على هامش العك الكروي.. لماذا لم يصل أي نجم لرئاسة اتحاد كرة القدم؟

بالفعل، هو “عك” مع سبق الإصرار، لأن ما حدث ويحدث منذ هزيمة المنتخب الوطني من إثيوبيا لا يمكن أن يكون طبيعيا ويندرج تحت أي إدارة رشيدة، الهزيمة ليست نهاية العالم، لأن الرياضة تعني فوز وهزيمة ومن لا يتقبل الحالتين يتحول إلى حالة أخرى ليس لها علاقة بالرياضة، والاهم من الفوز في الرياضة وأي مجال آخر هو الإنسان وكيف تعمل كل الدول ومؤسساتها في خدمته وعلو شأنه والمحافظة على كرامته.

جمال علام ورفاقه فشلوا رياضيا وانسانيا

اجتمع رجال اتحاد كرة القدم واختاروا بمحض إرادتهم إيهاب جلال ليكون مديرا فنيا للمنتخب، فترك ناديه الذي كان مستقرا فيه شكلا وموضوعا، ولبى النداء، بصرف النظر عن اقتناع البعض به من عدمه، المهم أن القرار صدر في النهاية بتعيين الرجل، ومنذ الدقيقة الأولى لإعلان التعيين، وهو يتلقى السهام والنقد الشديد قبل أن يبدأ عمله، دون وجود أي مظلة من الاتحاد تحميه وتساعده أو على الأقل تخفف من حدة الانتقادات.

العقد بعامين، وليس بمباراتين، لعب المنتخب مباراة في القاهرة لم يحدث فيها شيء يذكر باستثناء الهدف الذي جاء فيها وحصد الثلاث نقاط، ثم جاءت المباراة الكارثية مع إثيوبيا، وكانت النتيجة والأداء هما الأسوأ في تاريخ المنتخب خلال السنوات العشر الأخيرة على الأقل، ولكن هل يتحمل ذلك إيهاب جلال وحده؟ الإجابة قاطعة بالطبع لا، بل أن اللاعبين يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية.

ولأن هناك لوبي كبير لم يكن راضيا عن اختيار إيهاب جلال منذ البداية، فقد دارت العجلة منذ التأكد من الهزيمة، وخرجت كل الأسلحة على الشاشات وأمام الميكروفونات تذبح في إيهاب جلال، كأنه كان لديه ترياق الفوز في جيبه ولم يعطيه للاعبين، لكن إنه المنصب الذي نستطيع أن نقدم صاحبه كبش فداء للأداء الجماعي السيئ لكل عناصر المنظومة.

أصر البعض أن ينالوا من المدرب، واستمرت الضغوط الإعلامية على مدار الساعة، حتى خرج رئيس الاتحاد بتصريح فهمه الإعلام كما يريد، رغم أنه بالفعل يوحي بذلك، بأنه قرر إقالة إيهاب جلال وتكليف حازم إمام وبركات بدراسة السير الذاتية لاختيار مدرب أجنبي، لا لشيء إلا لإرضاء القطيع المعارض لإيهاب جلال، ونسي أن هناك عقد معه كمدرب، وعقد معه كإنسان له كرامته ومشاعره وعائلته، ولا بد من احترام كل ذلك في إطار العقود.

الاتحاد ذبح ايهاب جلال واشاء الي مسيرته

ومثلما نال من النقد والرفض لقرار تعيين إيهاب جلال، نال أيضا ما يفوق ذلك مع التصريح الغامض بإقالته، فيتراجع الرجل في بيان على فيسبوك، ويؤكد أنه لم يصرح بإقالته، وأن الأمر مازال قيد الدراسة وكل الاحتمالات مفتوحة حتى اجتماع يوم الخميس القادم، بعد أن يكون المنتخب عاد من رحلته إلى كوريا، هل هذا معقول؟

الاتحاد المصري لكرة القدم، في ظل وجود كبار النجوم الذين ملأوا البلاد شهرة ومجداً على مدار سنوات طويلة، أمثال الخطيب وحسن شحاته وفاروق جعفر، أبو رجيلة، طه إسماعيل، وكل النجوم الكبار المتواجدين على الساحة الآن، والذين استمر عطائهم في مجالات أخرى متصلة باللعبة، لا يديره نجم من هؤلاء لا الآن ولا قبل ذلك، ولا في تاريخه القريب وهو أمر غريب جدا.

الاتحاد المصري لكرة القدم يختار حسن شحاتة كمدرب للفريق الوطني والحضري للحراس

لا أدري لماذا، هل لأن النجوم يرون أن الإعلام وإدارات الأندية والتحليل الرياضي والتحكم أحيانا، أفضل وأكثر شهرة من إدارة اتحاد الكرة الوطني؟ بالطبع لا أعتقد ذلك، لأن من يجلس داخل الاتحاد ينال من الشهرة ما لا يناله رؤساء الأندية من شهرة وسلطة ونفوذ، فلماذا لا يتجه النجوم منذ بداية مسيرتهم بعد الاعتزال إلى عالم الإدارة ويتولون إدارة شؤون لعبتهم الأولى.

ومثلما نتحدث عن التحكيم أن لاعب الكرة الذي يحكم أفضل كثيرا من الحكم الذي دخل المجال كوظيفة أو هواية، السيد جمال علام والذين معه، لم يحسنوا إدارة ملف كرة القدم كمهمة وحيدة جاءوا من أجلها، ويتخذون قراراتهم بناء على ما تقوله السوشيال ميديا، بدون وجود خطة مرسومة لمستقبل اللعبة تراعي الصالح العام، لكن بعيدا عن كل ذلك، عليهم دين ثقيل جداً للإنسان إيهاب جلال.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

تعليق 1
  1. غير معروف يقول

    ساره على احمد