ماذا فعل اللاعب عبد الله السعيد لكي ينال ما يناله الآن من عقاب دائم ومستمر من النادي الأهلي وجماهيره؟ أين فكرة الاحتراف، وان النادي الكبير مثل النادي الأهلي لا يقف على لاعب أو مدرب أو أي كادر بشري مهما كانت أهميته؟ وما هي الجرائم التي ارتكبها اللاعب ضد النادي، باستثناء أنه فعل ما يفعله كل لاعبي العالم، عندما يوقعون للنادي الذي يدفع أكثر؟
عندما وقع عبدالله السعيد للزمالك، واستطاع تركي آل الشيخ أن يعيده إلى النادي الأهلي ودفع له ما يعوضه عن عقد الزمالك، عاد عبدالله وكان يستطيع ألا يعود ويظل في الزمالك ويحصل على ما يريد من أموال وتقدير أدبي من جماهير الزمالك أيضا، لكنه عاد إلى الأهلي أي إنه فضل ناديه وعاد إليه، ما دامت الأمور المادية تساوت أو على الأقل أصبحت قريبة.
لكن النادي وإرضاء لجماهيره أعلن غضبه على اللاعب وإعارة للخارج، في صورة عقاب وإذلال له، حتى جاء الرجل الذي أقنعه بالعودة وأخذه إلى أهلي جدة، ثم جاء به معه عندما كان مالكا لنادي بيراميدز، وكان يفترض أن قصة عبد الله السعيد قد انتهت، لكن الواضح أنها لم تنتهي واستمر عداء الأهلي وجماهيره للاعب، وتحول الأمر إلى القضاء الرياضي بناء على شكوى رسمية من الأهلي.
عندما قام المستشار القانوني للنادي باتخاذ الإجراءات القانونية ضد اللاعب، على اعتبار أنه تحايل على تعاقده مع الأهلي المصري وأهلي جدة، وقام بفسخ التعاقد مع النادي السعودي واللعب لأحد الأندية المصرية، بالمخالفة لبنود العقد التي اشترطت غرامة 2 مليون دولار كشرط جزائي حال مخالفة بنود العقد، مع العلم أن العقد كان برعاية وتنسيق وترتيب رئيس النادي الشرفي في ذاك الوقت.
وكان عبد الله السعيد ينفذ الأوامر فقط، سواء كانت أوامر النادي ورئيسه الشرفي، أو حسب رغبة النادي الأهلي وإدارته، لكن استطاع الأهلي الحصول على حكم بالحجز على أموال عبد الله السعيد، صادر في الدعوى التحكيمية رقم 16 لسنة 4 ق لسنة 2020، من مركز التسوية والتحكيم الرياضي، وفاء بمبلغ 2 مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى مصروفات ورسوم التنفيذ.
من جانبه أكد محامي عبد الله السعيد أن الأهلي مهدد بالإيقاف بعد حكم مركز التسوية والتحكيم بقرار حجز إدارة الأهلي على أرصدة وحسابات وودائع اللاعب عبد الله السعيد، لأنه أرسل خطابا لمحكمة الكاس وأبلغها بحجز النادي الأهلي على الأرصدة وفقا لقرار مركز التسوية والتحكيم، ومن المنتظر أن تخاطب الكاس، إدارة الأهلي بهذا القرار.
فإذا اعترف مسؤولو القلعة الأهلي بذلك سيتعرض حينها النادي للإيقاف أو عقوبات مالية نظرا لأن محكمة كاس لم تصدر قرارا نهائيا، ولو تم النفي سيكون ذلك تحايلا من النادي، ويرى المحامي أن موقف الأهلي في القضية ضعيف، كما أن الحجز على أموال عبد الله، هو لمجرد التحفظ عليها وليس لتسليمها للأهلي، انتظارا لوصول الحكم النهائي في القضية من محكمة كاس.
إيهاب جلال يلمح إلى عودة عبد الله السعيد للمنتخب
عبد الله السعيد منذ بداية مشكلته مع الأهلي ولم أسمع له تصريحا أو كلمة واحدة تمس النادي وجماهيره بأي صورة، حتى ولو على سبيل الرد على ما يواجهه يوميا، من طعن فيه وفي انتماءاته وأخلاقه ومبادئه، ويلزم الصمت تماما احتراما لتاريخه مع النادي الكبير، الذي يفترض أنه يتعامل معه أيضا بشيء من التسامح وغلق الملفات القديمة بكل ما فيها، في ظل تغير الأوضاع وتبدل الشخصيات، وأن يترك اللاعب لحال سبيله بدلا من الوقوف أمامه في المحاكم وهو ما لم نتعود عليه من الأهلي.
