انسحاب القوات الأوكرانية من مدينة أفدييفكا وانتصارًا رمزيًا لروسيا

تصاعدت التوترات بين روسيا وأوكرانيا بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وقد شهدت المنطقة الشرقية من أوكرانيا اشتباكات عنيفة بين القوات الأوكرانية والقوات الموالية لروسيا، وفي ضربة موجعة لأوكرانيا فقد قامت القوات الروسية بشن هجوم مضاد صيف العام الماضي، والذي فشلت فيه أوكرانيا في صد الهجوم واستعادة المناطق المحتلة.
وفي تطور جديد فقد أعلن الجيش الأوكراني اليوم انسحابه من مدينة أفدييفكا الشرقية، وهي آخر معاقلها القريبة من مدينة دونيتسك.

انسحاب القوات الأوكرانية من مدينة أفدييفكا وانتصارًا رمزيًا لروسيا

انسحاب القوات الأوكرانية من مدينة أفدييفكا وانتصارًا رمزيًا لروسيا

 

قوات روسيا تكثف هجماتها على بلدة أفدييفكا بالشرق الأوكراني
قوات روسيا تكثف هجماتها على بلدة أفدييفكا بالشرق الأوكراني


وقد أكد قائد المنطقة الجنرال الأوكراني أولكسندر تارنافسكي، أن الانسحاب جاء بناءً على أمر تلقوه، وأوضح أن هذا القرار جاء لحماية حياة الجنود الأوكرانيين في ظل تقدم القوات الروسية وتفوقها العسكري.
وقد أشار تارنافسكي إلى أن هذا الانسحاب سمح للقوات الأوكرانية بتجنب تطويقها في المدينة الصناعية المدمرة، وبذلك يمكنها الانتقال إلى خطوط الدفاع الأكثر ملاءمة.
قال الجنرال الأوكراني أولكسندر تارنافسكي بأن روسيا قد أسرت بعض الجنود الأوكرانيين أثناء انسحابهم من بلدة أفدييفكا.

وعلى الرغم من أن الانسحاب يعتبر خسارة استراتيجية لأوكرانيا، إلا أن تارنافسكي أكد أن هذا القرار هو القرار الصحيح الوحيد في ظل الظروف الراهنة.
ويذكر أن هذا هو أول قرار رئيسي يتخذه القائد العام الجديد للجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، الذي تولى المنصب مؤخرًا، ورغم أن القرار قد يثير بعض الانتقادات، إلا أن سيرسكي أكد أن الهدف الأساسي هو الحفاظ على سلامة وحياة الجنود الأوكرانيين.

 

قوات أوكرانية قرب دونتسك
قوات أوكرانية قرب دونتسك


وتأتي هذه التطورات فيما يقوم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجولة أوروبية، حيث تم التوقيع على اتفاقات أمنية ثنائية مع ألمانيا وفرنسا في برلين وباريس على التوالي، وتهدف هذه الاتفاقيات إلى الحصول على مساعدات طويلة الأجل من البلدين، بما في ذلك الدعم العسكري بحوالي عشرة مليارات دولار خلال العام 2024.

 

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي


وقبل الغزو الروسي في فبراير 2022 كانت مدينة أفدييفكا ذات قيمة رمزية مهمة، ففي عام 2014 سيطرت عليها القوات الانفصالية المدعومة من موسكو قبل أن تستعيد كييف السيطرة عليها، وتقع المدينة بالقرب من دونيتسك، وهي معقل أنصار روسيا منذ عشر سنوات.
ومع ذلك فقد تعرضت المدينة التي كانت تضم حوالي 34 ألف نسمة لدمار كبير جدًا، ومع ذلك لا يزال هناك حوالي 900 مدني متبقين فيها وفقًا للسلطات المحلية، وتأمل روسيا بأن سيطرتها على المدينة سوف تجعل القصف الأوكراني لدونيتسك أكثر صعوبة.

 

من مدينة أفدييفكا شرقي أوكرانيا
من مدينة أفدييفكا شرقي أوكرانيا


وقد يكون ضعف القوات الأوكرانية ونقص الذخيرة جزئيًا إلى فشل هجومها المضاد الكبير الذي شنته في الصيف الماضي، حيث يتحرك الجيش الروسي بقوة ويستفيد من نقص الموارد وعرقلة المساعدات العسكرية الأميركية، وفي الأيام الأخيرة للذكرى السنوية الثانية للغزو الروسي فقد قامت روسيا بتعزيز قواتها وزودتها بمزيد من العتاد للسيطرة على أفدييفكا.
وفي رسالة تحذيرية للحلفاء فقد حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن (العجز المصطنع) في الأسلحة يشكل تهديدًا يمكن أن يمنح روسيا مساحة للتنفس.
وتشهد أوكرانيا حاليًا حربًا مستمرة مع روسيا منذ حوالي عامين، ومع ذلك تعاني من نقص في إمدادات الذخيرة ونقص في عدد الأفراد، مما يشكل عقبة كبيرة أمامها في الدفاع عن نفسها ضد روسيا.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد