بريطانيا وأمريكا يدرسون الأعتراف بالدولة الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار في غزة

صرح وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون بأن بريطانيا قد تعترف رسمياً بالدولة الفلسطينية بعد تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، وذلك دون الإنتظار لنتائج المحادثات المستمرة منذ سنوات بين إسرائيل والفلسطينيين بشأن حل الدولتين.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن

وقد أدلى كاميرون رئيس الوزراء البريطاني السابق بهذه التصريحات خلال زيارته إلى لبنان في محاولة لتهدئة التوترات الإقليمية.
وقد أشار كاميرون إلى أنه لا يمكن أن يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية ما دامت حماس موجودة في غزة، ولكن يمكن أن يتم الاعتراف بها أثناء استمرار مفاوضات إسرائيل مع القادة الفلسطينيين.

 

وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون
وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون

 

وأضاف كاميرون بأن اعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطين المستقلة بما في ذلك في الأمم المتحدة، لا يجب أن يكون في بداية العملية، ولكن يمكن أن يتم في نهايتها.
وقد أشار كاميرون إلى أنه يمكن أن يتم النظر في هذا الأمر عندما يصبح التقدم نحو الحل أكثر واقعية، وأن الأهم في الوقت الحالي هو منح الشعب الفلسطيني أملًا في مستقبل أفضل و دولة خاصة بهم.

وأكد كاميرون أن هذا الاحتمال يعتبر حيويًا للسلام والأمن على المدى الطويل في المنطقة.
وقد أشار كاميرون إلى أن بريطانيا قد قدمت أيضًا مقترحًا لخطة لتهدئة التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث تتبادل حركة حزب الله اللبنانية والقوات الإسرائيلية إطلاق النار بشكل شبه يومي على مدار الأشهر الأربعة الماضية، مما أثار مخاوف من تصاعد الحرب، وأشار كاميرون إلى أن الخطة تشمل تدريب القوات البريطانية للجيش اللبناني للقيام بمزيد من المهام الأمنية في المنطقة الحدودية.
وقد دعمت بريطانيا والولايات المتحدة ودول غربية أخرى فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل كحل للصراع مع التأكيد على أن استقلال فلسطين يجب أن يتم في إطار تسوية يتم التفاوض عليها، لكنها قالت إن استقلال فلسطين يجب أن يتم في إطار تسوية يتم التفاوض عليها، ولم تجر مفاوضات جوهرية منذ 2009.

وفقًا لموقع (أكسيوس) فقد طلب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من المسؤولين في وزارته إجراء مراجعة وتقديم خيارات سياسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بعد انتهاء الحرب في غزة.

وقد أفاد مسؤولان أميركيان مطلعان على هذه القضية بأن تدريس وزارة الخارجية لهذه الخيارات يشير إلى تغيير في التفكير داخل إدارة بايدن بشأن اعتراف الولايات المتحدة بالدولة الفلسطينية، ويعد هذا الموضوع حساسًا للغاية على الصعيدين الدولي والمحلي.

وقد أشار مسؤول أميركي كبير إلى أن الجهود المبذولة لإيجاد حل دبلوماسي للاشتباك في غزة قد فتحت الباب أمام إعادة التفكير في العديد من النماذج والسياسات الأميركية السابقة.

وأضاف الموقع: (منذ عقود كانت سياسة الولايات المتحدة تعارض الاعتراف بفلسطين كدولة، سواء على المستوى الثنائي أو في منظمات الأمم المتحدة، وأكدت أن الدولة الفلسطينية يجب أن تحقق من خلال مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية).
وفي تعليقها على هذا التقرير فقد صرحت وزارة الخارجية الأميركية: (نسعى لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وندرس عدة خيارات لتحقيق ذلك) وأكدت أنها تدعم إقامة دولة فلسطينية وأن سياستها لم تتغير في هذا الشأن.

وتربط إدارة الرئيس بايدن المحتملة للتطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية بإقامة دولة فلسطينية كجزء من استراتيجيتها بعد انتهاء الحرب.

 

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان

 

وقد سبق لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بأن أشار في مقابلة مع شبكة (سي إن إن) إلى أنه لا يمكن تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل حل القضية الفلسطينية، وأكد أنه يجب وجود مسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للبقاء، وأن ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار.

وقد أعترض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنًا على إقامة دولة فلسطينية مستقلة بعد الحرب، وقد أعتز بدوره الفعال في منع تأسيس دولة فلسطينية في الأسابيع الأخيرة.
ويمكن أن يؤدي اعتراف بعض حلفاء إسرائيل بالدولة الفلسطينية دون موافقة تل أبيب إلى عزل إسرائيل والضغط عليها للعودة إلى طاولة المفاوضات.

وقد أضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن بريطانيا لن تعترف بالدولة الفلسطينية إلا إذا غادر قادة حركة حماس المسلحة غزة، مشددًا على أنه لا يمكن أن يكون هناك حل للدولتين ما دامت المسؤولية عن أحداث أكتوبر 7 في غزة تبقى في يد المسؤولين.

ومع ذلك فقد تمسكت حركة حماس حتى الآن بموقفها بأن قادتها لن يغادروا القطاع في إطار أي اتفاق لوقف إطلاق النار.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد