أعلنت إيران يوم السبت بأن إسرائيل تقف وراء الهجوم الذي أسفر عن مقتل مسؤول كبير في استخبارات الحرس الثوري الإيراني ونائبه وعنصرين آخرين في العاصمة السورية دمشق، وقد هددت إيران بالانتقام في الزمان والمكان المناسبين.
وقد أدان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بشدة الهجوم الذي نفذه (الكيان الصهيوني) ووصفه بأنه محاولة يائسة لنشر عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة.
وقد تم تدمير مبنى يستخدمه الحرس الثوري الإيراني في غارة شنتها إسرائيل على دمشق، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن أربعة إيرانيين، وقد أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن أربعة مستشارين من الحرس الثوري قتلوا في الهجوم.
ومن جانبه فقد أفاد الجيش السوري بأن المبنى الواقع في حي المزة غرب دمشق تعرض للدمار الكامل، وكان يخضع لحماية مشددة، وأضاف أن القوات الجوية الإسرائيلية أطلقت الصواريخ أثناء تحليقها فوق مرتفعات الجولان المحتلة.
وفي بيان لاحق فقد أعلن الحرس الثوري الإيراني أسماء القتلى الأربعة، وهم حجة الله أوميدفار و يعرف أيضا بأميد زادة، واسمه الحركي (حاج صادق) وعلي أغازاده وحسين محمدي وسعيد كريمي.
يوسف أميد زاده الشهير (حاج صادق) كان يشغل منصب قائد استخبارات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
(حاج صادق) هو من مواليد العاصمة طهران ويعد من المقربين من قائد فيلق القدس في سوريا الجنرال رضي موسوي الذي تم اغتياله في ديسمبر الماضي.
وكان حاج صادق من بين الأسرى الإيرانيين أثناء احتجاز قوات جبهة النصرة رهائن بداية الأزمة السورية، وتم إطلاق سراحهم أخيراً مع سجناء آخرين.
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست منذ أشهر فإن العميد صادق أميد زاده، حدد الأهداف الأمريكية التي يجب مهاجمتها في سوريا، وكان يقدم المشورة في عمليات استهداف القوات الأمريكية.
تم تأكيد
مقتل سردار حاج صادق أوميد زاده نائب مدير المخابــــرات في "فيلـــــق القدس" التابع "للحرس الثوري الإيـــــراني" ونائبـــه الحـاج غــــــلام (محرم) في الهجمات الإسرائيلية على المزة في #دمشـق. pic.twitter.com/sl1y26lLNw— Ayman Abdel Nour (@aabnour) January 20, 2024
ومن جانبه فقد ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن ستة أشخاص على الأقل قتلوا في الهجوم، بينهم خمسة إيرانيين وشخص سوري، وذلك خلال اجتماع يعقده مسؤولون من الجماعات المدعومة من إيران.
وتم نشر قوات الأمن حول المبنى المدمر الذي يتألف من أربعة طوابق، وشوهدت سيارات الإسعاف وعربات الإطفاء في المنطقة، ويتم البحث عن الناجين تحت الأنقاض كما تحطمت النوافذ في المباني المجاورة.
وقد حذّر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يوم السبت من أن بلده لن تترك الضربة التي أسفرت عن مقتل خمسة مستشارين في الحرس الثوري في دمشق (بدون ردّ) والتي وصفها بأنها (هجوم جبان).
وفي وقت سابق يوم الخميس فقد أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي بمقر القيادة العسكرية في تل أبيب، ردا على سؤال حول الهجوم على إيران إلى أن بلاده تهاجم إيران بالفعل.
وقد نفذت إسرائيل مئات الغارات على أهداف داخل المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا التي مزقتها الحرب في السنوات الأخيرة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر فقد أدت غارة إسرائيلية إلى مقتل القيادي البارز في حماس صالح العاروري في بيروت.