قصة الإمام بقي بن مخلد مع أحمد بن حنبل

ذُكر في ترجمة الإمام بقي بن مخلد، أنه هو: الحافظ أبو عبد الرحمن، بقي بن مخلد بن يزيد الاندلسي القرطبي، ولد بقرطبة عام 201 هـ، وكان من العلماء الكبار في عصره وطاف بالبلاد وطلب العلم من علماء كثيرون حتى التقى وسمع العلم من 284 شيخا وعالما بمختلف بقاع الأرض.

مصدر الصورة: موقع عالم الخلفيات wallpapersworld

رحلة بقي بن مخلد إلى بغداد

ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء، وابن الفرضي في تاريخ علماء الأندلس، وابن حزم في رسائل ابن حزم الأندلسي عن الإمام بقي بن مخلد أنّه كان من علماء الأندلس آنذاك، وكان شغوفاً ومحباً إلى العلم والعلماء، وما أن سمع عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى حتى أصر على السفر الى بغداد وطلب العلم منه، وما إن وصل إلى مكان الإمام أحمد وسأل عنه حتى بُلّغ أنه في المحنة فغمه ذلك غماً شديداً، فاستأجر بيتاً في فندق ثم أراد أن يجلس مع الناس وبحث عن حلقات العلم الموجودة في بغداد آنذاك حتى وصل إلى حلقة الإمام يحيى بن معين صاحب الإمام أحمد وسمع منه العلم، حتى أخذ يسأله ويكشف عن فلان وفلان ويرد عليه أبا زكريا الامام يحيى بن معين بأن فلان صدوق، وفلان مجروح، حتى سأله عن الإمام أحمد بن حنبل، فقال له: “ومثلنا يكشف عن الإمام أحمد!، ذاك إمام المسلمين، وخيرهم، وأفضلهم” ثم أخذ يسأل عن الإمام أحمد بن حنبل حتى وصل إليه.

لقاء بقي بن مخلد بالإمام أحمد

لما وصل بقي بن مخلد الى بيت الامام احمد، فتح له وسلم عليه، ثم أخبره بأنه رجل غريب يقصد العلم واخبره عن موطنه، فأحب الامام أحمد أن يفيده ويعطيه من العلم، لكنه أخبره أنه ممنوع من ذلك، فاقترح عليه بقي بن مخلد أن يأتي إليه في صورة رجل يطلب المسألة – أي: الحاجة – فلا يشك في أمره أحد ثم يخرج إليه ويحدّثه بما عنده، فقبل بذلك الإمام أحمد بشرط أن لا يراه أحد عند قدومه إليه، وأن لا يجلس في مجلس علم عند المحدثين، فوافقه بقي بن مخلد على ذلك، فكان يذهب إليه وهو يلف رأسه بخرقة، ويمسك العصا في يده، ثم ينادي إن اعطوني مسألة، فيخرج له الإمام أحمد ويحدّثه بالحديث والأكثر، وبقي على هذا الحال حتى فُرّج عن الإمام أحمد وخرج يدرس في حلقته فكان يعرف حق صبر بقي بن مخلد، وكان يفسح له بنفسه إذا دخل حلقة العلم، ويحدث الطلاب بقصته، ويقول “هذا ممن ينطبق عليه لفظة طالب العلم حقاً ” رحم الله أئمة المسلمين وجزاهم عمّا قدموه للإسلام والمسلمين خير الجزاء.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد