في تحذير جدي فقد أظهرت الانتخابات التمهيدية في ولاية ميشيغان أن عشرات الآلاف من الناخبين الديمقراطيين قد صوتوا ضدالرئيس جو بايدن، ويشير هذا التصويت إلى أن الناخبين مترددين في دعم بايدن على الرغم من ارتباطهم بالحزب الديمقراطي.
ويرجع هذا الوضع إلى حرب إسرائيل في قطاع غزة، حيث تضررت صورة بايدن لدى بعض الناخبين العرب الأميركيين والمسلمين الذين كانوا داعمين أساسيين له في انتخابات عام 2020 في ولاية ميشيغان المتأرجحة، وفقًا لما ذكرته “أكسيوس”.
وقد أصبحت الحرب رمزًا للإهمال المشترك لمساهمات الأميركيين العرب منذ فترة طويلة في الحياة الأميركية، وكان دعم بايدن المبكر للهجوم الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة نقطة تحول هامة في هذا الصدد.
وقد عبّر عبد الله حمود رئيس بلدية ديربورن، عن آرائه قبل التصويت حيث قال لموقع “أكسيوس” يوم الثلاثاء: “هذه ليست قضية عربية أو إسلامية، إنها قضية أخلاقية”.
وفي يوم الاثنين فقد أعرب بايدن عن أمله في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس في الأسبوع المقبل، وفقًا لتقرير “أكسيوس” وتسعى إدارته لتأمين صفقة الرهائن التي قد تؤدي إلى توقف القتال في غزة لمدة ستة أسابيع قبل بداية شهر رمضان.
دونالد ترامب وجو بايدن
وقد تمكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، من الفوز في الانتخابات التمهيدية الجمهورية في ولاية ميشيغان مساء الثلاثاء، حيث تغلب على نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة، للمرة الثانية في أقل من أسبوع.
وقد أفادت وكالة “أسوشييتد برس” بفوز ترامب بعد إغلاق صناديق الاقتراع في الساعة التاسعة مساءً، وبعد فرز 32% من الأصوات، فقد حصل ترامب على 67% من الأصوات مقابل 28.1% لهيلي.
وفيما يتعلق بالحزب الديمقراطي فقد نجح الرئيس جو بايدن في مواجهة حملة تصويت احتجاجية ضد الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث حصل على 78% من الأصوات، بينما حصل “غير الملتزمين” على 15% من الأصوات.
وفي خطاب الفوز أمام حزبه في ميشيغان فقد قدم ترامب شكره للناخبين وهنأ بيت هوكسترا، النائب السابق عن ميشيغان، بمنصبه الجديد كرئيس للحزب الجمهوري في الولاية، بعد استبداله للرئيسة السابقة كريستينا كارامو، ولم يشر ترامب إطلاقًا إلى هيلي في تصريحاته.
ويعد فوز ميشيغان خطوة أخرى في تعزيز ترشيح ترامب للرئاسة من قبل الحزب الجمهوري، وجاء بعد ثلاثة أيام فقط من فوزه على هيلي بفارق 20 نقطة مئوية في ولاية كارولينا الجنوبية، وقد أدى هذا الخسارة في ولايتها إلى تقليل فرص هيلي في الترشح عن الحزب الجمهوري.
وقد فاز الرئيس السابق دونالد ترامب بجميع مسابقات الترشيح المبكرة في ولايات أيوا ونيو هامبشاير ونيفادا وكارولينا الجنوبية، بالإضافة إلى المؤتمرات الحزبية في جزر فيرجن الأميركية والانتخابات التمهيدية في ميشيغان.
وتُعتبر الانتخابات التمهيدية في ميشيغان هي أحدث مسابقة ترشيح كبرى، حيث ستُعقد 15 ولاية وإقليم واحد انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري.
ويذكر أنه قبل أربع سنوات فقد فاز ترامب بولاية ميشيغان بفارق ضئيل على وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، بنسبة 47.6% مقابل 47.3%.
وفي عامي 2012 و2008 فاز الرئيس السابق باراك أوباما بالولاية على المرشحين الجمهوريين ميت رومني وجون ماكين على التوالي.
ولم يواجه بايدن أي منافس ديمقراطي كبير في الانتخابات التمهيدية في ميشيغان، لكن الناخبين العرب الأميركيين والمسلمين الغاضبين من أسلوب تعامله مع الحرب بين إسرائيل وحماس، تعهدوا بـ “التخلي عن بايدن” و أدلوا بأصواتهم “بغير الملتزمين”.
وعلى مر التاريخ كان سكان ميشيغان العرب والمسلمين الأميركيين يصوتون لصالح الحزب الجمهوري، ولكن ذلك تغير بعد الغزو الأميركي لأفغانستان والعراق في بداية القرن الحادي والعشرين، حيث تحولوا إلى الديمقراطيين، ومع ذلك تشير الدلائل إلى أن بعض الناخبين قد يتحولون مرة أخرى نحو اليمين.
ووفقًا للمعهد العربي الأميركي فإن السكان في ميشيغان كانوا يميلون تدريجيًا للديمقراطيين بعد تتبع المواقف العربية الأميركية منذ عام 1996، ولكن استطلاع أخير أظهر انخفاضًا كبيرًا في دعم بايدن، ويعكس هذا التطور تأثير حرب غزة وردود الفعل على مواقف بايدن في الشرق الأوسط.
