كيف كان يقضي النبي ﷺ يومه في رمضان.. تعلم منه

يختلف شهر رمضان عن جميع أشهر السنة بسبب مباركة هذا الشهر من عند الله عز وجل فهو شهر أنزل فيه القرآن، وفيه ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر حيث يوجد في القرآن الكريم سورة باسم هذه الليلة وهي سورة القدر لعظيم أجرها فهي ليلة تتغير فيها أقدار العباد والعمل فيها يساوي عمل ألف شهر، وعند بداية شهر رمضان المبارك تتصفد الشياطين ومردة الجن، وتغلق أبواب النار وتفتح أبواب الجنة الثمانية، حيث قال النبي ﷺ: {إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وسلسلت الشياطين} في صحيح مسلم.

كيف كان يقضي النبي ﷺ يومه في رمضان

كان النبي صلى الله عليه وسلم قرآن يمشي على الأرض، وضرب به المثل في كل ما هو خير ونافع، حيث رغم نشأته في زمن شرب الخمر ولعب الميسر وعبادة الأوثان والأصنام إلا أنه لم يسجد لصنم قط، ولم يشرب خمر ولا يلعب ميسر فقد حفظه الله عز وجل منذ مولده من كل شرور الدنيا والنفس، لكي يقدم لنا نموذج مثالي في كل شيء نقتدي به، حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها وارضاها في النبي صلى الله عليه وسلم “كان خلقهُ القرآن”.

كيف كان صيام النبي ﷺ في رمضان

باعتبار صيام شهر رمضان فرض على كل مسلم مؤمن بالغ عاقل مكلف، فإن صيام شهر رمضان من أركان الإسلام الخمسة وهو الركن الثالث بعد الشهادتين والصلاة، فكان صلى الله عليه وسلم يصوم هذا الشهر المبارك احتسابًا لله عز وجل وأوامره، قال النبي صلى الله عليه وسلم “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه”، وليس المقصود بالصيام هو الصيام عن الطعام والشراب فقط بل قال النبي ﷺ: {إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك وقار وسكينة ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء}.

كيف كان يفطر النبي ﷺ

كان النبي ﷺ يعجل الفطور مخالفتًا لليهود، ويأمر المسلمين بذلك، قال النبي ﷺ: {لا يزالُ الناس بخير ما عجلوا الفطر} رواه البخاري ومسلم؛ وكان صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات أو تمر عدد فردي فإن لم يجد فيفطر على شرب الماء ثم يصلي المغرب ثم يأكل، وعندما يأكل لا يملأ معدته بشكل كامل بل ما يسد جوعه ويمده الطاقة ويعينه على مواصلة الصيام.

كيف كان يتسحر النبي ﷺ

كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤخر السحور كان يأمر بأن نتسحر فقال صلى الله عليه وسلم: {تسحّروا؛ فإن في السحور بركة} متفق عليه، وذلك إشارة على أهمية السحور وما فيه من بركات وعناية للعباد على الصيام، حيث كان يحرص النبي ﷺ على تناول الرطب في الإفطار والسحور بسبب فوائده العديدة للجسم.

صدقة النبي ﷺ في رمضان

كان النبي صلى الله عليه وسلم يشتهر بكرمه وجوده على جميع العباد، ولكن كان أجود ما يكون في شهر رمضان المبارك، فكان يكثر من الصدقة وذلك بسبب عظم آجرها حيث إذا مات العبد تمنى أن يعود للدنيا حتي يتصدق لما رأى من أثر آجر عند الله عز وجل، قال تعالي: {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10)} سورة المنافقون.

كيف كانت صلاة النبي ﷺ

كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصلاة ويطول فيهم خاصتًا شهر رمضان لأن فيه صلاة التراويح، وخاف أن تفرض صلاة التراويح على أمته لذلك كان يخالفها يوم، قال النبي ﷺ: {كان في الغالب لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلى أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلى أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثًا[1] وثبت عنه ﷺ أنه في بعض الليالي  صلى ثلاث عشرة ركعة}.

لذلك من المهم أن يصلي العبد الفروض أولاً ثم السنن الرواتب لهذه الفروض، ثم السنن الأخرى مثل صلاة الضحى، صلاة التراويح، صلاة قيام الليل “التهجد”، ولكل صلاة فضل عظيم عن الله عز وجل كالتالي:

  • فضل صلاة سنن الفرائض: قال النبي ﷺ: {من صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعاً بنى الله له بيتاً في الجنة}.
  • فضل صلاة الضحى: لا يصليها إلا أواب أي كثير التوبة إلى الله عز وجل، وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تصلي صلاة الضحى أربع ركعات مثنى مثنى ولا تتركهم ابدًا، وتعادل 360 صدقة.
  • فضل صلاة قيام الليل: هو شرف المؤمن، ينال العبد من الله في وجهه، دعاء مجاب، يفرح الله عز وجل بمن يقيم الله لأنه ترك النوم والراحة في الليل وذهب له وحده.

حال النبي ﷺ مع جبريل عليه السلام في رمضان

كان جبريل عليه السلام يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل يوم في رمضان، وهذا دليل على عظم ختم المصحف وتدبره في هذا الشهر المبارك، لذلك يجب السعي إلى ختم القرآن الكريم والتدبر والفهم.

وكان صلى الله عليه وسلم يذهب إلى غار حراء يتعبد ويخلو بنفسه حتى آتي إليه جبريل عليه السلام، فكان ذلك من صور الاعتكاف، وكان النبي ﷺ يعتكف في أواخر عشر أيام في شهر رمضان المبارك.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد