بعد إغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات التمهيدية للحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة يوم الثلاثاء الكبير، فقد أصبح من الواضح أن السيناريو السابق للانتخابات الرئاسية عام 2020 سوف يتكرر في نوفمبر المقبل، حيث تصدر الرئيس السابق دونالد ترامب 10 ولايات من أصل 15، مؤكدًا تفوقه في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، ومن ناحية أخرى فإن الرئيس الحالي جو بايدن يتقدم في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.
دونالد ترامب وجو بايدن
وعلى الرغم من أن العديد من الأميركيين كانوا يتمنون وجود خيار ثالث غير ترامب وبايدن، إلا أن الواقع يظهر أن الأمور ستكون بينهما فقط.
وفي هذا السياق أشار إدمون غريب، أستاذ العلاقات الدولية في واشنطن، إلى أن الغالبية العظمى من الأميركيين يفضلون رؤية مرشحين آخرين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ولكنه أكد بأن هناك قوى سياسية منظمة تدعم ترامب وبايدن، ولديهما أيضًا دعم شعبي، ويرون أن وصول مرشح منافس إلى البيت الأبيض سوف يشكل تهديدًا للديمقراطية ومصالح البلاد.
وأضاف غريب بأن الوضع الحالي غير عادي وأنه لم يشهد مثل هذا الاستقطاب السياسي وبهذه الحدة في الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، وبخصوص نتائج الانتخابات التمهيدية، يرى أنها تشير إلى فوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري وفوز بايدن بترشيح الحزب الديمقراطي، مما يعني أن الحرب الانتخابية الرئاسية سوف تكون بينهما.
وقد تبين أن الرئيس السابق دونالد ترامب قد اكتسح الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بشكل متوقع، حيث فاز في 11 ولاية من بين الـ15 التي شملتها هذه المرحلة، بما في ذلك فرجينيا ونورث كارولاينا وتينيسي وماين وألاباما وأوكلاهوما وماساشوستس وأركنساس وتكساس وكولورادو ومينيسوتا، بالمقابل لم تشهد منافسته نيكي هايلي أي تقدم يذكر.
أما المرشح الحالي جو بايدن فلم يواجه أي صعوبة في هذه المرحلة الهامة للانتخابات، ويُشار إلى أن استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة “ريل كلير بوليتيكس” الإعلامية كانت قد أشارت إلى تقدم ترامب بفارق 65 نقطة في الانتخابات التمهيدية وبفارق نقطتين على بايدن في انتخابات نوفمبر الرئاسية.
ووفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة فقد حصل الرئيس السابق دونالد ترامب على تأييد 52% من الناخبين، بينما حصل الرئيس الحالي جو بايدن الذي يسعى لولاية ثانية على 48% من الأصوات.
ويذكر أن المرشحين الاثنين يواجهان صعوبات ومشاكل مختلفة، فترامب يواجه العديد من الدعاوى القضائية الموجهة ضده، في حين يتعرض بايدن لشكوك حول عمره وقدرته على تولي ولاية ثانية بشكل فعال، بالإضافة إلى ذلك تلقى انتقادات بشأن سياسته في ملف الهجرة وضبط الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
تشهد الولايات المتحدة يوم “الثلاثاء الكبير”، وهو يوم يحمل أهمية كبيرة في الانتخابات الأميركية، حيث يعقد في هذا اليوم الانتخابات التمهيدية والتجميعية في 16 ولاية، بما في ذلك كاليفورنيا وتكساس وماساتشوستس وفيرجينيا.
وتعتبر تسمية “الثلاثاء الكبير” أو “سوبر تيوسداي” لهذا اليوم مرتبطة بعدد الولايات التي تعقد فيها الانتخابات في نفس اليوم، وهو يوم حاسم يمكن أن يؤثر بشكل كبير على من سيفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
الأستاذ في العلاقات الدولية د. إدموند غريب: غالبية الأميركيين يفضلون أن يروا أشخاصًا آخرين مرشحين عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي غير #بايدن و #ترمب لكنه أمر مُستبعد حاليًا#الحدث pic.twitter.com/QlGCHxmTYz
— ا لـحـدث (@AlHadath) March 6, 2024
وبالنسبة للحتمية المتوقعة لفوز دونالد ترامب في هذه الانتخابات التمهيدية تؤكد وجوده كمرشح قوي وأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، ولم يحدث من قبل أن تعقد سوى ولاية واحدة أو ولايتين انتخابات تمهيدية في نفس اليوم.
وهناك بعض القضايا القانونية المثارة حول ترشيح ترامب في بعض الولايات، على سبيل المثال في ولاية كولورادو، فقد قررت المحكمة العليا سماع دعوى تزعم أن ترامب يتمتع بحصانة تمنع ملاحقته جنائيًا بتهمة التآمر لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
وفيما يتعلق بقضية أهلية ترامب للترشح في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري فقد ألغت المحكمة العليا بالإجماع حكم محكمة كولورادو التي قضت بعدم أهلية ترامب للترشح على خلفية تورطه المفترض في هجوم الكابيتول في يناير 2021، ويأتي هذا القرار في الوقت المناسب قبل يوم “الثلاثاء الكبير” الذي يُعتبر يوماً حاسماً في الانتخابات التمهيدية، حيث يتوقع أن يعزز مركز ترامب كمرشح قوي وأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
وتظهر استطلاعات مؤسسة “ريل كلير بوليتيكس” الإعلامية بأن ترامب البالغ 77 عاما يتقدم بفارق 65 نقطة على منافسيه في الانتخابات التمهيدية، وبنقطتين على الرئيس جو بايدن في انتخابات نوفمبر الرئاسية.
