سر تعظيم صيام يوم عاشوراء وسبب التسمية وفضل صيام هذا اليوم والأدعية المستحبة فيه

يوم عاشوراء مناسبة دينية عند المسلمين، وله فضل عظيم، ويوافق اليوم العاشر من شهر محرّم من كل عام وفق التقويم الهجري، وفي هذا اليوم كانت نجاة نبي الله موسى عليه السلام من الغرق أو من بطش فرعون، وكان موسى يصوم هذا اليوم ومن بعده اليهود صاموه  شكرًا لنجاة موسى وقومه بني إسرائيل من فرعون وملئه، كما وفي هذا اليوم وقعت العديد من الأحداث التاريخية، وأبرزها مقتل الحسين بن على رضي الله عنهما حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في معركة كربلاء، فاعتبرت الطائفة الشيعية هذا اليوم يوم عزاء وحزن، ويعدّ هذا اليوم في الوقت المعاصر يوم أجازة رسمية في بعض الدول العربية والإسلامية مثل لبنان والبحرين والعراق وإيران والجزائر وباكستان، وصيام يوم عاشوراء سنة عند اهل السنة والجماعة وصيامه كفارة لذنوب السنة التي تسبقه.   

يوم عاشوراء

يوم عاشوراء

سر تعظيم صيام يوم عاشوراء

كان يوم عاشوراء تصوم فيه أهل قريش في الجاهلية، وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسبب الأصلي في صيام هذا اليوم هو الشكر لله لتنجيته لنبيه موسى وقومه من بطش فرعون، وعندما قدِم سول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرًا، وجد اليهود يصومونه فاستفسر عن سبب ذلك فقال اليهود أنه يومٌ صالحٌ، هذا يوم نجا فيه موسى من فرعون، فما كان من محمد صلى الله عليه وسلم إلا أن قال أنا أحقّ بموسى منكم وأمر بصيام ذلك اليوم وهذا ثابت بما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

” (قدم النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوّهم، فصامه موسى – عند مسلم شكراً – فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فأنا أحقّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه).

وفي حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت : (كان يوم عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – يصومه، فلمّا قدم المدينة صامه، وأمر النّاس بصيامه، فلمّا فرض رمضان قال: من شاء صامه ومن شاء تركه) رواه البخاري ومسلم، وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – يقول: (إنّ هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم فمن شاء صام، ومن شاء فليفطر) رواه البخاري ومسلم.

سبب التسمية ” عاشوراء

جاءت تسمية عاشوراء من اليوم العاشر من محرم على ما ذهب إليه جمهور العلماء، أي أن كلمة عاشوراء جاءت بمعنى اليوم العاشر، وتاسوعاء من اليوم التاسع، وهذا هو مقتضى الإشتقاق والتسمية.

فضل صيام يوم عاشوراء  

وردت أحاديث نبوية شريفة كثيرة، وأقوال لأهل العلم حول فضل صيام يوم عاشوراء وهو أنه يكفّر الذنوب للسنة الماضية، نذكر منها :

• عن عبد الله بن أبي يزيد، أنّه سمع ابنَ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما، وسُئل عن صيامِ يومِ عاشوراءَ، فقال: (ما علمتُ أنَّ رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – صام يومًا، يطلُبُ فضلُه على الأيّامِ، إلا هذا اليومَ. ولا شهرًا إلا هذا الشهرَ، يعني رمضانَ) رواه مسلم، وفي لفظ: (ما رأيت النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – يتحرّى صيام يوم فضّله على غيره إلا هذا اليوم: يوم عاشوراء..) أخرجه البخاري، ومسلم، والنّسائي، وأحمد.
• قال النّووي: (يكفّر كلّ الذّنوب الصّغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر)، ثمّ قال: (صوم يوم عرفة كفارة سنتين، ويوم عاشوراء كفارة سنة، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.. كلّ واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفّره، وإن لم يصادف صغيرةً ولا كبيرةً كتبت به حسنات، ورفعت له به درجات، وإن صادف كبيرةً أو كبائر، ولم يصادف صغائر، رجونا أن تخفّف من الكبائر) المجموع.
• وقال ابن تيمية: (وتكفير الطّهارة، والصّلاة، وصيام رمضان، وعرفة، وعاشوراء للصغائر فقط) الفتاوى الكبرى.

ومقتضى ذلك أن صيام عاشوراء يكفّر ذنوب السنة الماضية ولكن العلماء اشترطوا لذلك:

• تُكفّر ذنوب السنة الماضية ما عدا الكبائر.
• تُكفّر الذنوب التي لا تتعلق بحقوق العباد، فهذه لا تُكفر إلا بأداء تلك الحقوق لإصحابها.

الأدعية المستحبة في يوم عاشوراء

ويستحبّ في هذا اليوم المبارك الإكثار من الدعاء إلى الله تعإلى لعلها تكون ساعة استجابة، ويمكن للمسلم أن يدعو ما يشاء من الأدعية، ولكن في هذا اليوم يستحب أدعية مخصوصة كما ورد عن العلماء والسلف الصالح من الأئمة والفقهاء، نذكر منها:

• سُبحانُك أنت اللهُ الحي الذي لا يموت، تباركت وتعاليت عما يفعل الظالمون، استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم، يارب لا تحرمني من رحمتك وغفرانك.
• ربنا ولا تحمّلنا مالا طاقة لنا به، واعفُ عنا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
• اللهم أنت رازق السائلين ومغيث المستغيثين، إياك نعبد وإياك نستعين، اللهم افتح لنا أبواب رحمتك، اللهم نجنا مما نخاف، واسترنا بسترك العظيم، ربنا اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين.