دعا أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي إلى اتخاذ إجراءات ضد إيران بعد الهجوم الذي استهدف القوات الأميركية في شمال شرق الأردن، وأسفر عن مقتل 3 جنود وإصابة 25 آخرين.
وقال مسؤول أميركي لوكالة رويترز بأنه يجري الآن تقييم حالة 34 عسكريا على الأقل للاشتباه في إصابات رضية بالدماغ جراء الهجوم على البرج 22.
ووفقًا لواشنطن فقد اتهمت الحكومة الجماعات المسلحة المتطرفة المدعومة من إيران بالوقوف وراء الهجوم، وأعلنت عزمها على الرد بهدف (ردع العدوان الإيراني).
موقع البرج 22 قرب الحدود الأردنية السورية
وقد طالب (السيناتور الجمهوري ليندساي غراهام) إدارة الرئيس بايدن بضرب أهداف ذات أهمية داخل إيران، وليس فقط انتقامًا لمقتل الجنود الأميركيين، بل أيضًا كرادع لأي هجمات مستقبلية، وأكد أن القضاء على الوكلاء الإيرانيين لن يكون كافيًا لردع العدوان الإيراني.
Secretary Austin’s efforts to deter aggression against our forces in the region has failed miserably. I’ve long since lost confidence in the Biden national security team to deter Iran. If they do not change their policies now, more American service members in the region will pay…
— Lindsey Graham (@LindseyGrahamSC) January 28, 2024
وقد طالب (السيناتور الجمهوري توم كوتون) برد عسكري مدمر ضد ما وصفه بالقوات الإرهابية الإيرانية، ووصف الرئيس بايدن بأنه جبان ما لم يتخذ هذا الإجراء، وقد اتهم كوتون بايدن بالتسامح مع هجمات إيران على القوات الأميركية مما يعرض حياة الجنود للخطر.
وفي نفس السياق فقد دعا رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون إلى إرسال رسالة واضحة إلى العالم بعد الهجوم على القوات الأميركية، وأعرب عن حزنه لوفاة الجنود الثلاثة وأمنياته لأسرهم وللجنود المصابين، وأكد على ضرورة عدم التسامح مع أي هجمات على القوات الأميركية.
بدلاً من استهداف الفصائل الموالية.. لماذا لا ترد #أميركا على #إيران بـ"شكل مباشر"؟ المتحدث السابق باسم الخارجية الأميركية آدم إيرلي يجيب pic.twitter.com/Yr6k3dqNqP
— ا لـحـدث (@AlHadath) January 29, 2024
وقد نفت إيران يوم الاثنين ضلوعها في الهجوم الذي أودى بحياة ثلاثة جنود أميركيين في الأردن، وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).
وقد اعتبر المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني بأن (هذه الاتهامات غرضها سياسي يهدف إلى قلب الحقائق في المنطقة).
وفي بيان صادر عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تعليقًا على الهجوم الذي استهدف القوات الأميركية في الأردن وأسفر عن مقتل 3 جنود وإصابة آخرين، فقد أعرب عن حزنه العميق وقدم تعازيه لعائلات الجنود الذين فقدوا.
وفي الوقت نفسه فقد انتقد ترامب الرئيس الحالي جو بايدن المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، وحمّله مسؤولية الهجوم مؤكدًا أن ضعفه واستسلامه هما سبب هذا الهجوم.
وقد أشار ترامب إلى أن إيران كانت ضعيفة ومفلسة قبل ثلاث سنوات، وأنه بفضل سياسة الضغط الأقصى التي اتبعتها إدارة بايدن، فقد تمكنت من إبقاء النظام الإيراني تحت السيطرة وعدم قدرته على تمويل وكلائه الإرهابيين.
وقد اعتبر ترامب بأن سياسة بايدن الأكثر تساهلاً تجاه إيران والتي أدت إلى تمويلها بمليارات الدولارات، قد تسببت في انتشار العنف والدمار في الشرق الأوسط.
وأكد ترامب أنه لو كان رئيسًا، لما حدث هذا الهجوم ولم يحدث هجوم حماس المدعوم من إيران على إسرائيل أو الحرب في أوكرانيا، واعتبر أن العالم يواجه الآن (خطر الحرب العالمية الثالثة).
وفي ختام البيان فقد دعا ترامب إلى العودة الفورية إلى السلم من خلال القوة، لتجنب المزيد من الفوضى والدمار وفقدان الأرواح الأميركية، وختم بالتأكيد على أن البلاد لا يمكن أن تستمر بقوة مع بايدن في قيادة القوات المسلحة.
موقع الهجوم:
ويقع البرج في مكان استراتيجي مهم بالأردن في أقصى الشمال الشرقي عند التقاء حدود المملكة مع سوريا والعراق.
ويقع قرب قاعدة التنف الواقعة في الجهة المقابلة داخل الحدود السورية وتضم عددا صغيرا من الجنود الأمريكيين، وقد كان لقاعدة التنف دور رئيسي في الحرب على تنظيم داعش، وكان لها دور أيضا في الاستراتيجية الأميركية لاحتواء التمدد العسكري الإيراني في شرق سوريا.
ويقع البرج 22 على مسافة قريبة بدرجة كافية من القوات الأميركية في التنف بحيث يمكن أن يساعد في دعم تلك القوات فضلا عن استخدامه أيضا في مكافحة المسلحين المدعومين من إيران بالمنطقة ومساعدة القوات على مراقبة ما تبقى من أعضاء تنظيم داعش.
ويذكر أن الحكومة الأردنية قد وقعت اتفاقا مع الولايات المتحدة في المجال العسكري في يناير 2021 يتيح للقوات الأميركية الوصول دون عوائق إلى عدة منشآت عسكرية أردنية، ويستضيف الأردن مئات المدربين الأميركيين وهو واحد من الحلفاء في المنطقة يجرون تدريبات ممتدة مع قوات أميركية على مدار العام.
ومنذ بداية الصراع السوري في عام 2011 فقد أنفقت واشنطن مئات الملايين من الدولارات لمساعدة الأردن في إنشاء نظام مراقبة متطور يعرف باسم برنامج أمن الحدود لوقف تسلل المسلحين من سوريا والعراق.
وقد قال مسؤول بالحكومة الأردنية بأن الهجوم استهدف قاعدة أميركية في سوريا مجاورة للحدود وإنه لم يقع على الأراضي الأردنية.
وقد دان الأردن الهجوم الذي استهدف موقعا عسكريا على حدوده مع سوريا، وأدى إلى مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة العشرات منهم.
وقالت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) بأن المملكة (تدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف موقعا متقدما على الحدود مع سوريا، وأدى إلى مقتل 3 جنود أميركيين وجرح آخرين من القوات الأميركية).
وقد حددت الوكالة مهمة هذه القوات، قائلة بأنها (تتعاون مع الأردن في مواجهة خطر الإرهاب وتأمين الحدود).
ويذكر بأن هناك 2900 جندي أميركي في قواعد عسكرية في الأردن، وفقاُ للبنتاجون.
ويذكر أنه منذ بدأ الحرب على غزة في أكتوبر فقد ضربت ميليشيات مدعومة من إيران المنشآت العسكرية الأميركية في العراق أكثر من 60 مرة وفي سوريا أكثر من 90 مرة، من الطائرات المسيّرة والصواريخ وقذائف الهاون والصواريخ البالستية.
