسبب تسونامي.

5. الزلزال التشيلي الكبير في عام 1960 بقوة 9.5 درجة، الذي تسبب في تسونامي هائل وأثر بشكل كبير على سواحل المحيط الهادي.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد