جماهير ليفربول ترفع لافتات داعمة لأهل غزة.. فهل تحقق “الفيفا” في هذا الأمر؟

تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي إكس “تويتر سابقًا” صورًا لجماهير نادي ليفربول الإنجليزي حاملين الأعلام الفلسطينية، واللافتات الداعمة لأهل غزة، في مباراة اليوم أمام فريق إيفرتون والمقامة على ملعب “آنفيلد”، ضمن منافسات الجولة التاسعة من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز “البريميرليج” هذا الموسم 2023/2024، فما الصدى المنتظر من هذه الصور؟ وما الموقف المتوقع من الفيفا تجاه هذا الأمر؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا التحليل المقدم من موقع نجوم مصرية.

تضامن جماهير ليفربول مع أهل غزة - المصدر: اليوم السابع.

تضامن جماهير ليفربول مع أهل غزة - المصدر: اليوم السابع.

جماهير ليفربول ترفع لافتات “أنقذوا غزة من أجل الله”

تداول رواد منصة إكس نشر الصور لجماهير نادي ليفربول في مباراة اليوم، في مشهد مهيب وقد ارتفعت أعلام فلسطين، علاوة على اللافتات المناصرة للقضية الفلسطينية، والداعمة لأهل غزة، ولعل من أشهرها لافتة “أنقذوا غزة من أجل الله” كما هتفت الجماهير في دقيقة الصمت “فلسطين حرة”، ثم توالت التعليقات المؤيدة لجمهور النادي العريق، والتي عبرت عن فرحة الجمهور العربي بوصول صدى الأحداث في غزة إلى الغرب، واعتقد البعض أن هذه الخطوة قد تساهم في دعم المجتمع الأوروبي للقضية الفلسطينية.

جماهير ليفربول تسير على خطى مشجعي الدوري الإسباني

جدير بالذكر، أن هذا المشهد جاء في اليوم التالي لمباراة نادي أوساسونا الإسباني أمام فريق غرناطة في الجولة العاشرة من الدوري الإسباني، والتي أُقيمت يوم الجمعة 20 أكتوبر 2023، وانتهت بفوز فريق أوساسونا على نظيره بهدفين مقابل لا شيء، وقد حمل جمهور المباراة أعلام فلسطين تضامنًا مع أهل غزة، وبدا ذلك في الصور التي تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

وقد جاء هذا التضامن في ظل دعم مهاجم فريق غرناطة الإسرائيلي “شون فايسمان” لما يقوم به جيش الاحتلال من قتل للمدنيين في غزة، وحرصًا على سلامة اللاعب، فقد طالبت السلطات الإسبانية نادي غرناطة باستبعاد اللاعب من خوض المباراة وفقًا لما ذكره موقع “فوتبول إسبانيا”.

فلسطين في المدرجات منذ مونديال قطر 2022

لم تكن هذه المرة الأولى التي ترتفع فيها أعلام فلسطين في مدرجات المباريات الدولية، فقد ارتبطت ذكريات كأس العالم دائمًا بشن إسرائيل الهجمات على المقاومتين الفلسطينية، واللبنانية في 1982 و2006، ولكن جاء مونديال قطر 2022 متزامنًا مع بطولات الشعب الفلسطيني ضد قوات الاحتلال في الضفة الغربية، وساهم انعقاد بطولة كأس العالم على أرض عربية في هذا التوقيت، في تقديم دعم كبير للقضية الفلسطينية، من خلال إقامة الفعاليات، ورفع الأعلام في المدرجات، حتى أن البعض اعتبر فلسطين هي الحاضر الغائب في هذه البطولة، بل يمكن اعتبارها الفريق 33 في البطولة.

لاعبو المغرب يرفعون العلم الفلسطيني في مونديال قطر - المصدر: CNN
لاعبو المغرب يرفعون العلم الفلسطيني في مونديال قطر – المصدر: CNN

رؤية الفيفا للقضية الفلسطينية

لفهم موقف الفيفا من القضية الفلسطينية، نرجع بالذاكرة إلى عام 2017 عندما قررت الفيفا عدم التصويت بفرض عقوبات، أو حتى تنبيه الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم بالتوقف عن رعاية الأندية القائمة في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، رغم أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم منع الأندية في “شبه جزيرة القرم” في عام 2014 من الانضمام للدوري الروسي، بعد سيطرة روسيا على هذه المنطقة، علاوة على ذلك، منع المنتخبات الروسية من المشاركة في البطولات بعد تصاعد الأحداث بينها وبين أوكرانيا في عام 2022، ونستنتج من ذلك اختلاف النظرة وتقييم الأمور عندما تتعلق بالقضية الفلسطينية، بل يمكن التعبير عنها بأنه “الكيل بمكيالين”.

موقف الفيفا من رفع الأعلام الفلسطينية في مدرجات كرة القدم

لا شك فيه أن متابعي كرة القدم على دراية بغالبية قوانين الفيفا، والتي من أهمها رفض التمييز بكافة أشكاله ضد أي بلد، أو شخص، بسبب الأصل العرقي، أو القومي، أو الاجتماعي، أو الجنس، أو الرأي السياسي، أو الديني، ويشمل ذلك الهتافات، والمنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ورفع اللافتات، والأعلام، وقد نفذت الفيفا سابقًا عدة عقوبات تجاه هذه التجاوزات مثل: 

  • اتخاذ إجراءات تأديبية ضد اتحاد صربيا لكرة القدم في مونديال 2022 بسبب رفع أحد اللاعبين علم كوسوفو ضمن خريطة صربيا، مدون عليه عبارة “لا تنازل”.
العلم المثير للجدل الذي رفعه جمهور المنتخب الصربي - المصدر: BBC
العلم المثير للجدل الذي رفعه جمهور المنتخب الصربي – المصدر: BBC
  • حظر رفع العلم الروسي، أو عزف النشيد الوطني في المباريات خارج أرضه عقب تداعيات العمليات الروسية في أوكرانيا.

وفي نفس الوقت، طالما ارتفعت الأعلام الفلسطينية في مباريات مونديال قطر العام الماضي، عندما احتفل المنتخب المغربي بفوزه على إسبانيا، ورفع العلم لالتقاط صورة جماعية في أرض الملعب، ولم تصدر أي عقوبات رسمية على هذه الواقعة، فهل تتخذ الفيفا عقوبة بشأن ما حدث من جمهور الدوري الإسباني، والإنجليزي الداعم للقضية؟

يرى البعض أن على العكس تمامًا، فإن ما حدث قد يؤثر بالإيجاب على الرأي العام العالمي، فالرياضة هي صوت الشعوب، ومن الممكن أن تتسبب في دعم المجتمع الغربي للقضية، مما قد يؤثر على قرارات الحكومات لاتخاذ إجراءات بشأن المواطنين في غزة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد