تصاعد توتر الحرب بين باكستان وإيران وقصة جيش تحرير بلوشستان ومشكلة الانفصال

أعلنت القوات العسكرية الباكستانية يوم الخميس بأنها قد نفذت ضربات مستهدفة بدقة داخل إيران باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ وذخائر وأسلحة أخرى، وتم استهداف هذه الضربات لجماعتين إرهابيتين هما جيش تحرير بلوشستان وجبهة تحرير بلوشستان.

تصاعد توتر الحرب بين باكستان وإيران وقصة جيش تحرير بلوشستان ومشكلة الانفصال

وقد أكدت القوات الباكستانية بأنه تم اتخاذ كافة الاحتياطات والتدابير اللازمة لتجنب وقوع أضرار جانبية خلال تنفيذ هذه العملية، وكذلك دعت إلى الحوار والتعاون لحل المشكلات بين البلدين الشقيقين.

 

قوات باكستانية
قوات باكستانية

 

وتأتي هذه الضربات الباكستانية بعد يومين من تعرض قواعد عسكرية في إيران لهجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار، وقد أكدت وسائل الإعلام الرسمية أن هذه الهجمات استهدفت قوات جيش العدل المتشددة.

وفي الصباح الباكر من يوم الخميس سُمعت انفجارات عدة في جنوب شرق إيران المضطرب، وذلك بعد يومين من تنفيذ طهران ضربات ضد أهداف إرهابية في باكستان.
وقد أفاد مسؤول في محافظة سيستان وبلوشستان بأن هناك تقارير عن سماع دوي الانفجارات في مناطق متعددة في محيط مدينة سارافان.

 

خريطة توضيحية لمواقع الضربات الباكستانية
خريطة توضيحية لمواقع الضربات الباكستانية

 

وقد تم الإعلان عن ارتفاع عدد القتلى جراء الضربات التي نفذتها باكستان في منطقة حدودية في إيران من 7 إلى 9 أشخاص، وفقًا للإعلام الرسمي يوم الخميس.
وقد نقلت (وكالة الأنباء الرسمية إرنا ) عن مساعد محافظ سيستان وبلوشستان في إيران، علي رضا مرحمتي، أنه (تم قتل رجلين أيضًا في الهجوم الصاروخي صباحًا في إحدى القرى الحدودية في سراوان، مما يرفع عدد القتلى إلى 9).

وقد أفاد مرحمتي في وقت سابق عن مقتل 3 نساء و4 أطفال في هذه الضربات.

وقد أكد وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي في مقابلة تلفزيونية بأن جميع القتلى (مواطنون أجانب).

وفي الوقت نفسه فقد استدعت الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال الباكستاني في طهران لتقديم توضيحات بشأن الهجوم الذي نفذته القوات الباكستانية على أهداف في مقاطعتي سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران.

 

وزيرا خارجية باكستان وإيران
وزيرا خارجية باكستان وإيران

 

وعلى الجانب الآخر فقد هددت إسلام آباد بالرد بشكل قوي إذا قامت إيران بأي تصعيد.
وقال مسؤول أمني باكستاني بارز بأن الجيش مستعد للرد على أي تجاوزات خاطئة من إيران.

وتم التأكيد على أن الجيش سوف يواجه أي تهور إيراني بكل قوة وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.

 

الحدود الإيرانية الباكستانية
الحدود الإيرانية الباكستانية

 

ويعد (جيش تحرير بلوشستان) أو (جيش بلوشستان الوطني) منظمة انفصالية مسلحة تهدف إلى إنشاء دولة بلوشية مستقلة وتنفيذ هجمات على الجيش الباكستاني.

وقد ظهر (جيش تحرير بلوشستان) لأول مرة علنياً في صيف عام 2000 بعد تبنيه سلسلة من التفجيرات، وفي عام 2006 تم تصنيف المنظمة كتنظيم إرهابي من قبل حكومتي باكستان والمملكة المتحدة، وكانت تعرف آنذاك بجيش بلوشستان الجمهوري.

 

وفي عام 2022 تم دمج (جيش بلوشستان الجمهوري) و (جيش بلوشستان المتحد) تحت اسم (جيش بلوشستان الوطني) وذلك بهدف المطالبة بمزيد من استقلال إقليم بلوشستان عن باكستان.
ويتألف معظم مقاتلي (جيش بلوشستان الوطني) من أعضاء سابقين في (جيش بلوشستان الجمهوري) الذي كان يتألف بشكل رئيسي من مقاتلين من قبائل (بوجتي).
وتتضمن أيضًا مجموعة من حركات التحرر الوطنية البلوشية وتشمل طلابًا من المناطق الحضرية في بلوشستان وفصيلًا منشقًا عن (جيش بلوشستان المتحد) ويشمل أيضًا جماعة انفصالية مسلحة من إقليم السند المجاور تعرف باسم (جيش السندوديش الثوري).

 

بشام بلوش
بشام بلوش

 


وقد تزايدت أهمية التمرد البلوشي بعد دخول الصين في مجال الاستثمار في إقليم بلوشستان.
وترى الحركات البلوشية بأن الاستثمار الصيني يعد احتلالًا ونهبًا لثروات المنطقة، وبالتالي فقد ركزت (جيش بلوشستان الوطني) وحركات بلوشية أخرى على استهداف المشاريع والعمال والمصالح الصينية في بلوشستان ومناطق أخرى.

ويروج قادة الحركات الانفصالية البلوشية لقصة تفيد بأن الجيش الباكستاني يحتل إقليم بلوشستان وينهب موارده الطبيعية أو يوزعها بطرق غير عادلة، بالإضافة إلى التمييز في التوظيف والمناصب للأعراق الأخرى التي تعيش في بلوشستان وإهمال سكان البلوش الأصليين.

وفقًا للرواية الباكستانية تتلقى حركات التمرد البلوشية دعمًا خارجيًا وخاصة من الهند والحكومة الأفغانية السابقة.

 

وقد نفذت الفصائل التي تشكل (جيش تحرير بلوشستان) العديد من العمليات والهجمات التفجيرية والمسلحة ضد القوات الباكستانية قبل تأسيسه، واستمرت الهجمات بعد تأسيسه في يناير 2022، بالإضافة إلى تنفيذ هجمات خارج بلوشستان.

ومن بين الهجمات البارزة التي تم تنفيذها بعد تأسيس الحركة كان هجوم لاهور في 20 يناير 2022، الذي أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين.
وقد تركزت الهجمات البلوشية عادة في بلوشستان أو في إقليم السند المجاور.
وفي فبراير 2022 فقد نفذت الحركة سلسلة من الهجمات في منطقتي بانجور وناوشكي بالتعاون مع حركات بلوشية أخرى استهدفت فيلق الحدود الباكستاني في بلوشستان.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد