تقديس الموتى في إندونيسيا.. كيف ولماذا

في إحدى الجزر المتواجدة في إندونيسيا المتواجدة في “سولاويزي” جنوبًا، وحيث أن تلك المنطقة تتسم بأنها وعرة، ومليئة بالجبال، فالأهالي هناك بالفعل يعيشون في الجبال واعتادوا على المعيشة فيها والتنقل بينها.

لم تكن تلك الجزر مشهورة، وكانت مغمورة إلا أنه بعد اكتشافها وذهاب السياح إليها، فوجدوا فيها عادة شديدة الغرابة، وهي أنهم يتعاملون مع الموتى كالأحياء، بل وأفضل.

بل وفي العادة هي أنهم يبالغون كثيرًا في إظهار حبهم للموتى وذلك عن طريق حفظ جثثهم، وعمل جنائزهم بأفضل الأشكال.

ويعتبر جنازة كل شخص في تلك البلدة هي عبارة عن مرسم أو طقس يجب الإعداد له بشكل جيد جدًا، بل ويضطر أهل الميت بأن يقترضون المال أحيانا حتى يخرجوا أفضل شكل للاحتفال بالجنازة.

وأصبحت الجنازة هي نوع من أنواع المواسم التي يأتي إليها السياح خصيصًا، فتُبلِّغ الجزيرة أنه في يومٍ ما ستقام إحدى الجنازات التي توفى صاحبها مثلا منذ عامٍ أو أكثر.

كيف يعيشون مع الموتى؟

ليس الغريب في تلك الجزيرة هو الاحتفال بجنازة الموتى وعمل أفضل المراسم والمبالغة فيها، بل الغريب في الأمر هو أن المتوفى يظل مع الأحياء في بيوتهم وفي منازلهم حتى يجهزوا كافة المراسم التي سوف يقام بها الجنازة.

فأهل المتوفى يظلون يبحثون عن كافة أفراد العائلة حتى يجتمعوا جميعهم ليلتفوا جميعًا عند المتوفى، ويجهزوا بالطبع لهم أفضل وأطيب الأطعمة والأماكن التي سيقيمون فيها فترة الحداد.

وفي فترة إعداد الجنازة التي تصل إلى خمس سنوات وأكثر، فيعيشون مع الميت كأنه حي، ويقدمون له الطعام والملبس والمشرب وغير مفهوم كيف الميت يأكل أو يشرب ولكنهم حريصين جدًا بأن يرتدي الميت أفضل الملابس.

وأيضا على أهل الميت أن يحضروا الأدوات والمواد التي تبقي الميت بهيئته ويعملوا على حفظ الجثة.

 

ماذا بعد الدفن؟

لا تنتهي رحلة الموت هناك في تلك الجزيرة إلى هنا، ولكن يزيد الأمر أيضا بعد الموت، فهم شديدو الوفاء للموتى.

بعد الموت في كل ذكرى وفاة لهم يُخرجون الميت من قبره ويرتدي أفضل الملابس، بل ويجعلونه يشرب السيجار في ظل إيمانهم بأن السيجار شيء روحاني يطهر الميت، ويصله أكثر للإلهة.

الغريب في ذلك الطقس أن الكل في تلك الجزيرة يجب عليهم بأن يفعلوا تلك الطقوس؛ برغم أنها كانت طقوس وثنية في البداية، لكن حتى المسيحون والمسلمون يمارسونها.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد