تعد اليوغا رياضة روحية وبدنية ونظام للشفاء، حيث يعود أصلها إلى بلاد الهند منذ 5000 سنة، وتعمل اليوغا على إنشاء قوة انسجام بين العقل والجسد، فيحدث الاسترخاء والتركيز في آن واحد، واليوجا لفظ يعني الاتحاد، ويقصد بها في اللغة الهندية المقدسة الاتحاد بين العقل والجسم والإله.
التشابه بين اليوجا والرياضة
هل ممارسة اليوجا حرام ؟
قد حرم بعض علماء المسلمين اليوجا لاعتقادهم أنها تنتمي في الأصل لشعائر هندوسية وبوذية، والبعض الآخر اعتبرها رياضة عادية وأنه يجوز ممارستها بشرط تجريدها من الطقوس والألفاظ الوثنية، الفتوى رقم 1043.
الصلاة أفضل رياضة بدنية وروحانية
تعتمد اليوجا على التأمل وأداء حركات مع التلفظ بكلمات، والهدف في ذلك أتحاد الجسم والعقل في وحدة متجانسة واحدة، وهذا ما يحدث في صلاة المسلمين، حيث يقف الجسد في استقامة ويقرأ آيات من القرآن الكريم ويتأمل معانيه ويستشعر الخشوع للخالق، ثم يؤدي حركات الركوع والسجود والتي هي مفيدة للجسم والعضلات وتنشيط الدورة الدموية، كما أن وضع السجود في الصلاة هو أفضل أوضاع اليوجا التي تحسن التنفس، ويشعر فيها المصلي بالأمان وهو يعلم أنه أقرب ما يكون إلى ربه وهو ساجد، كما يكرر المسلم أداء الركعات المفروضة أكثر من مرة، بمنتهى التركيز والتأمل والتدبر في الآيات، وبذلك يحصل المسلم بعد أداء الصلاة على السلام النفسي، والراحة والاسترخاء.
لا صلاة بلا خشوع
كما أن الخشوع في الصلاة أمرا هاما وضروريا، فمن غيره لا ينال المسلم منها غير القيام والقعود، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ورُبَّ قائمٍ”، أي: مُتهجِّدٍ بالصَّلاةِ في اللَّيلِ، “ليس له مِن قيامِه إلَّا السَّهرُ” وقد ذكر الله في القرآن الكريم آيات تحث على الخشوع مثل قوله تعالى( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) ).
دراسة أمريكية صلاة المسلمين تشبه اليوجا
وفي إحدى الأبحاث التي أجريت في جامعة بنسلفانيا الأمريكية، أثبتت الورقة البحثية أن حركات صلاة المسلمين لها تأثير إيجابي على الصحة وتعتبر شبيهة برياضة اليوجا لما فيها من وضعيات وروحانيات، وبقول ممارسي اليوجا أنهم يشعرون بمنتهى المحبة للخير بعد انتهاء التمرين وكذلك الصلاة فقد قال الله تعالى ( إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَر).
التطهر وإسباغ الوضوء
الوضوء قبل أداء الصلاة يعتبر فريضة هامة، إذ لا صلاة بلا وضوء، وهو يهيء المؤمن للوقوف بين يدي الله والتطهر وتجنب الشيطان، وقد جاءت السنة الشريفة تتحدث عن فضائل الوضوء في أحاديث كثيرة، وعن عثمانَ بن عفانَ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: منْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوضوءَ، خَرَجَت خَطَايَاهُ مِنْ جسَدِهِ حتَّى تَخْرُجَ مِنْ تحتِ أَظفارِهِ رواه مسلم.
4/1027- وعنهُ قَالَ: رَأَيْتُ رسُولَ اللَّهِ ﷺ َتَوَضَّأُ مثلَ وُضوئي هَذَا ثُمَّ قَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ هكَذَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنبِهِ، وَكَانَتْ صَلاتُهُ وَمَشْيُهُ إِلى المَسْجِدِ نَافِلَةً رواه مسلم.
5/1028- وعن أبي هريرةَ أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذا تَوَضَّأَ العبدُ المُسلِم أَوِ المؤْمِنُ فَغَسل وجهَهُ خَرجَ مِنْ وَجهِهِ كلُّ خطِيئَة نَظَر إِلَيْهَا بِعيْنيْهِ مَعَ الماءِ أَوْ معَ آخرِ قَطْرِ الماءِ، فَإِذا غَسل يديهِ، خَرج مِنْ يديهِ كُلُّ خَطيئَةٍ كانَ بطَشَتْهَا يداهُ مَعَ المَاءِ أَوْ مَعَ آخِر قَطْرِ الماءِ، فَإِذا غَسلَ رِجَليْهِ، خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتها رِجلاه مَعَ الماءِ أَوْ مَع آخرِ قَطرِ الماءِ، حَتَّى يخرُجَ نَقِيًّا مِن الذُّنُوبِ رواه مسلم.
